عبدالله فلاتة A A يودع منتخبنا الوطني مشاركته في مونديال 2018 بملاقاة أشقائنا المصريين اليوم، وبآمال عريضة أن يقدم الأخضر مع منتخب مصر مباراة تبقي ذكرى طيبة للكرة العربية بغض النظر عن النتائج السابقة، فالعبارة التي لا زلت أتمسك بها أن الكرة فوز وخسارة وهذه هي فلسفة المستديرة ومن لا يعيها عليه ألا يهدر وقته بمتابعتها. صحيح أن منتخب مصر يمتلك محترفين في الدوريات الأوروبية، وأنه يضم أحد نجوم العالم في الوقت الراهن الموهوب الهداف محمد صلاح، إلا أننا نملك لاعبين قادرين على تقديم مستوى أفضل من أمام أوروجواي، ولن أتحدث عن مباراة روسيا، فتلك المواجهة وما صاحبها خارج كل الحسابات، فقط لدي وجهة نظر خاصة أن منتخبنا يهدر الوقت بتحضير بطيء للهجمة، فما حدث أمام أوروجواي كان أمرًا سلبيًا لخط المقدمة، وما يجب أن يدركه سلمان الفرج قبل غيره من اللاعبين أن كرة القدم الإيجابية تلعب للأمام وليس للعرض، وعلى لاعبينا ألا يتوهموا أنهم يلعبون « تيكي تاكا» من خلال المتابعة الحميمة للدوري الأسباني ، فتلك خصوصية للماتادور الأسباني. وفي يقيني أن تعليمات المدرب بيتزي ينبغي أن تصب في هذا النحو، فسرعة بناء الهجمات تساعد على عنصر المفاجأة والاستفادة من المساحات وبالتالي إمكانية التسجيل. رغم كل ما حدث إلا أننا نملك لاعبين جيدين ومدربا قديرا، ونحن قادرون على وداع المونديال بصورة إيجابية. خلاصة الكلام، مباراة اليوم تجمعنا مع أشقائنا وحبايبنا المصريين وبالتوفيق للمنتخبين في ترك صورة حسنة عن الكرة العربية. ألمانيا لا تعرف المستحيل في كل بطولة وفي غير مرة وفي كل مناسبة تبرهن الماكينات الألمانية على تميزهم بأنهم لا يرمون المنديل وقادرون على العودة، وأمام السويد تلقت ألمانيا هدفًا، وقلت لزملائي الإعلاميين إن ألمانيا لن تخسر هذه المباراة، وأن التعادل لن يكون كافيًا لها، قلت ذلك من خلال ما عهدناه عن الكرة الألمانية التي تتميز بالمثابرة والصلابة والشخصية الألمانية التي يعرفها الجميع، وبالفعل تعادلت ألمانيا مع مطلع الشوط الثاني، وأحرزت الهدف الثاني في أواخر ثواني الوقت بدل الضائع وبكرة متقنة من نجم ريال مدريد توني كروز، فكما هو معروف لا يخطئ في التمريرات ووضعها بـ»الملي والسانتي» في الثمانيات. عادة ألمانيا تبدأ بطيئة وتنتعش كلما تقدمت للأمام، ومع ذلك لست مقتنعًا حتى الآن بالماكينات في هذا المونديال، وأخشى على هذا المنتخب الممتع ألا يذهب بعيداً حوار مع البلجيك التقيت بالجماهير البلجيكية المنتشرة في موسكو «قبل مباراة تونس» أثناء تواجدي داخل المترو وخلال عودتي من الساحة الحمراء للفندق.. ولسنا كغيرنا من الشامتين، فلقد أحزنتنا خسارة المنتخب التونسي الشقيق، وكان حديثي مع البلجيك قبل ذلك اللقاء عن ترشيحاتهم، فقالوا إنهم متفائلون ولا يهمهم من سيواجهون وأن منتخبهم سيمضي للأمام، وعددوا لي نجومهم الذين يتغنون بهم، هازارد ودي براون ولوكاكو وفيلاني.. داعبتهم وقلت لهم إن واجهتم ألمانيا ستخسرون، ردوا بالقول إننا ماضون للسيمي فاينال، وهذه المرة مشاركتنا مختلفة، فنجومنا اكتسبوا خبرة أكثر. وطالما أننا نتحدث عن المونديال وتعدد الثقافات، فإن الشعب البلجيكي شعب محب وودود وطيب للغاية، وبلادهم تستقبل كل شعوب العالم، وهي بلاد جميلة، فالعاصمة بروكسل وهي عاصمة الاتحاد الأوروبي تعد من أجمل المدن الأوروبية، والجميل حقيقة استيعاب البلجيكيين لكل الشعوب والأطياف والأعراق، ومع ذلك لست مرشحًا لبلجيكا، ولكن لن أكرر ما فعلته مع إسبانيا حينما استبعدتها يومًا وحققت المونديال.. بلجيكا منتخب ممتع للغاية وشعب طيب وودود.
مشاركة :