الخرطوم - اتفق رئيس جنوب السودان سالفا كير ميارديت وخصمه زعيم المتمردين رياك مشار الأربعاء على وقف “دائم” لإطلاق النار يدخل حيز التنفيذ في غضون 72 ساعة، ما يثير أملا بالتوصل إلى اتفاق سلام لوضع حد للحرب الأهلية التي تشهدها البلاد. وقال وزير خارجية السودان الدرديري محمد أحمد “اتفق كل الأطراف على وقف دائم لإطلاق النار سيبدأ في غضون 72 ساعة”، وذلك بعد توقيع الخصمين وثيقة بحضور الرئيس السوداني عمر البشير في الخرطوم. وبحسب الوزير السوداني، تضمن اتفاق السلام أيضا “اتخاذ الترتيبات الأمنية اللازمة لجعل القوات المسلحة بجنوب السودان والشرطة وجهاز الأمن ذات طابع قومي خال من القبلية والنزعات العرقية، وأن تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لجمع الأسلحة من المواطنين في جميع أنحاء البلاد”. وأشار الوزير إلى أن الجانبين اتفقا على فترة انتقالية مدتها 36 شهرا يتم خلالها تقاسم السلطة وتهيئة البلاد لإجراء انتخابات حرة ونزيهة بمشاركة كل الأحزاب. وسيتم، وفق الاتفاق، تأمين حقول نفط في ولاية “الوحدة” (غرب)، التي تشهد بين الحين والآخر مواجهات شرسة بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة التابعة لرياك مشار. وفي ديسمبر الماضي أبرمت حكومة جنوب السودان والمعارضة المسلحة اتفاقا في أديس أبابا لوقف العدائيات، وفتح ممرات آمنة لإغاثة المدنيين كجزء من مبادرة لإحياء اتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين 2015. ويشارك سالفا كير ومشار منذ الاثنين في جولة جديدة من المحادثات في الخرطوم على أمل التوصل إلى حل للنزاع الذي تشهده البلاد منذ 2013، حيث أعرب الزعيمان في الأيام الأخيرة عن أملهما في التوصل إلى اتفاق سلام. وتأتي المحادثات في أعقاب قمة لدول شرق أفريقيا في أديس أبابا انتهت دون تحقيق اختراق، بعد أن أمهلت الأمم المتحدة أطراف النزاع حتى نهاية يونيو الجاري، من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي قابل للاستمرار مع التلويح بفرض عقوبات. وبينما اندلعت الحرب في البداية بين أكبر مجموعتين عرقيتين في جنوب السودان، الدينكا التي ينتمي إليها كير والنوير التي ينتمي إليها مشار، ظهرت منذ ذلك الحين ميليشيات أصغر تتقاتل في ما بينها ما يثير الشكوك بشأن قدرة الزعيمين على وقف الحرب.
مشاركة :