كوشنير يشكك في قدرة عباس أو رغبته بـصفقة سلام

  • 6/25/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أشاد وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، بالمواقف العربية المبدئية والثابتة الداعمة قضية شعبنا وحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة، والرافضة المشاريع والمؤامرات المشبوهة التي تهدف إلى النيل من قضية العرب الأولى وتصفيتها. فيما شكك مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنير بقدرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رغبته بالتوصل إلى اتفاق أو قدرته على ذلك. وقال كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن واشنطن ستعلن خطتها للسلام في الشرق الأوسط قريباً وتمضي فيها مع أو من دون عباس. وتكشف هذه التصريحات عن الانقسامات العميقة بين واشنطن والقيادة الفلسطينية والتي تزايدت منذ اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في كانون الأول (ديسمبر) ونقل السفارة الأميركية إليها. وقال كوشنر، الذي يعقد اجتماعات مع زعماء في المنطقة ليس بينهم عباس، في مقابلة نشرتها صحيفة «القدس» الفلسطينية المحلية أمس: «إذا كان الرئيس عباس مستعداً للعودة إلى الطاولة، فنحن مستعدون للمشاركة في النقاش، وإذا لم يكن كذلك الأمر، فإننا سنقوم بنشر الخطة علانية». وتابع: «مع ذلك، فإنني أشكك في مدى قدرة الرئيس عباس، أو رغبته، أن يميل إلى إنهاء الصفقة. لديه نقاط الحوار التي لم تتغير خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية. لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام في ذلك الوقت». ووجه كوشنر حديثه إلى الشعب الفلسطيني مباشرة مصوراً عباس (82 سنة) على أنه زعيم يعيش في الماضي. وقال: «لقد وقعت أخطاء لا حصر لها وفرص ضائعة على مر السنين، ودفعتم أنتم، الشعب الفلسطيني، الثمن». وتابع كوشنر الذي يقوم بجولة في المنطقة مع جيسون غرينبلات مبعوث ترامب للشرق الأوسط: «لا تدعو قيادتكم ترفض خطة لم ترها بعد». وخص المالكي بالذكر المواقف المُشرفة والشُجاعة لمصر، والأردن، والمملكة العربية السعودية، والدول العربية الشقيقة وقياداتها، التي تساند حقوق شعبنا وتدعم الموقف الفلسطيني في جميع المحافل والمناسبات. وقال القيادي في حركة «فتح» وعضو المجلس الوطني الفلسطيني نبيل عمرو: «القيادة ليست تحليلاً سياسياً، وإنما قرارات وأليات وحسابات وإمكانات». وأكد عمرو في حديث لوكالة «سما» الإخبارية أن الوضع الفلسطيني بالمجمل إمكاناته ضعيفة وأن القيادة السياسة الحالية ضعيفة وليست لديها المؤهلات الموضوعية الكافية لمواجهة العقوبات المحتملة والطغيان الإسرائيلي والانحياز الأميركي نتيجة رفضها ما يسمى «صفقة القرن». وجدد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات رفضه المطلق محاولة فرض حل اقتصادي وإنساني على حساب الحل السياسي وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حق تقرير المصير، وإنجاز استقلال فلسطين وسيادتها على حدود 1967 وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين. واعتبر عريقات، تعقيباً على تصريحات كوشنير، أن «التحايل على شعبنا وإغراءه بالمال مقابل حقوقه المشروعة لن ينطلي على أحد، ففلسطين وحقوق شعبها ليست للبيع». وشدد على أن تصريحات كوشنر «توضح مرة أخرى تحلُّل الإدارة الأميركية من منظومة القانون الدولي واستبدالها بتسهيلات وحزم اقتصادية، إضافة إلى رفض الإدارة الأميركية الحديث عن جوهر المضمون أو ذكر حقوق شعبنا أو دولة فلسطينية». وأكد عريقات أن «إنهاء الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي وتحقيق حقوقنا السياسية هي الرؤية التي تتوحَد عليها جميع مكونات شعبنا في كل أماكن تواجده، وأن كوشنير يمثل سياسة الإملاءات بدلاً من المفاوضات، والقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة التي تنصلت منها إدارة ترمب». وأشار الى أن كوشنير وغرينبلات سمعا من الزعماء العرب أن «جوهر الحل يرتكز على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وتجسيد دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية». وقال مستشار الرئيس عباس للعلاقات الدولية نبيل شعث: «إن كوشنير وغرينبلات يعملان لحساب إسرائيل في البيت الأبيض». وعبر شعث في حديث لإذاعة «صوت فلسطين» الرسمية عن رفضه الشديد ما يروج له المبعوثان من «حلول اقتصادية على حساب استقلال شعبنا وحريته». وقال: «إن مقابلة كوشنير مع صحيفة (القدس) أمس خير دليل على فشل صفقة القرن»، موضحاً أنه «حاول مخاطبة شعبنا في شكل مباشر لأنه لم يجد آذاناً صاغية في العواصم العربية». وأكد المجلس الوطني الفلسطيني رفضه «أي طروحات أو خطط لا تنهي الاحتلال الإسرائيلي من كل أراضي الدولة الفلسطينية وعاصمتها مدينة القدس، التي اعترفت بها الجمعية العامة للأمم المحتدة عام 2012، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم وممتلكاتهم وفق القرار 194». وقال المجلس في بيان أمس إن «الجولات الأميركية التي تشهدها المنطقة حاليا تحاول تمرير صفقات أو مشاريع لحل القضية الفلسطينية، لا تستند إلى المرجعيات الدولية التي أقرتها الأمم المتحدة ومؤسساتها، ولن يكتب لها النجاح، ولن يقبل بها الشعب الفلسطيني وقيادته». وشدد على أن «كل المخططات ستبوء بالفشل، وأن الاحتلال الإسرائيلي المسؤول الوحيد عن استمرار حصار ومعاناة الأهل في قطاع غزة».

مشاركة :