قال سعادة المهندس عيسى بن هلال الكواري -رئيس «كهرماء»- إن تشغيل هذه المرحلة من هذا المشروع الكبير تُعتبر لحظة تاريخية مهمة لدولة قطر، وذلك نسبة لضخامة السعة التخزينية وضخامة المنشآت، حيث تم إنشاء خزانات عملاقة في خمس مواقع مختلفة، تُغطي جميع المناطق بالدولة، وذلك في كلٍّ من: «أم صلال، وأم بركة، وروضة راشد، وأبونخلة، والثمامة»، بالإضافة إلى أعمال ربط هذه الخزانات بشبكة توزيع المياه المحلية الحالية، لتتواءم مع الزيادة السكانية والنمو العمراني، اللذين تشهدهما الدولة، مضيفاً أن المشروع في مواقعه الخمسة يشتمل على عدد 15 خزاناً للمياه.وأضاف: «تعد الخزانات الكبرى أحد أضخم مشاريع الخزانات على مستوى العالم، والأول على مستوى المنطقة، حيث تبلغ السعة التخزينية حوالي 100 مليون جالون للخزان الواحد، هذا إضافة لتضمن المشروع إلى تمديد ما يقارب 650 كم من خطوط أنابيب المياه ذات الأقطار الكبيرة، والمختلفة الأحجام، للربط بين هذه الخزانات ومحطات التحلية، مبيناً أن التكلفة الإجمالية للمشروع بلغت 14.3 مليار ريال.» وأوضح أن تدشين المرحلة الأولى للخزانات الكبرى في قطر وتشغيلها قد تم قبل الموعد المحدد لها بـ 6 أشهر، وتم إنجاز جميع الأعمال الإنشائية المطلوبة في المواقع الخمسة من المشروع. وقال في مؤتمر صحافي أقيم بالمناسبة: «بدأنا أول عملية تشغيل وضخ حقيقي في الشبكة الرئيسية في دولة قطر، وهذا الإنجاز سيضيف 164 % من السعة التخزينية الحالية، والمقدرة بـ 900 مليون جالون، وتمت إضافة قرابة الـ 1400 مليون جالون، وبالتالي، أصبح الإجمالي حوالي 2300 مليون جالون، وهو ما يفوق ما تم إنشاؤه في دولة قطر طول السنوات الماضية». وأكد أن إنجاز هذا المشروع كان بدعم كبير من معالي رئيس الوزراء، وسعادة وزير الطاقة والصناعة، وبجهد مقدر من جميع العاملين في هذا المشروع من مهندسين وفنيين واستشاريين ومقاولين، حيث عمل الجميع بروح الفريق الواحد، وأثمر هذا العمل المتواصل بإنجاز المشروع في الوقت قبل المحدد، وبالتكلفة الرأس مالية نفسها، وقال: «نفتخر بأن نحقق 105 ملايين ساعة عمل دون إصابات، وهذا دليل على اهتمام مؤسسة «كهرماء» ودولة قطر بشكل عام بالموظفين والعاملين في المشاريع والاهتمام ببيئة العمل الخاصة بهم، خاصة أن حجم المشروع يعتبر ضمن الأكبر، بما يثبت اهتمام جميع المؤسسات والإدارات في الدولة بالعاملين، والسهر على سلامتهم، وإيجاد بيئة عمل صحية ومهنية للجميع. وقال: «في مرحلة من مراحل إنشاء المشروع، وصل عدد العمال والموظفين اللحظي 24 ألف شخص في الوقت نفسه، وهو رقم ضخم جداً». أمن المياه وقال رئيس «كهرماء»: «نحن نبارك لدولة قطر على إنجاز هذه الخزانات الكبرى، التي تعتبر حجر أساس لموضوع الأمن المائي في دولة قطر»، لافتاً إلى أنه سيتم خلال الأشهر الستة المقبلة الانتهاء من الأعمال التكميلية للمشروع، ويتم تشغيل جميع الخزانات وملؤها بالمياه، ومع نهاية العام الحالي، سيكون المشروع قد عمل بكامل طاقته. وأشار إلى أن الخزانات تحتاج إلى عملية تعقيم وتنظيف، وقد تم الانتهاء من ذلك، وبدأت عملية تخزين المياه، والتي تحتاج إلى نحو 6 أشهر لتكتمل، وهي متصلة بالشبكة بشكل كامل. كسر وأوضح أن «كهرماء» استجابت لظروف الحصار، بتكوين فرق عمل، واجتمعت مع المقاولين الرئيسيين، واستطاعت إيجاد البدائل من دول أخرى بالمنطقة، واعتماد خطوط الشحن الجديدة، وقال: «بعض المواد الرئيسية -والتي كانت في المسار الحرج للمشروع- تم نقلها بالتنسيق مع المقاولين عن طريق الشحن الجوي، واستخدمنا أكبر طائرات للشحن الجوي لنقل أجزاء من خطوط المياه، واستطعنا إنجاز المشروع في الوقت الذي حددناه». تخفيض الكلفة أشار المهندس الكواري إلى أنه بعد أن تمت ترسية المشروع، اجتمعت «كهرماء» مع المقاولين والاستشاريين، وأعيد النظر في عملية تنفيذ المشروع، مع الحفاظ على الجودة والأحجام المحددة للمشروع، وتم البحث في أفكار جديدة، بحيث يتم تخفيض التكلفة، وقال: «بالفعل، وصلنا إلى نتائج إيجابية، وتم تخفيض حوالي 2.7 مليار ريال من الكلفة الإجمالية للمشروع، دون التأثير على جودته». وأوضح أن الشبكة تم ربطها بشكل دائري، حيث تأتي المياه من محطات راس لفان وأم الحول وراس أبوفنطاس، وتمر في خطوط النقل، ولديها القدرة على الضخ في الاتجاهين من الشمال إلى الجنوب والعكس، مشدداً على أن هذه المرونة في تغذية الشبكة لم تكن موجودة في السابق. وأضاف: «تم في موقع روضة راشد بناء خزان مرتفع عن سطح الأرض بـ 50 متراً، وفي حال فقدان التيار الكهربائي عن المضخات، بإمكان استخدام هذا الخزان في حالات الطوارئ لتغذية مدينة الدوحة وضواحيها، من خلال الجاذبية الأرضية». الأكبر من نوعها وأشار إلى أن هذه الخزانات تم تصميمها لتشكل أكبر خزان خرساني للمياه في العالم، بطول كل خزان 300 متر، وعرض 150 متراً، وارتفاع 12 متراً، ونعمل على تسجيلها في كتاب «جينيس» للأرقام القياسية. منوهاً بأن الهدف من المشروع ليس بناء أكبر خزان في العالم، بل كان بهدف ضمان أمن المياه في قطر، والذي توليه الدولة أولوية قصوى، وتلبية احتياجات دولة قطر المستقبلية، وقال: «تم ترك مساحة لإمكانية إنشاء خزانات مياه إضافية،» وزاد: «البنية التحتية اكتملت، ويمكن بناء الخزانات الإضافية بطاقة 900 مليون جالون، ومتى ارتأت الحكومة أن هناك حاجة لزيادة السعة التخزينية، نستطيع خلال 12 شهراً أن ننشئ هذه الخزانات». ولفت إلى أنه تم التنسيق مع وزارة البلدية والبيئة، وهيئة الأشغال العامة، للاستفادة من الرمال الناتجة عن عمليات الحفر في مشاريع أخرى في الدولة، وقد تم الاستفادة منها بالكامل، وهو دليل على التكامل والتنسيق بين الجهات المعنية في الدولة، للاستغلال الأمثل للموارد.;
مشاركة :