أفاد تقرير ديلويت السنوي الخامس حول أسواق السلع الفاخرة أن شركات السلع الفاخرة المئة الأضخم في العالم، قد حققت مبيعات بلغت 217 مليار دولار أميركي خلال السنة المالية 2016، كما بلغ متوسط المبيعات السنوية للسلع الفاخرة لأضخم 100 شركة 2.2 مليار دولار حالياً. ويستعرض تقرير ديلويت أكبر 100 شركة للسلع الفاخرة عالمياً، بناء على بيانات المبيعات في اللوائح المالية للشركات المجمعة للسلع الفاخرة خلال السنة المالية 2016 (التي تمتد على 12 شهراً، وتنتهي بتاريخ 30 يونيو 2017)، كما يناقش التقرير الاتجاهات الرئيسة التي تشكل سوق السلع الفاخرة، ويقدم في السياق نفسه توقعات اقتصادية عالمية. وقد حافظت كل من «أل في أم أش» LVMH، وهي الأحرف الأولى من مويت هنسي لوي فيتون، ومجموعة شركات «إستي لودر»Estée Lauder، وشركة ريشمون FInanciere Richemont، ومجموعة شركات لوكسوتيكا س.ب.ا Luxottica Group S.p.A. وشركة كرنج، وهي أكبر خمس شركات للأزياء والسلع الفاخرة على مراكزها القيادية في السوق، وقد علق، في هذا الإطار، هيرفي بالانتاين، الشريك المسؤول في ديلويت دبي، والمسؤول عن قطاع الشركات الاستهلاكية في ديلويت الشرق الأوسط، قائلاً: «لقد عاودت سوق السلع الفاخرة الانتعاش بعد أن شهدت حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي والأزمات الجيوسياسية خلال عام 2016، حيث سجلت مبيعاتها السنوية ما يقارب تريليون دولار أميركي في نهاية عام 2017. ويعتمد النمو الإجمالي ثنائي الرقم للسوق العالمية على العديد من العوامل، بما في ذلك العوامل الجيوسياسية ذات التأثير الأكبر على السياحة. كما سيستمر نمو قطاع السلع الفاخرة خلافاً للعديد من القطاعات الأخرى». كما أن أحد أكبر التحديات التي تواجه نمو قطاع السلع الفاخرة في الشرق الأوسط هو استبقاء المتسوقين، الذين يمكنهم شراء السلع الفاخرة من أماكن أخرى، لا سيما في المدن الأوروبية. ويعد الشرق الأوسط من أكبر المناطق في العالم، التي تضم السكان الشباب من جيل الألفية، التي تشكل فئة أكثر ثراءً من المتوسط، ويتمتعون برغبة وقدرة شرائية أكبر، وتتيح تلبية احتياجات الجيل العربي الجديد من متسوقي السلع الفاخرة فرصة لخلق الولاء للعلامة التجارية، وزيادة الإنفاق على السلع الفاخرة، كما وتعزز من نسبة النمو في الأسواق. وأضاف جايمس باب، الشريك المسؤول عن قسم العملاء والقطاعات في ديلويت الشرق الأوسط: «ترتبط دينامية سوق السلع الفاخرة في منطقة الشرق الأوسط، على عكس الدول الأخرى، بأسعار النفط التي تفسح مجالاً للنمو طالما بقيت مستقرة. وتبقى دبي في عام 2017 إحدى أفضل وجهات السلع الفاخرة لمستهلكي منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الزوار الصينيين والأوروبيين. كما وتعد دبي من بين أفضل وجهات التسوق المرغوبة في العالم، التي يقصدها السياح المتميزون من جميع أنحاء العالم لتسوق السلع الفاخرة، ومركزاً مهماً للإنفاق في المنطقة. كما بلغ معدل النمو لأضخم 100 شركة 1 في المئة مع استقرار أسعار الصرف، بانخفاض 5.8 نقاط مئوية عن نسبة النمو البالغة 6.8 في المئة، والمعدلة بالعملة التي حققتها هذه الشركات في العام السابق. وكان هناك رابحون وخاسرون رئيسيون ضمن أضخم 100 شركة، حيث تمكنت 57 شركة منها زيادة مبيعاتها من السلع الفاخرة سنة تلو الأخرى، بينما حققت 22 شركة منها نمواً ثنائي الرقم، وحققت ما يقرب من ثلث أضخم 100 شركة معدل نمو مبيعات أعلى في السنة المالية 2016 عنه في السنة المالية 2015. ويرجع ضعف النمو لأضخم 100 شركة على وجه الخصوص للشركات العشر، التي شهدت انخفاضا ثنائي الرقم في المبيعات في خلال