تحصين الشباب ضد المخدرات

  • 6/29/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ابن الديرة نأمل ألا تمر مناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية كغيرها من المناسبات، فنكتفي بحملات التوعية لمختلف الفئات العمرية، على أهميتها وضرورة استمراريتها على مدار العام وكل الأعوام، إلى جانب مهام المكافحة اليومية التي تمارسها الأجهزة المختصة، والتي نجحت في مرات كثيرة وأحبطت عمليات تهريب أنواع من الآفة المدمرة إلى داخل البلاد لتوزيعها، أو لإعادة تصديرها، وهو جهد جبار تستحق عليه أجهزة المكافحة كل الشكر والثناء، خاصة وأن عيون مافيا المخدرات تراقب الشباب وتستهدفهم، تماماً كما تفعل مافيا الأفكار السلبية المدمرة. أكثر ما نحتاج في مجال مكافحة المخدرات هو الشفافية، والاعتراف أننا أمام قوى جبارة، منظمة، تديرها عقليات راقية بالعلم والمال والتكنولوجيا الحديثة، لأن تجارتها تدر عليها مليارات الدولارات، كما أنها سلاح فتاك تستعين به أجهزة المخابرات في الدول المتعادية، لتدمير شباب البلد الآخر، فيفقد جانباً كبيراً من قوته الفعلية بتأثير المخدرات التي تلغي العقل وتشل الجسد، وتحول الإنسان إلى عالة على مجتمعه، لا ينتج، ويحتاج العلاج المكلف الذي يشكل عبئاً على دولته. هذه القوة الغاشمة لمافيا المخدرات تستوجب من كل المتصدين لها أن يحشدوا كل إمكانياتهم هم أيضاً، من خلال العنصر البشري الخبير القادر على مواجهة حيلهم وألاعيبهم ومحاولاتهم المتجددة في وسائل الإخفاء والتهريب، وتسخير أحدث الوسائل والأجهزة التكنولوجية في الكشف عن المخدرات. وبالتأكيد، فإن تكاتف الناس هو الحصن الحصين الذي لا يخترق بسهولة، ويمكنه أيضاً أن يكون معيناً لا ينضب لقوى الأمن والمكافحة، يمدهم بالمعلومات الهامة والمفيدة عن ضحايا المخدرات وتجارها والمشبوهين، فاليد الواحدة لا تصفق، ومعاً يصبح المجتمع قوة منيعة ليس من السهولة اختراقها، خاصة عندما يدرك كل فرد فيه أن المخدرات تستهدف الوطن، اقتصاده وشبابه، وأن مصلحته الخاصة والعامة أن يكون جندي مكافحة في خدمة قوى الأمن التي تجابه هذه القوى الغاشمة بكل ما لديها من سبل المواجهة. وهناك دول كثيرة مستهدفة مثلنا، ويجب أن ننسق معها جهودنا المشتركة في التصدي والمكافحة، وبمعاونة المنظمات الدولية المتخصصة، نتبادل المعلومات عن نشاطات العصابات الإجرامية ليسهل القبض عليهم، والضغط على الدول التي تشكل منبعاً لهذه السموم، زراعة وتصنيعاً، نحو وأد عصابات المافيا في بلادها لتجنب دول العالم شرورهم ونشاطاتهم الهدامة والمدمرة لكل ما هو جميل في حياتنا. وتبقى المهمة الأكبر ملقاة على عاتق الأسرة والمدرسة في مراقبة سلوك الأبناء وملاحظة أي تغير يطرأ عليه، لسرعة علاج من ينزلق إلى سبل ملتوية وسلوكيات هدامة تدمر ولا تبني، وحمايته من التمادي في انجرافه إلى الهاوية السحيقة التي يريدون دفعه إليها، وهي ليست مهمة شاقة على أي حال، لكنها تتطلب مزيداً من الفطنة واليقظة وسرعة البديهة. ebnaldeera@gmail.com

مشاركة :