ينبغي على المستشارة ميركل حتى نهاية الأسبوع إيجاد حل وسط مع شركائها الأوروبيين في قضية اللجوء، وإلا فإن نهاية تحالفها المسيحي تلوح في الأفق. فهل ميركل قادرة على التوصل إلى نتيجة؟ غالبية الصحف الألمانية تبقى متشككة. صحيفة "فولكسشتيمه" الصادرة في ماغدبورغ كتبت تقول: "يمكن لأنغيلا ميركل حتى يوم الأحد في الداخل وفي أوروبا أن تتحدث بمليء فمها في "حوارات جيدة" ـ لكن حلا أوروبيا بشأن اللجوء مقبولا من الحزب المسيحي الاجتماعي لن تتوصل إليه. فمستقبل ميركل معلق بالتالي في عالم الغيب على غرار التحالف الحكومي والاتحاد المسيحي". صحيفة "باديشه تسايتونغ" كتبت عن الخصمين السياسيين لميركل، من الحزب المسيحي الاجتماعي زودر وزيهوفر: " إذا أطاح زودر وزيهوفر بالحكومة الألمانية، فإن ألمانيا وأوروبا تقفان أمام حالة دمار وفوضى. وأن يقوي هذا السيناريو الحزب المسيحي الاجتماعي، فهذا قلما يمكن تصوره". تعليق من القناة الأولى للتلفزة الألمانية أثار نقاشا واسعا، إذ أن صاحب التعليق طالب مباشرة المستشارة الألمانية بتقديم استقالتها: "أنغيلا ميركل المحترمة بعد نحو 13 عاما في منصب المستشارية لم يعد بالنسبة إليك ما يمكن كسبه على المستوى الأوروبي باستثناء النفور الملحوظ. وهذا ما برهنت عليه جميع اللقاءات في الشهور الأخيرة. فساعدي أخيرا في وقف التوجه الحتمي نحو الانقسام الأوروبي عوض الوحدة. اتركي المستشارية لخلف اسمه غير مثقل مثل اسمك، والذي ما يزال يلقى أذانا صاغية وينعم بالثقة في مراعاة مصالح الجميع. دعينا نجرب بداية جديدة!". أما صحيفة "هاندلسبلات" الصادرة بدوسلدورف فتدعم المستشارة، وكتبت تقول: "ميركل محقة عندما تكافح من أجل حل تضامني مشترك في أزمة اللجوء. وتأمين الحدود الخارجية هو قضية أوروبية. فمراقبة الحدود الوطنية كما يطالب بها زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي زيهوفر ستعني نهاية حرية الحركة في أوروبا واعتداء على السوق الأوروبية المشتركة. وفي حال نجاح الشعبويين، فإن الحدود المفتوحة التي شكلت قوة القارة الأوروبية ستدخل في طي التاريخ. فأزمة اللجوء هي في الحقيقة ليست قضية مصيرية للمستشارة الألمانية، وإنما قضية مصيرية لأوروبا. ويبقى ثانويا أن تنجح مستشارية ميركل في تجاوز أزمة اللجوء أم تفشل في ذلك. ويتعلق الأمر في المقام الأول بأن لا تفشل أوروبا بسبب قضية اللجوء". ر.ز/ م.أ.م
مشاركة :