بيت من نجوم الصيف!

  • 6/26/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

خيري منصور استعير هذا العنوان من الشاعر الراحل علي السبتي ، والذي استعاره بدوره من شكسبير ، ليس لأنه رومانسي وله حفيف شعري، بل لأن المشردين في الأرض ينتظرون بفارغ الصبر الصيف، فهو أحنّ عليهم من الشتاء، وأكثر ما كان يعانيه اللاجئون الفلسطينيون بعد النكبة عام 1948 هو الشتاء. وروى أحدهم أن أطفاله كانوا يتعلقون بالسقف القصديري كي لا يطير، ويتناوبون على هذه المهمة الشاقة طوال الليل . الشتاء بيت دافئ وسقف صلب وحكايات، والمشردون محرومون من كل هذا، وحين يعدون ليالي الشتاء الطويلة والقاسية بانتظار الصيف، فذلك ليس لأنهم يحلمون بالسهر والنوم في بيت من نجوم الصيف ، بل لأن الصيف يحررهم كما يحرر السماء والأرض، فالسماء تتخفف من غيوم تشبه المعاطف الثقيلة والأرض ترتدي قمصاناً خفيفة من العشب . أكثر ما يخشاه المشردون هو البرد والثلج، رغم أنهم يلتصقون بأبنائهم كطائر البطريك في القطب المتجمد، وهناك فيلم تسجيلي بالغ التأثير رغم كونه صامتاً عن طائر البطريك وهو يلتصق بأبناء جلدته بحثاً عن لحظة دفء ولو في حده الأدنى لأن درجة البرودة لا الحرارة تصل إلى الأربعين تحت الصفر . ولم يسبق أن بلغ عدد المشردين هذا الرقم الكارثي الذي بلغه منذ مطلع هذا القرن فهم بالمليارات لا بالملايين، ومنهم من ابتلعتهم البحار أو مكثوا في المنطقة التي يسميها دانتي «اللمبو» بين الجنة والجحيم، وبمعنى أدق بين الوطن والمنفى !ومن المعروف تبعاً لإحصاءات تنشرها مؤسسات دولية أن عدد من يموتون خصوصاً من الأطفال وكبار السن يتضاعف في الشتاء. إن بيتاً من نجوم الصيف هو بسعة السماء، ولعله يتسع لهذه المليارات من ضحايا الحروب والمجاعات والعنف !! khairi_mansour@yahoo.com

مشاركة :