بعد مرور جولتين من مونديال روسيا، تصدر قائد المنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو قائمة الهدافين وله أربعة أهداف، منها ثلاثة أهداف في مباراة واحدة، أول “هاتريك” في البطولة سجله الدون في شباك إسبانيا حاملة لقب نسخة عام 2010 للمونديال، إضافة إلى هدف في مرمى المنتخب المغربي، وبذلك ترتقي “برازيل أوروبا” إلى دور الستة عشر مع المنتخب الإسباني عن المجموعة الثانية، بفضل نجمه على عكس منتخبات أخرى خابت ظنون جماهيرها. من بين 10 لاعبين وحارس مرمى، لم يستطع لاعب بمفرده تحقيق الفوز ومضاهاة 10 لاعبين في الفريق المنافس، وهو أمر يتفق عليه خبراء اللعبة، لكن مع كريستيانو تتبدل تلك النظرة في بعض أوقات المباراة، لما يتمتع به من سرعة فائقة وقوة جسمانية وقدرة على الانقضاض بشراسة في الكرات العرضية، فضلا عن مهارته الدقيقة في إحراز الأهداف من الضربات الثابتة. يعتبر النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو حالة استثنائية بين ما يطلق عليها منتخبات “النجم الأوحد”، وهي من تعتمد على لاعب واحد في تغيير مجريات المباراة، وأنصف لاعب ريال مدريد الإسباني منتخب بلاده في الجولتين الأولى والثانية من المونديال، في إنجاز لم يستطع نجوم آخرون تحقيقه مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي، والمصري محمد صلاح الذي حرمته الإصابة من تقديم مستواه المعهود. حضور كريستيانو رونالدو في المشهد لم يحمل أي مجال للشك ليؤكد دوره المؤثر مع منتخب بلاده، كما هو الحال مع فريقه ريال مدريد الإسباني، وفي المباراة الأولى للبرتغال أمام إسبانيا، لم يدخر اللاعب جهدا في شن الهجمات لزعزعة الدفاع الإسباني العامر بالنجوم أمثال، سيرجيو راموس وجيرارد بيكيه، وأصاب وحده مرمى الحارس العملاق ديفيد دي خيا بثلاثة أهداف. تمكن رونالدو من التسجيل في أربع نسخ من المونديال، ألمانيا 2006 وجنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014 وروسيا 2018، وهو الأمر الذي حققه فقط من قبل البرازيلي بيليه (1958 و1962 و1966 و1970) وكل من الألمانيين أوفه زيلر (1958 و1962 و1966 و1970) وميروسلاف كلوزه (2002 و2006 و2010 و2014). ميسي المحير إذا كان ما فعله رونالدو هو المنتظر من نجم حقق جائزة أفضل لاعب في العالم خمس مرات، بينها مرتان متتاليتان، فقد خذل نجوم آخرون جماهير بلادهم، على رأسهم الأرجنتيني ليونيل ميسي، والذي يظل أداؤه مع منتخب بلاده أمرا محيرا لمحبيه، لأنه مغاير تماما عن أدائه مع فريقه برشلونة بطل الدوري الإسباني، كما أن الجمهور الأرجنتيني خاب ظنه في “البرغوث” بعدما أهدر ركلة جزاء احتسبت لفريقه أمام منتخب آيسلندا بالجولة الأولى من مباريات المجموعة الرابعة. بعدد مرور جولتين بات منتخب “التانغو” قاب قوسين أو أدنى من توديع المونديال، ويرجع المحلل الكروي المصري خالد بيومي ذلك إلى اختلاف طرق اللعب. وقال لـ”العرب” إن أداء بعض النجوم مع منتخبات بلادهم مختلف عن الأداء مع الأندية التي يرتدون قمصانها، بسبب الدور المؤثر من زملائهم في فتح المساحات والشوشرة على مدافعي الفرق المنافسة، فضلا عن عمل جمل تكتيكية