عشية انعقاد المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية في الثلاثين من يونيو الجاري في العاصمة الفرنسية باريس، تصاعدت حدة ثورة الشعب الإيراني بمظاهرات جديدة عارمة اجتاحت العاصمة طهران ومدن عدة، مظاهرات اتسمت بالتحدي الاقوى منذ اندلاعها نهاية العام الماضي تصدر البازاريون تلك المظاهرات نتيجة انهيار العملة الإيرانية حيث صاحبها اشتباكات عنيفة مع القوات القمعية للنظام، في الوقت الذي تتهيأ المعارضة الإيرانية للتحضير للمرحلة الانتقالية المدرجة على جدول مؤتمرها الاضخم في تاريخها. من جانبها الرئيسة مريم رجوي زعيمة الثورة الشعبية والمقاومة الإيرانية أعلنت عن جانب من استراتيجية المرحلتين الانتقالية والدائمة، والتي تتلخص في التشريعات الدستورية والقانونية لتحقيق العدل والمساواة بين ابناء الشعب الإيراني ومنح الحقوق الكاملة للمرأة وسيادة القانون وتشكيل منظومة قضائية مستقلة ونزيهة، وبناء اقتصاد وطني متين ومستدام من أجل انقاذ الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب على مدى اكثر من ثمانية وثلاثين عاما كأداء أعادت هذا الشعب العريق إلى عصور ما قبل الحجرية، فإن النظام يعيش ايامه الأخيرة وإن زواله حتمي لا محالة مهما حاول من قمع للمتظاهرين وزج الآلاف منهم في السجون وقتل العشرات من أصحاب الحقوق والحريات الاساسية، وخصوصا منها حرية الرأي التعبير والتظاهر التي كفلتها المعاهدات والعهود والمواثيق الدولية، لقد ارعبه وأربكه كثيرا المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية (بوسمة #FreeIran2018) نتيجة التأييد الواسع والكبير من معظم الفعاليات العالمية الرسمية وغير الرسمية، إضافة إلى مئات من رجالات البرلمانات والمفكرين وكبار الشخصيات من مختلف انحاء العالم الذين أعلنوا مباركتهم لهذا المؤتمر التاريخي، والذي سوف يحدد مستقبل إيران ما بعد نظام الملالي الإرهابي بعد ان أعلن أكثر من مائتي عضو برلمان اوروبي وثلاث وثلاثين شخصية أمريكية تأييدهم للمؤتمر، الذين أكدوا ان المقاومة الإيرانية هي البديل الديمقراطي الوحيد عن الفاشية الدينية، وأن العالم بأسره بات مقتنعا بأن النظام الدكتاتوري الحاكم في طهران هو مصدر لكل الازمات في الشرق الاوسط، وعامل اساسي في زعزعة الامن والاستقرار في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وكونه ايضا الداعم الرئيس للإرهاب العالمي وأنه بدد ثروات الشعب على نزواته ومشاريعه الفاشلة وانفاقه الجنوني على تدخلاته السافرة في تلك الدول، فالنظام بعد هذه المتغيرات المتسارعة على الساحتين الإيرانية والدولية جعلته في الموقف الاضعف منذ سرقته ثورة الشعب عام 1979 ومن جميع النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدولية. إن سياسة المساومة والاسترضاء ذهبت أدراج الرياح ولم تعد عنصرا حاسما في بقاء النظام على سدة الحكم، اذن السؤال المفصلي طرح نفسه، لماذا يخاف النظام من المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية (بوسمة #FreeIran2018) الذي سوف يعقد في الثلاثين من الشهر الجاري؟ إن الاجابة عن هذا التساؤل تتمحور ضمن الإدارة البارعة للمقاومة الإيرانية لمعقل العصيان داخل إيران، ونجحت في اذكاء ديمومة الثورة الشعبية واستمرارها التي تعد من انجح القيادات لحركات التحرر الوطني في التاريخ المعاصر، من هذا المنطلق نقول ان هذا العام هو عام الحسم بإسقاط الدكتاتورية الدينية حسبما افرزته المعطيات الحادثة داخل إيران وعلى الساحة الدولية والمؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية وبوادر ضعف النظام وتخبطه في ادارة شؤون السلطة والحكم وفشله الواضح في معالجة الازمة الاقتصادية الخانقة.
مشاركة :