متسولون يسلبون أموال المحسنين إلكترونيا

  • 12/9/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن التسول بمنأى عن وسائل التقنية الحديثة، بعد أن وظفها عدد من ضعاف النفوس في الوصول إلى أموال الناس بالباطل، بسؤال الآخرين وطلبهم العون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مستغلين طيبة البعض وبحثهم عن فعل الخير. وانتقد البروفيسور رئيس قسم التربية الإسلامية بجامعة أم القرى خالد محمد التويم ظاهرة التسول، لافتا إلى الأصل في الإنسان هو الشخصية السوية وعزة النفس والاستعفاف عن الطلب من الناس وإن احتاج صبر، مبينا أن بعض الاضطرابات قد تكون تهيئة لأن يكون الإنسان متسولا لا يبالي بازدراء شخصيته واحتقاره لذاته. وقال: «وفي مجمل الحال غالبية حالات التسول ليس مردها الفقر والحاجة ولكنه اختلال في شخصية المتسول، وتعود إلى فترة الرضاعة فهناك خطأ في تعامل الأمهات مع أطفالهن فلا تعطي طفلها الرضاعة حتى يبكي ويستجدي لذلك لا بد أن تهتم بهذا الشأن ولا توصل طفلها للبكاء وطلب حاجته، ففترة الرضاعة أهم مرحلة في بناء شخصية الإنسان»، مبينا أن الإسلام زرع عزة النفس والترفع عن السؤال، ولقد بايع النبي صلى الله عليه وسلم عددا من الصحابة ألا يسأل الناس شيئا. وأفاد التويم بأن أساليب التسول الآن واكبت التقدم التقني، والإمام أحمد بن حنبل قال «أكذب الناس القصاص والسؤال» وهو ضرب من ضروب الحيل هناك من يحوله إلى مهنة يكتسب منها. بينما، اعتبرت المشرفة بإدارة التربية والتعليم للبنات في مكة المكرمة الدكتورة وفاء مندر وسائل التواصل الاجتماعي سلاحا ذو حدين، منتقدة المراسلات التي يتبع أصحابها استدرار عطف الآخرين، مشيرة إلى أنه أسلوب رخيص ولا يعبر عن عفة صاحبته أو صاحبه «وأعتقد أن المحتاج لا يملك رسوم أي جهاز الكتروني للتواصل مع الناس». ورأت أنه في مثل هذه الحالات يجب إثبات صدقهم أو توجههم إلى أقرب جمعية خيرية للحصول على المساعدات المطلوبة بعد أن تتحقق الجمعية من صدق حاجته. من جهتها، أوضحت الدكتورة في العقيدة والدعوة سميرة البناني بأن التسول محرم و لايجوز إلا عند الحاجة بأي وسيلة كانت سواء اليكترونيا أو تقليديا، فهو أكل لأموال الناس بالباطل بصنع الحيل التي لايؤمن أن يدخلها التزوير والتحريف، ملمحة إلى أن المتسولين يعرضون أوراقا مصورة تتضمن صكوكا شرعية أو تقارير طبية، أو خطابات تزكية أو غير ذلك، برسائل مزعجة تصل لبريد الضحية، وتوهمه بأن المرسل محتاج للمال أو مصاب بمرض خطير يحتاج إلى مبلغ كبير للعلاج، وغالبا ما تلعب هذه الرسائل على وتر الدين بذكر عدد من الآيات القرآنية التي ترقق القلب للتصدق على مرسل الرسالة، فيستغلون حب الناس للخير ومسارعتهم إلى مساعدة المحتاجين وعدم التثبت في أحوال السائلين في الغالب، فيتكسبون عن طريق التسول. وأشارت إلى أن بعض الناس قد تنطلي عليهم حيل المتسولين، فيأخذون منه أموالا طائلة ما يدفعهم إلى التساهل في هذا الأمر والطمع والاستمرار في الكسب من طريق التسول، وقد نهى الله تعالى عن ذلك بقوله سبحانه: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل}، كما توعد الرسول صلى الله عليه وسلم من يتسول من دون حاجة بنزع لحم وجهه يوم القيامة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا فيما أخرجه الشيخان: «لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مزعة لحم». ولاشك أن من أعظم أسباب التسول ضعف الإيمان فلا يبالي المتسول بالمحرمات وبالكسب المحرم فيعميه الطمع وتغريه الشهوات المحرمة، أما إذا قوي الإيمان فإن العبد يصبح أبعد الناس عن المحرمات ويأخذ بالورع في المشتبهات براءة لذمته وحفظا لدينه. وشدد على أهمية سن قوانين فعالة ورادعة لهذه الظاهرة التي أخذت أبعادا خطيرة مع عصر التقنية والهواتف الذكية وبرامج التواصل الاجتماعي الإلكتروني، بهدف تحجيم هذه الظاهرة المؤسفة.

مشاركة :