ترك ارتفاع أسعار العملة الصعبة وهبوط العملة الإيرانية غير المسبوقين تأثيرا كبيرا على البازارات في العديد من المدن، وأهمها بازار طهران الشهير الذي يمثل قلب الاقتصاد الإيراني النابض، ولم يتوقف عن العمل إلا في أيام العطل الرسمية. لكنه شهد إضرابا نادرا احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية، فيما اندلعت مواجهات محدودة بين عشرات الشبان وقوات الأمن وسط العاصمة. بات انهيار العملة الوطنية الإيرانية يؤثر مباشرة على الحياة اليومية في الجمهورية الإسلامية، إذ أضرب تجار البازار في طهران في خطوة نادرة من نوعها. ويذكر أن إضراب بازار طهران عام 1979 وهو نبض الاقتصاد الإيراني كما يطلقون عليه، كان من بين العوامل الرئيسية في سقوط حكم الشاه، إذ أسهم إلى مدى بعيد في خروجه من البلاد دون عودة. ووصل سعر الدولار والذهب إلى أرقام غير مسبوقة في عمر الجمهورية الإيرانية، إذ تخطى لأول مرة خلال 40 عاما، ثمانين ألف ريال إيراني. ووسط أجواء الاستياء من الوضع الاقتصادي اندلعت مواجهات محدودة بعد ظهر الاثنين بين عشرات الشبان وقوات الأمن في وسط العاصمة. وبشكل مواز، انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر على ما يبدو مواجهات أخرى بين محتجين وعناصر شرطة في طهران. وصرّح رئيس المجلس المركزي لإدارة البازار عبد الله أصفندياري لوكالة "إسنا" الطلابية أن "مطالب تجار السوق شرعية، يريدون توضيح وضع سوق الصرف بشكل نهائي". وأشار إلى أن التجار "يحتجون على سعر الصرف المرتفع، تقلب العملات الأجنبية (...) وعرقلة البضائع في الجمارك والافتقار إلى المعايير الواضحة للتخليص الجمركي، وحقيقة أنهم في ظل هذه الشروط، غير قادرين على اتخاذ قرارات أو بيع بضائعهم". ولم تفتح المحلات في شوارع البازار المغطاة حيث يسير المارة قرب الأبواب المعدنية المغلقة. وأكد تاجر سجاد يبلغ 45 عاما نشأ في محل العائلة قبل أن يصبح مالكا له، أن "الحال متشابهة في جميع أنحاء السوق" مضيفا "إنها المرة الأولى في حياتي التي أرى فيها ذلك". وأضاف "كل شيء مرتبط، (تدهور العملة الوطنية) يؤثر على كل قطاعات" الاقتصاد. وخسر الريال نحو 50% من قيمته في ستة أشهر وأصبح سعر صرف الدولار 85 ألفا في السوق الموازية. وقال تاجر سجاد آخر "المحلات مغلقة منذ الصباح" مضيفا أن "شرطة مكافحة الشغب تدخلت صباحا" ضد تظاهرة للتجار، "أوقفت رجلين وعاد الهدوء". كما استخدمت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع عند تقاطع الفردوسي والجمهورية الإسلامية في وسط طهران ضد عشرات من الشبان كانوا يرمون الحجارة ومقذوفات في اتجاه عناصر الشرطة. وتفرق المحتجون الذين كانوا يهتفون "ادعمونا أيها الإيرانيون" عندما بدأ عناصر الشرطة بالاقتراب منهم. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 25/06/2018
مشاركة :