بعدما تناولنا في مقالنا السابق( أزمة كورونا وبروفة الحروب البيولوجية القادمة) ما زلت أقرر هنا أن حظر التجوال وغلق كل أماكن التجمعات والإقامة المنزلية الجبرية بات ضروريا لمواجهة هذا الفيروس اللعين احتواء لهذه الأزمة لا سيما بعد استهتار بعض شرائح المجتمع وعدم توقي الحيطة والحذر! فلا أحد يستطيع أن يتنبّأ بِما يُمكن أن تتطوّر إليه الأمور بصدد هذا الفيروس اللعين الذي يعد تمهيدا لحروبا بيولوجية قادمة .... وما يُؤلمنا هنا أنّ أصواتًا لمَسؤولين كِبارًا في أوروبا باتت تتحدّث عن التّضحية بالمَلايين ممّن هُم فوق سن الستّين، الشّريحة الأكثر عُرضةً للموت بسبب الفيروس لضعف جهاز المناعة عِندها، والتّركيز على إنقاذ الأجيال الشابّة، وفق نظريّة “مناعة القطيع” المُتداولة حاليًّا في بعض أوساط الحُكومة البريطانيّة!ووسط هذا المعترك الخطير ما زلت على يقين أن هذه الأزَمة الكارثية ستَمُر حتمًا، مِثلما مرّت أزَمات وبائيّة مُماثلة على البشريّة في تاريخها بشقّيه القديم والحديث، ولكنّ عمليّة التّغيير الاجتماعي والسّياسي والاقتِصادي التي أحدثتها ستُؤدِّي إلى خلق مُجتمعات جديدة، بعادات جديدة، وتحالفات جديدة على أرض الواقع.إن العالم يتغير من حولنا بسرعة مذهلة، بحيث أصبح المستقبل وشيكًا دائمًا، ولا بد من الاستعداد له عبر بوابة البحث العلمي.وبذلك يمكن تجاوز "فجوة التخلص من الفقر المعرفي.....فليس المهم عرض البحوث والتوصل إلى نتائج وتوصيات تخرج بها المؤتمرات! ولكن الأهم استحداث الآلية التي تتبنى توصيات الأبحاث والدراسات التي توصلت لها البحوث عبر التطبيق العملي الميداني بعيدا عن البيروقراطية والروتين الممل...لكل ما تقدم، ثمة حاجة لتفعيل توصيات المؤتمرات التي تشارك فيها الدول داخليًا وخارجيًا، فضلًا عن نتائج الأبحاث والدراسات التي تُكتب هنا وهناك، وإدخالها حيز التنفيذ للاستفادة منها عند صنع القرار.وفى رأيي أن البحث العلمي، سواء النظري أو الميداني، يعتبر أهم وسائل صنع المعرفة والتقدم، وسيبقى خيارنا الوحيد لوضع خططنا الاستراتيجية على أرض الواقع، من خلال تبني المنهجية العلمية، والاعتماد على البحوث والدراسات العلمية، حتى نلحق بركب الأمم التي سارعت الخطى في اتجاه الريادة والتميز في مجال البحث العلمي.فالخروج من الأزمات يبدأ بشعور الإنسان أنه مسؤول أمام الله و أمام ضميره عما يجب أن يفعله ويحس به وهذا بدوره يحتم عليه أن يتوجه توجهًا عامًا نحو العمل الدؤوب وتحمل المسؤولية كي يسرع وينطلق من ضميره الخاص إلى الضمير العام نحو مجتمعه وأمته....غاب عن المشهد نمبر ون والاسطورة المزيف وبنت الجيران وتافهي المهرجانات الذين لم يقدموا لنا غير الرزيلة والانحطاط وغياب القيم والأخلاق.فلم نسمع عن أي من هؤلاء الرعاع أنه تبرع ولو بمليون جنيه لمستشفيات الحجر الصحي رغم عشرات الملايين دخلت جيوبهم من دماء المغرر بهم!فلم يتصدى غير الصفوة من كتيبة المثقفين وأصحاب الفكر والرأي لكونهم صمام أمان هذا الوطن و قوته الناعمة أبد الدهر!طبيب لا يخاف من العدوىوجندي مرابط على ثغر الوطنوكاتب لا يتواني عن تعرية التطرف والعري حاملا قلمه وروحه على كفه فلا يبالي حسبة لله والوطنوعالم في محراب معمله تراه في سباق مع الزمن على أمل أن يقدم شيئا للإنسانيةوجيشا يواجه في الداخل والخارج أصعب المعارك وفق متغيرات مناخية واستراتيجية بل وحروبا بيولوجية تكاد أن تغير خارطة العالم بأسره.
مشاركة :