تواجهُ الشعبَ التركيَّ فترةٌ مقبلةٌ خطيرةٌ من حكم الرجل الواحد فأردوغان لن يكون رئيساً لجميع الأتراك كما تعهد ولن يسرع في تنفيذ برنامجه الذي وعد بأن يتضمن إصلاحات سياسية واسعة النطاق ، وكان الشعب التركي قد شهد انتخابات صورية وغير منصفةٍ وغير نزيهةٍ ستؤثر في ديمقراطيته وفي حياته اليومية مستقبلاً ، فقد كانت تلك الانتخابات - منذ طريقة الإعلان عنها وإعلان نتائجها وإدارتها - انتخابات صورية لصالح أردوغان شابها التزوير واعتراها التحريف والتزييف والخداع وحسب التغييرات المرتقب تطبيقها فسيتمتع أردوغان بصلاحيات واسعة تغير نظام الحكم البرلماني إلى رئاسي يُلغي أردوغان معه منصب رئيس الوزراء ، وتقتصر مهمة البرلمان على التشريع والمراقبة الصوريتين . وستشمل صلاحيات الفرد الواحد (أرودغان) في فترة رئاسته الثانية تعيين كبار المسؤولين العامين بمن فيهم الوزراء ونواب الرئيس ، والتدخل في النظام القضائي وتعيين القضاة ، وستكون للتغييرات السياسية - التي أقرت في استفتاء شعبي صوري ومزور العام الماضي - آثار سلبية تؤدي إلى نظام حكم سلطوي قمعي مستبد للفرد الواحد . وسيوغل أردوغان في قمع الحريات المدنية بما في ذلك حرية الصحافة والإعلام وانتهاك حقوق الإنسان وتمديد حالة طوارئ التي تعيشها تركيا منذ محاولة الانقلاب في شهر يوليو عام 2016 ومنذ ذلك الوقت فُصِلَ أكثر من 107 آلاف موظف عسكري من وظائفهم ، وتم احتجاز أكثر من 90 ألفاً انتظاراً للمحاكمات بعد محاولة الانقلاب ، فهل سينجح الفرد الواحد (أردوغان) في رفع قيمة الليرة التركية التي باتت أرخص من ورق الحمامات ؟ وهل سيتمكن من خفض نسبة البطالة التي جاوزت %37 ؟ وهل سيتمكن من إقناع المجتمع الدولي بقبول تركيا عضواً في الأسرة العالمية على الرغم من سجل أردوغان المخزي في مجال الحريات وحقوق الإنسان ؟ وهل سيقنع الاتحاد الأوروبي بفتح أبوابه التي طالما طرقها أردوغان ليدخل إلى منظومة الاتحاد الأوروبي دون جدوى ؟ حكمُ الفرد الواحد (أردوغان) لن يزيد تركيا إلا مزيداً من العزلة ونبذ المجتمع الدولي لها كما نبذ غيرها من الديكتاتوريات مثل كوريا الشمالية وإيران وكوبا وروسيا ، وسينتظر المستثمرون في تركيا - بعد حكم الفرد الواحد ( أردوغان ) - المزيد من الخسائر والانتكاسات ، وسيشهد الاقتصاد التركي تدهوراً وانحداراً لم يشهده من قبل .عبدالله الهدلق
مشاركة :