تسفر عن إحراز الأهداف. وضرب بيومي مثلا بلاعب منتخب مصر محمد صلاح، وهو الذي حرمته الإصابة من تقديم مستواه المعهود مع منتخب بلاده، بعد أن ساهم في قيادة الفراعنة إلى المونديال بعد غياب 28 عاما، ومن بين سبعة أهداف في التصفيات أحرز صلاح وحده خمسة أهداف، وودع وصيف أفريقيا البطولة من الدور الأول بهزيمتين متتاليتين أمام أوروغواي وروسيا على الترتيب، وهما المنتخبان اللذان صعدا عن المجموعة الأولى التي كانت تضم منتخبا عربيا أيضا وهو الأخضر السعودي. وأوضح بيومي، أن صلاح يلعب مع فريقه ليفربول الإنكليزي بجوار فيرمينيو وساديو ماني، وهما من أفضل لاعبي الدوري الإنكليزي، وبالتالي يشكل الثلاثي خطورة حقيقية على مرمى المنافسين، حتى وإن لم يتلق صلاح تمريرات مؤثرة من زميليه، فإنه بإمكانهما فتح ثغرات أمام النجم المصري للانطلاق نحو المرمى. من بين منتخبات النجم الأوحد التي ودعت البطولة من دورها الأول، منتخب كوستاريكا الذي يحرس مرماه المخضرم نافاس وفي بولندا لم يتمكن لاعب بايرن ميونخ الألماني روبرت ليفاندوفسكي من قيادة منتخب بلاده إلى تحقيق الفوز في الانطلاقة المونديالية، وتلقى المنتخب البولندي الهزيمة على يد منتخب السنغال بهدفين مقابل هدف، غير أن أيا من هدفي المنتخب السنغالي لم يشهد توقيع نجمه ساديو ماني لاعب ليفربول الإنكليزي. وأكد غياب صلاح في المباراة الأولى أمام أوروغواي وظهوره بمستوى أقل من المتوقع في مباراة روسيا الثانية بسبب تأثره بإصابته، أن الفريق المصري بدونه سوف يعاني كثيرا في الفترة المقبلة، كما أن صلاح نفسه سيعاني ما لم يكن بجواره لاعبون من أمثال ماني وفيرمينو يساعدونه. حالة استثنائية يرى لاعب الأهلي السابق علاء ميهوب أن البرتغالي كريستيانو رونالدو حالة استثنائية في المونديال، وأضح لـ”العرب” أن اللاعب صاحب الـ33 عاما، يمكنه قلب دفة المباراة لصالح فريقه في أي وقت، لأنه يجيد استغلال أنصاف الفرص في التسجيل، إما من الضربات الثابتة وإما عبر التسديد من خارج منطقة الجزاء، كما أنه أفضل لاعبي العالم في الارتقاء أثناء تنفيذ الكرات العرضية. وحدث ذلك أمام المنتخب المغربي في الجولة الثانية من المونديال، وبالرغم من سيطرة المنتخب المغربي على أغلب فترات المباراة، إلا أن ضربة حرة واحدة كانت كافية أمام رونالدو لتسجيل هدف من انقضاض شرس على الكرة أزعج مدافعي المغرب. ومن بين منتخبات النجم الأوحد التي ودعت البطولة من دورها الأول، منتخب كوستاريكا الذي يحرس مرماه المخضرم كيلور نافاس، حارس ريال مدريد الإسباني، فأمام المنتخب البرازيلي تصدى نافاس لمحاولات نيمار ورفاقه، لكن خارت قواه كما خارت دفاعات فريقه أمام الهجمات المستمرة لمنتخب “السامبا” ليحقق الأخير الفوز بهدفين مقابل هدف، وتأكد وداع كوستاريكا للمونديال كونها تذيلت المجموعة الخامسة بعد جولتين بلا نقاط. من المستحيل أن يقوم لاعب واحد باللعب في المستطيل الأخضر بمفرده ودون معاونة رفاقه، ولعل الظروف سنحت لرونالدو بالتألق، بينما عاندت المصري محمد صلاح في تحقيق المزيد من الإنجازات، فقد ساقه حظه العاثر في اللعب مع مدرب يخشى اللعب بطريقة هجومية.
مشاركة :