يحفل سجل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بصفحات ناصعة من الإنجازات العظيمة، التي حققها عبر مسيرة حافلة بالعمل والعطاء والمحبة، امتدت على مدى نحو 66 عاماً متواصلة، منذ توليه منصب ممثل الحاكم في مدينة العين والمنطقة الشرقية، ثم توليه مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي، حتى انتخابه رئيساً للدولة، بعد إعلان اتحاد دولة الإمارات في الثاني من ديسمبر 1971، وهي إنجازات شهد بتفردها العالم، واستمدت أهميتها وتفردها من رؤية الشيخ زايد، رحمه الله، التي تضع الإنسان على رأس أولويات الدولة، وتقوم على مبادئ إنسانية تضمن للمجتمع استقراره وسعادته. ومن أبرز هذه المبادئ العدل وسيادة القانون وصون الكرامة الإنسانية وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الحياة الكريمة للإنسان. وقد استطاعت الإمارات أن تجتذب الآلاف من مختلف أنحاء العالم، بعدما وجدوا فيها مجتمعاً مثالياً للتعايش والتسامح والتكاتف والعيش في أجواء من المحبة والمساواة. ولم يكن الانتقال من الحياة البدوية البسيطة إلى تأسيس دولة عصرية حديثة تقوم على العدل والتسامح سهلاً. لكن عزيمة المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، وحرصه على متابعة شؤون دولته الوليدة وما تشهده من مشروعات تنموية طموحة بنفسه، كانت حافزاً قوياً لكل المحيطين به للعمل بجد واجتهاد في المجالات كافة. كما وزع الشيخ زايد عوائد الثروة النفطية على جميع القطاعات بالدولة، لاسيما التي كانت بحاجة إلى التطوير، واهتم بالاقتصاد والتعليم، والتراث والثقافة. وقد عزز الشيخ زايد مبدأ الشورى، من خلال حرصه الدائم على اللقاءات المفتوحة والمباشرة مع المواطنين في مواقع عملهم وأماكن إقامتهم، ومن خلال جولاته الميدانية المنتظمة لأرجاء الوطن. ولم يترك، رحمه الله، فرصة دون أن يؤكد فيها قربه من شعبه، ويشير إلى نهجه في الحكم الذي يرتكز إلى سياسة الأبواب المفتوحة بين الحاكم والرعية. هذا النهج الذي زاد عمق التلاحم بين القيادة والشعب، ولايزال يمثل حجر أساس في علاقة قيادة الدولة والشعب، فكان يقول إن «بابنا مفتوح وسيظل كذلك دائماً». كما كان يقول إن «الحاكم، أي حاكم ما وُجد إلا ليخدم شعبه ويوفر له سُبل الرفاهية والتقدم. ومن أجل هذا الهدف يجب أن يعيش بين شعبه ليتحسس رغباته ويعرف مشاكله، ولن يتحقق له ذلك إذا عزل نفسه عنهم».
مشاركة :