تزايد الجماعات المسلحة حول العالم يهدد العمل الإنساني

  • 6/25/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تعد الغارات التي تشنها القبائل التي ترعى الماشية على بعضها البعض تقليدا رئيسا من تقاليد الحياة في جنوب السودان، ولكن في السنوات الخمس الاخيرة اصبحت الغارات أكثر عنفا وغير مقيدة.وبحسب «نيويورك تايمز»، استقطبت العصابات المسلحة الصغيرة التي كانت تحمي المواشي في المجتمعات المحلية الى خوض معارك بالوكالة، هذه المعارك الطاحنة تدور بين اكبر قبيلتين في البلاد، وهما قبيلة الدينكا التي تحتفظ بالسلطة وينتمي اليها الرئيس سلفا كير ميارديت، وقبيلة النوير التي ينتمي اليها نائبه السابق رياك مشار.واستمرار صعود الفصائل المسلحة في مناطق النزاعات العالمية، مثل مقاتلي الدينكا والنوير في جنوب السودان يعد مشكلة متنامية للعاملين في المجال الانساني.ويقول مستشار الجماعات المسلحة غير الحكومية في اللجنة الدولية للصليب الاحمر، برايان ماك كوين: لقد رأينا المزيد من الجماعات المسلحة غير الحكومية تظهر في السنوات الأربع الماضية، أكثر مما كانت عليه في السنوات السبعين الماضية، وأضاف: والجزء الأكبر من هذه الجماعات لديه مرونة كبيرة نوعا ما مع تحكم أقل من الأعلى إلى الأسفل في التسلسل القيادي، وهذا يشكل مشكلة مستعصية للمنظمات الانسانية التي كانت تعتمد اسلوب الذهاب الى كبار قادة المجموعات العسكرية او الميليشيات، وتقديم المشورة لهم حول قواعد القانون الدولي الانساني.وفي ظل هذه المتاهة من الجماعات المتعددة، يواجه العاملون في المجال الانساني مشكلات أشد ويتطلب الأمر منهم وقتا اطول للوصول الى الجنود والمدنيين والجرحى وحتى لحماية موظفيهم، كما انهم يجدون صعوبة شديدة في اطلاع المقاتلين غير الحكوميين على معاهدات جنيف، وكيفية تطبيق قوانين الحرب عليهم.وتلفت الصحيفة، إلى أنه من أجل التصدي لهذه المشكلة، دعا تقرير شارك في كتابته ماك كوين، وقدم للجنة الدولية للصليب الأحمر، العاملين في المجال الانساني الى تعديل نهجهم والاستعانة بالمرجعيات الثقافية للدفاع عن المعايير الأخلاقية للحرب.وقالت «نيويورك تايمز» في تقرير لها: ان النزاعات غير الدولية زادت الى اكثر من 70% فى اقل من 15 عاما فقط، وهي الفترة مابين 2001 الى 2016 وفقا لتقرير اللجنة الدولية للصليب الاحمر، لافتا إلى ان 22% منها يشارك فيها 10 مجموعات قتالية او أكثر، تتشابك معها اجندات دينية أو عرقية أو اقليمية.وتشترك مئات الجماعات المسلحة في نزاعات، ففي ليبيا عرفت 236 جماعة قتالية تعمل في مدينة مصراتة بعد الاطاحة بمعمر القذافي عام 2011.وفي سوريا توضح بيانات التي قدمها مركز كارتر ان الصراع ادى الى تكوين أكثر من 1000 فصيل مسلح. وفي ظروف كهذه يصبح من الاهمية للمنظمات الانسانية ان ترسي ثقافة ضبط النفس.ومن الطرق التي يقترحها التقريرالذي صدر في 18 يونيو بعنوان جذور ضبط النفس في الحرب: الخروج عن النهج التقليدي للاجتماع مع كبار القادة وزعماء الجماعات وشرح وتوضيح القانون الدولي الانساني لهم، والاعتماد على مزيد من المناهج الخاصة بالثقافات المحلية، مثل مناشدة المقاتلين الجدد باتباع القانون الدولي الانساني من أرضية مشتركة ومألوفة لديهم بالفعل.

مشاركة :