قال الشريك في ماكنزي الشرق الأوسط، عبدالله افتاحي، في مقابلة مع "العربية"، إن الشكل العام لمنطقة الخليج في مبيعات السلع الفاخرة ينسجم مع ما حدث في عام 2020، حيث كان أداء المنطقة أفضل من مناطق أخرى مثل أوروبا. وتشير التقديرات إلى تراجع مبيعات قطاع السلع الفاخرة في الخليج بأكثر من 15% في 2020. وأضاف افتاحي، أن مبيعات السلع الفاخرة شهدت تراجعاً بنسبة 35% في أوروبا وأميركا والتذبذب كان واضحاً، وبالمضي إلى الأمام، توجد سيناريوهات مقترحة مرتبطة بسرعة التطعيم وفتح السياحة، لا سيما أن الكثير يعملون من المنزل ولا يحتاجون لشراء السلع الفاخرة. بشأن مبيعات السلع الفاخرة في الإمارات، قال عبدالله افتاحي، إن الإمارات فريدة في المنطقة بشأن الإنفاق الذي يأتي من السياحة الآسيوية والسعودية، وشهدت عاما صعبا في 2020، والوضع مستقبلاً يعتمد على عودة تدفق السياح. وأوضح الشريك في ماكنزي الشرق الأوسط، أن الصين هي دافع ومحرك قوي في قطاع السلع الفاخرة وإنفاق السياح الصينيين كان مرتفعاً خلال 2020، والسوق الفاخرة الصينية نمت بنسبة 80%. وتابع: "شهدنا نموا في الإنفاق الصيني، وكان 25% منه على السلع الفاخرة وبالتالي هذه قفزة قوية في 2020 في ظل التراجع على الطلب في الأسواق الأخرى". وأشار إلى أن الطلب الصيني، كان هذا مدفوعا بتوزيع السكان وانتشار الثروة بين أفراد المجتمع الاستهلاكي الصيني، مع بواد نمو في مشاركة الطبقة المتوسطة في شراء السلع الفاخرة. وقال إن اعتماد الأسواق الأوروبية بشكل كبير على السياح، يجعلها أكثر الأسواق صعوبة وتحدياً في مبيعات السلع الفاخرة، وعودتها للنمو مرهونة بسرعة التطعيم وفتح البلاد لعودة السياحة، ويتوقع عودتها في الربع الثالث من العام 2022، وبالتالي يتوقع تحسن في المبيعات وارتفاع الأرباح. وذكر عبدالله افتاحي، أن المدة المتوقعة لانتعاش مبيعات السلع الفاخرة وعودتها لمستوياتها السابقة هي عامان على الأقل، وسرعة الانتعاش تختلف من منطقة إلى أخرى، ووصول الصين لمستويات 2019 في مبيعات السلع الفاخرة هو استثناء، لأن المناطق الأخرى تتطلب الكثير من العمل لاستعادة عافيتها. وأشار إلى أن دراسة أجراها ماكنزي الشرق الأوسط، أجمع فيها 300 مدير تنفيذي في قطاع السلع الفاخرة على أن العام الجاري سيكون شبيها بالعام 2020 في صعوباته على أن تصبح الأمور أفضل فيما بعد.
مشاركة :