وصلتني ردود على مقالي السابق، أحدها من مالك مقهى يشكو الاستغلال التجاري الذي يتعرض له من شبكة قنوات بي إن سبورتس الرياضية (الجزيرة سابقاً)، التي تفرض أسعاراً مبالغاً فيها جداً، حسب عدد المقاعد وعدد الشاشات، وأحياناً يصل مبلغ الاشتراك إلى 50 ألف درهم. شرق سلوى الإرهابية تشكو القرصنة التي من الواضح أنها أوجعتها كثيراً. الجزيرة.. ذلك الاسم القبيح الذي أطل علينا منذ الانقلاب المشؤوم في الدوحةـ وانخدع به كثيرون، وأفتخر أني من القليلين الذين لم تنطلِ عليهم هذه القناة، وتجادلت مع المنخدعين بها منذ أن كنت طالباً في الكلية، وعندما قالوا لي الجزيرة تصنع الخبر، كنت أرد عليهم بأنها تصنع الإرهاب. قناة استضافت رمز الإرهاب، أسامة بن لادن، وشريكه الظواهري، وجمّلته في عيون الناس، ثم عندما دخلت لعبة احتكارات البطولات الرياضية، رفضت اتحادات رياضية دولية التعامل معها لقذارتها وارتباطها بالإرهاب، فقررت تغيير الواجهة وأصبح اسمها «بي إن سبورتس». هذه القناة متخصصة في دس السم (أكاذيب وتسييس وتمويل إرهاب) في العسل (حب الناس لكرة القدم)، يدفع الناس ثمن اشتراكاتهم ولا يعلمون أين تذهب الأموال؟ ألم تدفع شرق سلوى لقاسم سليماني مبلغ 50 مليون دولار! ألم تدفع للحزب الأصفر في لبنان؟ ألم تدفع للحوثي؟ كيف تضمنون أن القناة القذرة لم تستغل حبكم لكرة القدم لتمويل الإرهاب في العالم؟ ولماذا تعفي شرق سلوى الناس في شريفة وإسرائيل من الاشتراك معها، وتدعهم يشاهدون البطولات العالمية على قنواتهم المحلية رغم وقوعهما في الشرق الأوسط؟ نعود للسؤال ذاته: لماذا يطبق علينا الاحتكار؟ لماذا لا تبادر شركات الاتصالات في الإمارات والسعودية مثلاً، ومن شاء الانضمام، بالتقدم بعرض لشراء حقوق البث من «الفيفا» وفتح القنوات للجميع، أو مقابل مبلغ رمزي في متناول الجميع مثل 10 دولارات شهرياً كما تفعل «نتفليكس»؟ المهم هو تمكين الجميع من المشاهدة والقضاء على الاحتكار والاستغلال التجاري القبيح. شكت شرق سلوى قناة قرصنة تسمى «بي آوت كيو» ادعت الأولى باطلاً أنها تبث من المملكة العربية السعودية الشقيقة، لدى «الفيفا» الذي أصدر بياناً صحافياً يشجب فيه القناة، ما استدعى رداً حازماً من وزارة الإعلام السعودية تفند فيه ادعاءات شرق سلوى، وتكشف بالأدلة القاطعة والموثقة أن «بي إن» تستغل الاحتكار في التسييس وبث السموم. منع قنوات شرق سلوى سبورتس في المملكة جاء لدرء الشر والفتنة، وظهور قناة «بي آوت كيو» نتيجة طبيعية لقرار المنع، فأساسيات علم الاقتصاد تقول إن أي منع يخلق في المقابل سوقاً سوداء في أي مكان بالعالم، وانتشار الـ«بي آوت كيو» حدث بسبب الارتفاع غير المبرر لسعر الاشتراك، وكره المستخدمين لتسييس الرياضة. بالعربي: لا نبرر القرصنة، لكن من المضحك أن شرق سلوى الإرهابية تشكو القرصنة التي من الواضح أنها أوجعتها كثيراً، والسعودية والإمارات والبحرين ومصر تحملت سياسات الإرهاب ومحاولات زعزعة الاستقرار 22 عاماً، فما الأمر الذي بحاجة إلى علاج فوري وجذري؟ القرصنة أم سياسات إجرامية تخريبية سفكت دماء الأبرياء! Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .
مشاركة :