اعتبرت المفوضية الأوروبية ، أن فكرة إقامة منصات إنزال للمهاجرين داخل أو خارج دول الاتحاد بدأت تشق طريقها في النقاشات داخل أروقة صنع القرار في عواصم ومؤسسات الاتحاد.ويصف الجهاز التنفيذي الأوروبي فكرة إقامة منصات انزال في دول شمال أفريقيا للمهاجرين الذين يتم إنقاذهم في البحر المتوسط بـ"المقبولة"، حيث سيًصار إلى فرزهم بين من يستحق الحماية الدولية ومن يتعين إعادته إلى بلده.وأوضحت المفوضية أن هذا الأمر سيتم بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، في إطار مراعاة القانون الدولي ومبادئ حقوق الانسان.وتتحدث المفوضية هنا عن سيل الأفكار التي تم طرحها أمس من قبل 16 دولة عضو في الاتحاد شاركت في القمة المصغرة أمس في بروكسل، والتي لم تتمخض عن قرارات محددة.أما الفكرة المرفوضة تماماً، حسب المتحدث باسم الجهاز التنفيذي ماجاريتس شيناس، فهي إقامة مراكز احتجاز يُزج فيها مهاجرون يتواجدون على التراب الأوروبي، حيث قال "لن نريد بناء سجون، وكل خطوة ستُتخذ بالتنسيق مع الوكالات الأممية وضمن أطر القوانين الدولية".وينفي المسؤولون الأوربيون، أو غالبيتهم، أي نية لهم بإعادة المهاجرين بشكل جماعي إلى دولهم الأصلية، مؤكدين أن في الأمر انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والمبادئ الدولية.ويؤكد الأوروبيون أن فكرة إقامة منصات إنزال هي جزء لا يتجزأ من الإصلاح المنشود لمجمل سياسة الهجرة واللجوء الأوروبية والتي ستستغرق وقتاً بسبب تعقيداتها وتفاصيلها.وبانتظار هذا الأمر، يرى المسؤولون في المؤسسات الأوروبية إمكانية أن تقوم الدول الأعضاء بإبرام اتفاقيات ثنائية أو ثلاثية فيما بينها لمحاربة ما يُسمى بالتحركات الثانوية للمهاجرين، "كتدبير مؤقت و منصوص عنه في المعاهدات النافذة حالياً ويمكن تطبيقه"، حسب كلامهم.وأكدوا أن الإجراءات التي يجري تداولها حالياً والتي حصل فيها بعض التقدم تُركز على عملية الحد من التحركات الثانوية للمهاجرين وطالبي اللجوء.وتريد ألمانيا ابرام بعض الاتفاقيات مع جيرانها لتسهيل ترحيل المهاجرين غير النظاميين من أراضيها إلى الدولة التي وصلوا إليها أولاً، وهو أمر يعارضه الكثيرون ومنهم إيطاليا. وكان جميع رؤساء حكومات الدول الـ16 التي شاركت في القمة المصغرة يوم أمس قد عبروا عن ضرورة التوصل إلى حلول أوروبية جماعية لتحدي الهجرة وليس لحلول جزئية.وينتظر الجميع القمة الرسمية المقررة يومي الخميس والجمعة في بروكسل، لتطوير النقاش الجماعي بشأن التعاطي مع ملف الهجرة وإجراء تحليل معمق لإمكانية بلورة فكرة المنصات.وكانت تونس، التي تم ذكرها كمركز ممكن لاقامة منصات إنزال، عبرت في وقت سابق عن رفضها المطلق للفكرة، حيث قال سفيرها لدى بروكسل " كل شيء خاضع للتفاوض، ولكن الرد سلبي حالياً".
مشاركة :