استبعدت الجزائر الأربعاء القبول بمشروع من تمويل الاتحاد الأوروبي لإقامة مراكز استقبال المهاجرين على أراضيها، فيما تسعى دول الاتحاد خلال قمة بروكسل الخميس والجمعة لتجاوز خلافاتها حول الهجرة. بينما تسعى دول الاتحاد الأوروبي إلى تجاوز خلافاتها بمناسبة قمة بروكسل المنعقدة الخميس والجمعة لإيجاد حلول واقعية لمعالجة أزمة المهاجرين، الذين يتدفقون على أراضيها وإقناع الدول الأفريقية على تكثيف جهودها لمنعهم من ذلك، أعلنت الجزائر على لسان وزير خارجيتها عبد القادر مساهل الأربعاء، رفض فكرة إقامة مراكز استقبال على أراضيها وفرز المهاجرين الذين يقطعون مسافات طويلة عبر الصحراء على أمل عبور المتوسط. وقال مساهل في حوار مع إذاعة فرنسا الدولية: "من المستبعد جدا أن تفتح الجزائر مراكز لإيواء واستقبال المهاجرين على أراضيها. نحن نعاني أصلا من نفس المشكلة ونعمل على إبعاد المهاجرين غير الشرعيين من أراضينا وفق الاتفاقات التي تربطنا مع بلدانهم الأصلية ووفق النصوص والمواثيق الدولية". وتابع الدبلوماسي الجزائري: "أنا لا أهتم بما يقوم به الأوروبيون في هذا المجال... هذه مشكلتهم. أعتقد أن لديهم الإمكانيات المادية والذكاء الكافي لمجابهة هذه المشكلة". وبشأن الانتقادات التي وجهت للجزائر من قبل المؤسسات الدولية وبعض المنظمات غير الحكومية حول الطريقة التي تعامل بها المهاجرون غير الشرعيين على أراضيها، أجاب عبد القادر مساهل قائلا: "من حق هذه المنظمات أن تنتقد لكن نحن نواجه حملة هدفها الحقيقي هو تشويه صورة الجزائر"، مضيفا "كل ما نقوم به (إبعاد المهاجرين) يتم وفق القوانين الدولية ويحترم حقوق وكرامة الإنسان وبالتعاون مع البلدان التي يأتي منها المهاجرون". وبناء مراكز من تمويل أوروبي في دول شمال أفريقيا وفي منطقة الساحل لفرز المهاجرين، هي من بين المشاريع التي يدافع عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبعض قادة دول الاتحاد الأوروبي مثل أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي الجديد، لكن يبدو أن هذا الهدف صعب المنال بسبب رفض بعض الدول مثل الجزائر التي يمر عبر أراضيها عدد كبير من المهاجرين الأفارقة، بحكم الحدود الشاسعة التي تتقاسمها مع دول أخرى مثل ليبيا ومالي والنيجر. ورفض المغرب الخميس أيضا هذا المشروع، بحسب ما أعلن وزير خارجيته ناصر بوريطة، بعد اجتماع في الرباط مع نظيره الإسباني جوزيب بوريل. أما تونس، فلم تكشف لغاية الآن موقفها إزاء هذه الاقتراح الأوروبي. وستتصدر معضلة الهجرة غير الشرعية أشغال القمة الأفريقية التي ستعقد في نواكشوط بموريتانيا يوم الأحد والاثنين المقبلين، فيما سيسعى الرئيس ماكرون إلى إقناع ليبيا وموريتانيا والنيجر بقبول فكرة إيواء المهاجرين قبل أن تتم عمليات الفرز بين من يستحق الحصول على اللجوء السياسي في أوروبا، ومن يتوجب عليه العودة إلى بلاده. وكانت وكالة "أسوشيتد برس" قد اتهمت الجزائر بالتخلي "عن حوالي 13000 مهاجرا في قلب الصحراء الكبرى على الحدود مع النيجر خلال الأربعة عشر شهرا الماضية، دون أن تقدم لهم مساعدات غذائية ولا مأوى". وهو خبر نفته الجزائر. كما قالت رئيسة الهلال الحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس إن "كل عمليات الترحيل لم تتم بطريقة أحادية بل بالتعاون الثنائي مع بلدان المهاجرين الأصلية". ومن المتوقع أن يحتدم النقاش حول هذه المسألة في القمة الأوروبية الخميس والجمعة وأثناء أشغال القمة الأفريقية التي تستضيفها العاصمة الموريتانية نواكشوط الأحد والاثنين. طاهر هاني نشرت في : 28/06/2018
مشاركة :