تشهد ساحات مدينة مشهد والحرم الرضوي فيها تظاهرات عارمة تنادي بإنهاء دكتاتورية المرشد علي خامئني وروحاني، وندد المتظاهرون بتدخل ملالي طهران الإجرامي في دول الجوار العربي رافعين شعارات ضد إجبار أبنائهم على المشاركة في حروب طائفية في العراق وسوريا بحجة حماية مراقد أهل البيت ظاهراً، والباطن سياسي توسعي بهدف السيطرة على ثروات هذين البلدين العربيين.. وطالبوا بإيقاف هدر أموال الشعوب الإيرانية على مشاريع إرهابية وحرمان الشعوب الإيرانية من ثروات بلادها.. والجدير بالذكر أن إيران تأتي في المراكز المتقدمة في قوائم الدول الفقيرة رغم أنها الدولة البترولية العالية الريع المالي. ومارست قوى التسلط القمعي من فرق الحرس الثوري وعملاء اطلاعات صنوف التنكيل بالضرب والاعتقال لسحق هذه التظاهرات الوطنية مستخدمين قنابل الدخان وخراطيم المياه الساخنة وقطع شبكة الانترنت عن منطقة مشهد وخراسان بأجمعها في محاولات يائسة لإسكات صوت الحق بهتاف الجماهير الغاضبة والهادرة بصوت واحد «الموت للدكتاتور خامئني»... وحث المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المتظاهرين من العمال والمزارعين والمعلمين على توسيع محيط الاحتجاجات بكل المدن الإيرانية رافعين شعار «نحن عمال ومزارعو إيران ولسنا عبيد خامئني».. ودمر المتظاهرون مقر ممثل خامئني في كرمان زين العابدين قرباني بعد أن استولى على أثمان الأسواق التجارية التي باعتها أجهزته ولم يسلم المحلات التجارية للمشترين مطالباً بعمولات ورشاوى له ولملالي كرمان.. وفي مدينة كرج اعتصم عمال البلدية والخدمات الصحية في الساحة الرئيسية بالمدينة مطالبين بصرف مرتباتهم التي مضى على توقفها سبعة أشهر.. وأكدت وكالة فوكس نيوز أن الحركة الاحتجاجية لن تتوقف في المدن الإيرانية وأن حالة العجز والإفلاس المالي تزيد الحطب على نار الثورة الشعبية وأن وسائل القمع الأمني لن توقف موجة التظاهرات الجارفة التي تستهدف تغيير نظام الملالي جذرياً وأن شعار المتظاهرين (الحرية والديمقراطية) سيؤدي في النهاية إلى تغيير النظام في طهران. وفي الأول من شهر يوليو الحالي عرضت المعارضة الإيرانية في مؤتمرها السنوي في باريس جملة من الصور وأفلام الفيديو تبين مشاهد عديدة للتظاهرات والاحتجاجات الشعبية المناهضة لنظام ملالي طهران وقم، تمثل ثورة الفقر والعصيان السياسي. وبينت السيدة مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية «أن مؤشرات التغيير بسقوط نظام الملالي قد بدأت وسيتم القضاء على استبداد وتحكم خامئني»، واستطرت قائلة «أن البرامج الصاروخية ودعم وتمويل الإرهاب مع التدخل التآمري والتحريضي في شؤون الغير.. أسباب كافية لإسقاط النظام الإيراني الحالي، وأن إيران الحرة هي البديل، وسيتحقق ذلك قريباً بأيدي رجال المقاومة الشعبية في الداخل والخارج». تعالت هتافات الجماهير المحتشدة والمشاركة في مؤتمر المقاومة الإيرانية الذي عقد في باريس بداية هذا الشهر وبلغ عدد المشاركين فيه أكثر من مائة ألف معارض، هتفوا بصوت واحد بإسقاط نظام الملالي، مطالبين برحيل المرشد علي خامئني وروحاني وتحقيق الحرية والعدالة وحقوق الإنسان المهدورة للشعوب الإيرانية، وذلك بتسلط عصابات اطلاعات والحرس الثوري على أعناق الشعب وكتم كل صوت معارض لنظامهم وممارساتهم الوحشية في ذلّ وقهر وتعذيب الشعب الإيراني المسلم وحرمانه من أبسط حقوقه في التعبير وانتقاد سياستهم الطائفية العدوانية الموجهة نحو دول الجوار الإقليمي بتصدير الفتن الطائفية وإهدار أموال الشعب الجائع في مشروعات شيطانية لا إنسانية بتقتيل أبناء سوريا والعراق، وبالمشاركة العسكرية المسلحة فعليًا في الحرب ضد حرية الشعب العربي السوري والتحريض على