توقع الموفد الدولي مارتن غريفيث عودة الأطراف اليمنيين إلى طاولة المفاوضات للمرة الأولى منذ نحو سنتين، مشيراً إلى أنه سيعرض «خطة حول استئناف المحادثات» على مجلس الأمن الأسبوع المقبل. وفيما باتت «القوات المشتركة» اليمنية على مشارف المديريات الشمالية لمحافظة الحديدة آتية من محافظة حجة، أصبحت تلك القوات بدعم من التحالف العربي تحاصر ميليشيات جماعة الحوثيين في الحديدة شمالاً وجنوباً وغرباً (من جهة البحر الأحمر). وأفاد مصدر لموقع «العاصمة أونلاين» اليمني بأن وفداً من جماعة الحوثيين التقى قياديين في «الحشد الشعبي» في بغداد، بهدف استقطاب خبراء عسكريين لدعم ميليشيات الجماعة. ودعا زعيم ميليشيا «سيد الشهداء» أبو الاء الولائي إلى دعم ميليشيات الحوثيين في اليمن، وقال في كلمة خلال مؤتمر نظمه في بغداد عدد من الفصائل المسلحة في «الحشد الشعبي»، في حضور عدد من قياديي الحوثيين يزورون العراق منذ أيام ويتقدمهم حمد القبلي: «ما علينا فعله اليوم هو نصرة أهل اليمن». وحمل على دول مشاركة في عمليات التحالف العربي في اليمن. وفي مقابلة مع إذاعة الأمم المتحدة ليل الخميس - الجمعة، قال الموفد الدولي: «أود جمع الطرفين (الحكومة اليمنية والحوثيين) في غضون أسابيع، وأتمنى أن يجتمع مجلس الأمن الأسبوع المقبل كي نعرض عليه خطة في شأن كيفية استئناف المحادثات». وأشار إلى أنه التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في عدن الأسبوع الماضي، والناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام (في مسقط). وأضاف غريفيث: «أكد لي الطرفان استعدادهما لاستئناف المفاوضات»، وتابع: «أعتقد بأنه كان ينبغي حدوث ذلك منذ أمد طويل، إذ مر نحو سنتين على آخر محادثات في شأن اليمن». وأعرب عن اعتقاده بأن «المشاورات التي أجرتها الأمم المتحدة مع الأطراف حالت دون هجوم واسع على منشآت ميناء الحديدة أو المدينة». واستدرك: «الهدف من عملية السلام التي أرجو أن نتمكن من بدئها قريباً، هو أن نعيد لدولة اليمن حكومة وحدة وطنية جديدة، وكذلك احتكار القوة الذي نعتبره طبيعياً في أي بلد». وذكر أن الحوثيين «عرضوا على الأمم المتحدة دوراً رئيساً في إدارة الميناء إذا تحقق وقف للنار في محافظة الحديدة»، لافتاً إلى أن «الطرفين قبلا بذلك، لكن المحادثات مستمرة في شأن كيفية تجنب أي هجوم». وزاد: «ما زلنا نجري مفاوضات حول لعب الأمم المتحدة دوراً يساعد في تجنب هجوم. والأهم هو المسار الذي أظن أننا نسلكه». وتساءل: «هل استئناف المفاوضات سيعني تجنب الهجوم على الحديدة أو التحرك في اتجاه الحرب». وتوقع الموفد الدولي «مزيداً من المحادثات مع الحوثيين في الأيام القليلة المقبلة، حتى تتضح الأمور المتعلقة بتوقيت المفاوضات وتفاصيلها». إلى ذلك، كتب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على «تويتر»: «دعم إيران الحوثيين في اليمن لا يتيح فقط الهجمات على المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، بل يثير أيضاً أخطار مفاقمة الأزمة الإنسانية الهائلة في اليمن. تجب محاسبة خامنئي على زعزعة أمن الخليج وإطالة معاناة الشعب اليمني». ميدانياً، اقتربت «القوات المشتركة» اليمنية الآتية من حجة (غرب) من المديريات الشمالية للحديدة، إذ باتت على بعد 29 كيلومتراً من مديريتي اللحية والزهرية. وأكدت مصادر عسكرية أن القوات اليمنية «تقدمت (أمس) نحو 15 كيلومتراً في سواحل حجة»، مشيرةً إلى أن تقدمها «أتى بعدما تمكنت من نزع شبكة الألغام التي زرعها الحوثيون على الخط الساحلي». كما استولى الجيش على زوارق حربية للميليشيات بعد معركة انتهت بالسيطرة على «ميناء حبل» في لحج. وحاولت الميليشيات ليل الخميس - الجمعة نقل عدد من الموقوفين في السجن المركزي في الحديدة إلى حجة وصنعاء، ونقل المحكومين بالإعدام إلى جبهات القتال. لكنها اصطدمت باحتجاج السجناء، ما دفعها إلى تطويق السجن وإطلاق النار وقنابل الغاز عليهم، الأمر الذي أسفر عن إصابات في صفوفهم. وأعلن التحالف أمس أنه منح أربعة أذونات لسفن متجهة إلى ميناء الحديدة، مشيراً إلى وجود ست سفن تفرّغ حمولتها في الميناء، وسبع أخرى تنتظر إذن دخول. ولفت إلى أن السفينة «Great K» دخلت الميناء بعدما عرقلت حركتها من الميليشيات 68 يوماً، فيما لا تزال تعطل دخول سفينة «Volante» منذ 39 يوماً. ونقل موقع «2 ديسمبر» عن مصادر عسكرية، مقتل مسؤول تسليح الميليشيات مازن عبدالله الحاضري وعدد من معاونيه، خلال معارك مع «القوات المشتركة» جنوب الحديدة. وأشارت مصادر إلى أن هذه القوات حققت تقدماً واسعاً في اتجاه مدينتي «التحيتا» و«زبيد»، بعد تأمين منطقة «الفازة» بالكامل. ولفتت إلى أن المعارك «أسفرت عن إصابة عشرات من عناصر الميليشيات بين قتيل وجريح، وأسر 60 آخرين.
مشاركة :