(عيب عليج يا رويترز)

  • 6/28/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مع التوسع الهائل والمخيف الذي تشهده وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها وميولها، وما ساهمت به من انحطاط خطير بقيم وأعراف العمل الإعلامي والصحفي النزيه، إلا أن وسائل الإعلام التقليدية المرئية والمسموعة والمقروءة، تبدو ـ حتى اليوم ـ أكثر تماسكا بالمبادئ العامة لهذا القطاع الهام جدا في حياة الناس، لكن لم ترعو بعض هذه الوسائل التقليدية فأصبحت تنزلق انزلاقا خطيرا نحو الهاوية التي اتخذتها وسائل التواصل الإعلامي مستقرا ومقاما لها، ما يشكل سابقة (انزلاقية) خطيرة. أمس الأول بثت وسائل إعلام ووكالات أنباء ظن الناس خلال فترة طويلة من الزمن أنها مرموقة، بثت خبرا مفاده أن سعر صرف الدينار البحريني أصبح في الهاوية، وما إلى ذلك من تبريرات لا تمت إلى أي حقيقة اقتصادية بصلة. وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التقليدية التي ترتضي لنفسها الانزلاق إلى مثل هذه الهاوية، تستطيع أن تفبرك أي أخبار حول أي مادة، إلا الأخبار الاقتصادية، لأنها تحتاج إلى أن تعزى إلى مبررات ووقائع وحقائق اقتصادية صرفة، وهو الأمر الذي وقعت فيه وسال الإعلام ووكالات الأنباء التي بثت ونقلت الخبر عن بعضها البعض، غير آبهة لا بالحقائق، ولا بما يمكن أن يمس سمعتها من نقل أخبار كاذبة، مفبركة من ألفها إلى يائها وغير منسوبة لا إلى مسئول ولا إلى خبير مالي ولا إلى خبير مصرفي، وإنما اكتفت بقولها أن (خبراء مصرفيون) أكدوا. ضلوع قناة تلفزيونية معروفة بالفبركة وإثارة الفتن والقلاقل والحروب الكلامية الفارغة من المحتوى والمضمون، أمر مقبول لما عرفناه عن هذه القناة من سقطات لا تليق بمستوى الإعلاميين، ولكن ضلوع وكالات أنباء مثل وكالة رويترز، هو أمر جديد، يفتح أمامنا عددا من الأسئلة والاستفسارات والتكهنات، لعل أول ما يبادر منها على الذهن هو: هل أصبحت رويترز قناة مأجورة مثلها مثل قناة الجزيرة القطرية؟ ولنطمئن الجميع، فإننا وقفنا يوم أمس على نفي المصرف المركزي الخبر وتأكيده على استمرار ربط الدينار بالدولار الأمريكي، ونشرنا سعر صرف الدينار مقابل الدولار وهو مستوى لم يهتز منذ مطلع الثمانينيات، بل إن سعر الدولار كان في مطلع الثمانينات 0.377، وارتفع في مطلع التسعينات أقل من بنس واحد إلى 0.378 فلسا. ما امتلأت به وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بالفعل، هو أن القطاع المصرفي والمالي في قطر، والقطاعات الاقتصادية الأخرى، هي التي أصيبت بالانهيار تلو الانهيار، وانهالت عليها وكالات التصنيف العالمية طرحا وقسمة، وفقد اقتصادها ثقة الجميع كما فقد سياسيوها مطلق ثقة الدول العربية، في ذات الوقت الذي تشير كل المؤشرات الاقتصادية إلى استمرار الاقتصاد البحريني قويا عند معدلات تبقي التصنيف الائتماني فوق مستوى (A)، وهو تصنيف يعرف الاقتصاديون أن الدولة تكون قد بلغت ذروة انتعاشها الاقتصادي بالحصول عليه، فهناك دول تحت فئة الـ (C-). لن نقول الكثير حول الأخبار المفبركة لوسائل التواصل الاجتماعية ولا لقناة الجزيرة التي لا ترتقي عن فيس بوك وأي (جروب واتسابي) آخر، ولكن نقلو (عيب عليج يا رويترز).

مشاركة :