الطائفية بتسخير عملائه من عناصر المليشيات الطائفية لذبح أهل السنة في شمال وغرب العراق بقيادة الجنرال قاسم سليماني. أهمية هذا المؤتمر المنعقد في باريس تأتي من اتحاد كافة القوى المعارضة لنظام الملالي في طهران وقم وتضامنها مع منظمة خلق التي حملت لواء المعارضة الأول بقيادة مسعود ومريم رجوي منذ انفراد مجموعة الخميني بالحكم بتسميته (ولي الفقيه)، وتركيز كل السلطات بيده وإعلانه المشروع القومي التوسعي جغرافيًا تحت عباءة الولاء للمذهب ونشر التشيع في دول الجوار العربي واستغفال أشقائنا من محبي آل البيت الذي يشاركهم الحب والولاء كل المسلمين في أرجاء العالم، والادعاء أنهم مظلومون ومحرومون، ومحاولة إيران الملالي رفع الظلم والذلّ عنهم.. ويكذّب هذا الادعاء احترام كل المذاهب الإسلامية دون تمييز في مجتمعات الجوار العربي لإيران وتمتعهم بحقوق المواطنة الكاملة، وهدف النظام الإيراني من مشروعه التوسعي هو السيطرة على العراق وسوريا بآلياته العسكرية المسلحة وتنفيذ مشروعه الطائفي الوهمي بالامتداد من طهران حتى جنوب لبنان مرورًا ببغداد الأسيرة ودمشق الجريحة. الشعوب الإيرانية تعيش حالة من التهميش والحرمان من أبسط الحقوق المدنية، فمؤسسات الدولة المهمة مقتصرة على أتباع المذهب الشيعي، أما الشعوب الأخرى من النسيج الإيراني كالعربية والكردية والأذرية والتركمان والبلوش فيحتلون المرتبة الثانية والثالثة من ترتيب حقوق المواطنة إذ هم محرومون من كل الحقوق المدنية والعقدية، بل يتعدى مستوى الحرمان إلى المنع القسري من ممارسة شعائرهم الدينية وإعطاء الأفضلية في تأدية مناسك الحج والعمرة لأتباع ملالي قم وأصفهان ولا تجد مئذنة واحدة لأهل السنة في العاصمة طهران.. أما أبناء الشعب العربي في الأحواز فيتعرضون لحملة وحشية من الإبادة حتى بلغ عدد الاعدامات المنفذة خلال عام 2015م أكثر من ألف مواطن أحوازي معظمهم من العلماء وأتباع حركات المعارضة الأحوازية العربية البطلة. أدين نظام الملالي من المجتمع الإقليمي والدولي وتم عزله عن المجتمع الدولي المتحضر.. فقد أعلنت الجامعة العربية إدانتها للتدخل الإيراني في الشأن العربي بالاجتماع الوزاري الأخير الذي عقد في 10-1-2016م وقرار مؤتمر قمة إسطنبول الإسلامية الذي أدان التدخلات الإيرانية في دول المنطقة وأعمال حزب الله الإرهابية في سوريا والعراق ومملكة البحرين ودولة الكويت، وأدان الاعتداءات التي تعرضت لها البعثات الدبلوماسية للمملكة العربية السعودية في طهران ومشهد وهو ما يشكل خرقًا لاتفاقية فيينا والقانون الدولي، وشهد هذا المؤتمر مغادرة الرئيس روحاني خشية مواجهة الإحراج المخجل حين سماعه إدانة المؤتمر للنظام الإيراني. وقد حمل المجتمع الدولي إيران بالإدانة لانتهاكها حقوق الإنسان ودعمها للإرهاب كما جاء في تقرير الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 411 - 70 في 16-10-2015م. تميز مؤتمر باريس للمعارضة الإيرانية بمشاركة عديد من الشخصيات المرموقة في العالم الحر بالحضور وإلقاء الكلمات المؤيدة للمعارضة الوطنية الإيرانية لنيل حقوقهم المشروعة في الحرية والعودة الى الوطن الإيراني بعد زوال نظام ولاية الفقيه وتسلط مجموعة الملالي على مقدرات الحكم في الجمهورية الإيرانية. وأكَّدت كل هذه الشخصيات المشاركة في المؤتمر الموسع للمعارضة الإيرانية أن الوقت قد حان للتغيير ولا بد لثورة الفقر أن تزيح دكتاتورية المرشد خامئني وملالي نظام طهران ولا بد أن تتمتع شعوب إيران المتضامنة بالحرية والكرامة واحترام ودعم دول الجوار الإقليمي والدولي لثورتهم الوطنية الشعبية. { عضو هيئة أمناء منتدى الفكر العربي -عضو جمعية الصحفيين السعوديين alsadoun100@gmail.com
مشاركة :