السنة المالية 2016، من بينها اثنتان من أكبر 10 شركات، وهي مجموعة سواتش SWATCH وشركة رالف لورين Ralph Lauren. مع ذلك، تشير السنة المالية 2016 إلى هبوط نمو مبيعات السلع الفاخرة لمعظم الشركات إلى الحضيض. الإمارات العربية المتحدة: شهدت سوق المنتجات الفاخرة نمواً بطيئاً نسبياً في عام 2017، أسوة بالتباطؤ العام في المنطقة. ويرجع مثل هذا الوضع الحرج لسوق السلع الفاخرة في الإمارات إلى انخفاض الطلب نتيجة ارتفاع تكاليف الإيجار والتعليم في البلاد، وكذلك بسبب إدخال ضريبة القيمة المضافة اعتباراً من يناير 2018، حيث يعد ارتفاع تكاليف الإيجار والتعليم، إضافة إلى حالة عدم الاستقرار في سوق العمل، من الأسباب الرئيسية وراء لجوء المستهلكين لتوفير المال وتخفيض عدد مرات الشراء. كما تعد دولة الإمارات العربية المتحدة أحد أكثر البلدان جذباً للعلامات التجارية للسلع الفاخرة في منطقة الشرق الأوسط، وهي مركز استراتيجي للشركات التي تقرر دخول السوق الإقليمية. لذلك، فإن المنافسة بين الشركات شرسة، يعززها نمو التسوق عبر الإنترنت. ورغم النتائج المتواضعة لعام 2017، فإن التوقعات المستقبلية إيجابية في ظل نضج سوق السلع الفاخرة وتكيفها مع الاتجاهات العالمية. إيطاليا: تتصدر مرة أخرى قائمة الدول من حيث عدد الشركات التي تتعامل في السلع الفاخرة، بينما حظيت فرنسا بأعلى حصة من المبيعات. • شكّلت الصين وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وأسبانيا وسويسرا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة معاً 83 في المئة من أضخم 100 شركة للسلع الفاخرة و90 في المئة من أضخم 100 شركة مبيعاً للسلع الفاخرة، بينما سجّلت أسبانيا وفرنسا أعلى معدلات نمو لمبيعات السلع الفاخرة. • ضمن أكبر 10 شركات، تشارك ثلاث شركات في قطاعات متعددة من سوق السلع الفاخرة، وشركتان متخصصتان في مستحضرات التجميل والعطور، وشركتان في مجال المجوهرات والساعات، وشركتان في مجال الأزياء، وشركة لوكسوتيكا التي تعد الشركة الرائدة في مجال النظارات العالمية والوحيدة في مجال الإكسسوارات. كما تتمركز ثلاث شركات منها في الولايات المتحدة، وثلاث في فرنسا، واثنتان في سويسرا، وواحدة في كل من إيطاليا وهونغ كونغ. • وفي الفترة الواقعة ما ﺑﯾن السنتين الماليتين 2014 و2016، ارﺗﻔﻌت ﻣﺑﯾﻌﺎت اﻟﺳﻟﻊ اﻟﻔﺎﺧرة المركبة ﻷﺳرع 20 ﺷرﮐﺔ ﺑﻣﻌدل ﺳنوي ﻣرﮐب ﻗدره 15.1 ﻓﻲ اﻟﻣﺋﺔ – أي ﻣﺎ ﯾﻘرب ﻣن أرﺑﻌﺔ أﺿﻌﺎف ﻣﻌدل اﻟﺗﺻﻧﯾف لأكبر 100 شركة ﮐﮐل، وﻟﮐن ﺑﻧﺳﺑﺔ 7.1 ﻧﻘاط ﻣﺋوﯾﺔ أقل ﻋنه في اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ، ولمرة أخرى كانت الملابس والأحذية (عشر شركات) والمجوهرات والساعات (خمس شركات) هي قطاعات المنتجات الأقوى من ضمن أسرع عشرين شركة. • انخفضت ﻣﺑﯾﻌﺎت اﻟﺷرﮐﺎت ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟﻣﻼﺑس واﻷﺣذﯾﺔ اﻟﻔﺎﺧرة خلال السنة المالية 2016 ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎم اﻟﺳﺎﺑق، ﻋﻟﯽ اﻟرﻏم ﻣن ارﺗﻔﺎع اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت اﻟﻣﻌدّﻟﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣلة ﺑﻧﺳﺑﺔ 0.2 ﻓﻲ اﻟﻣﺋﺔ، كما انخفضت معدلات نمو المبيعات وانخفض كذلك هامش الربح الصافي للسنة الثانية على التوالي. ويضم قطاع المنتجات هذا، والمؤلف من 38 شركة، أكبر عدد من الشركات في قائمة أكبر 100 شركة على مستوى العالم. • كان قطاع مستحضرات التجميل والعطور الأفضل من بين القطاعات من حيث الأداء خلال السنة المالية 2016، والوحيد الذي حقق تحسناً في نمو مبيعات السلع الفاخرة المركبة بنسبة 7.6 في المئة.
مشاركة :