فقط في سن الثالثة والعشرين أصبحت زينب فاسقي واحدة من أشهر فناني الكاريكاتير.. مقال لمي الحبشي زينب فاسقي في مهمة لتعليم الآخرين حول إبداعها. تلك الفنانة الصغيرة السن الذاتية التعليم أصبحت واحدة من أشهر فناني الكاريكاتير في المغرب، فلديها أكثر من 15.000 من المتابعين على صفحات التواصل الاجتماعية، بفضل أعمالها التي تدعو إلى الحرية والمساواة بين المرأة والرجل في بلدها الأم. أحبَّت فاسقي الرسم عندما كانت تبلغ من العمر 6 أعوام فقط. ألهمتها القصص المصورة الأمريكية واليابانية لتصبح رسامة كاريكاتير. ولكن سلك فنها مسارًا آخر عندما عرفت المعايير الاجتماعية والثقافية للمرأة في المغرب. بعدها قررت الاستفادة من فنها لدعم الحركة النسائية في المغرب. تقول زينب: «منذ كنت طفلة، لم أتمتع بالحريات نفسها التي كان يتمتع بها إخوتي عندما يتعلق الأمر بالسفر، أو الخروج، أو اتخاذ قرار ما يخص حياتي. لهذا السبب أعبر عن مشاعري من خلال الفن لأنني أعرف كيف تشعر النساء الأخريات». قوة المرأة لتتمكن فاسقي من الدعوة إلى حرية المرأة والمساواة بين المرأة والرجل، يصور فن فاسقي بعض المشكلات التي تواجه المرأة في حياتها اليومية. واحدة من تلك المشكلات هي التحرش. بعد حادث الهجوم على الحافلة في المغرب في العام الماضي، حيث اُغتصبت إحدى السيدات في المواصلات العامة، قامت فاسقي برسم كاريكاتير انتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي. يصور الكاريكاتير امرأة على متن الحافلة، مُزقَّت ملابسها وتنظر في حزن، عنوانه: «الحافلات مخصصة لنقل الأشخاص، لا لاغتصاب الفتيات». توضح فاسقي الأمر قائلة: «نود أن نسير في الشوارع ونستخدم المواصلات العامة من دون أن نتعرض للتحرش طوال الوقت. لا ترغب النساء كذلك في أن تُجبرن على احترام العادات الثقافية والالتزام بمعايير الجمال المجتمعية». يوجه كاريكاتير فاسقي رسائل إلى الجنسين، ومعايير الجمال، والمساواة بين الرجل والمرأة. عادةً تقوم فاسقي برسم الشخصيات الخيالية القوية مثل المرأة الخارقة وغيرها من الأبطال الخارقين لتعزيز قوة المرأة وثقتها بنفسها. تتخيل فاسقي في رسم الكاريكاتير المفضل لديها نفسها كونها المرأة الخارقة، وتوضح: «قمت برسم ذلك الكاريكاتير قبل ثلاثة أيام من حصولي على درجة الهندسة الميكانيكية. كانت رحلة صعبة حقًّا بسبب كثرة السفر، والمشروعات، والاختبارات، ولكني فخورة بنفسي كوني حصلت على الدرجة الجامعية، وفي الوقت نفسه لم أخسر فني». ومع ذلك، لم يُنظر إلى فنها دومًا بعين العطف. مقاومة البطريركية على الرغم من شهرتها السريعة بين الفتيات، حصلت فاسقي على نصيبها من التعليقات السلبية. في بلد محافظ مثل المغرب، مواجهة الأعراف الاجتماعية والثقافية علنًا ليست أمرًا سهلا. توضح زينب أن عائلتها لم تؤيدها قط فيما تقوم به. طلبت منها عائلتها في العديد من المناسبات أن تتوقف عن الرسم خوفًا من رد فعل المجتمع. ولكنها تمسكَّت برأيها. تقول فاسقي: «تلقيت الكثير من الإهانات حول أعمالي. البعض أخبرني بأن ما أقوم به سوف يذهب بي إلى الجحيم، وأنني أروج لصورة سيئة للمرأة. ولكني لم اسمح لذلك قط بأن يحطم عزيمتي، لأنني كنت أثق بما أقوم به، وأعلم أنني لم أنو إيذاء أحد ما من خلال رسائلي. أحاول فقط مواجهة تلك الأفكار». في النهاية، حصلت فاسقي على دعم عائلتها، وبعدها تلقت الإشادة بفنها، وأصبحت مستقلة ماديا، والآن يحترمون قرارها وشغفها لأن تصبح فنانة كاريكاتير. عليكِ ألّا تستسلمي قط وأن تصممي على رأيك حتى في أوقات الشدة. إلى اليوم، حصلت فاسقي على العديد من الرسائل الإيجابية حول أعمالها الفنية، والبعض يقول إن ذلك يمنح المجتمع المغربي بعض الأمل. «هذا يجعلني سعيدة للغاية». إثارة روح التغيير لدعم الفتيات والنساء الشابات بشكل أفضل وإحداث التغيير الإيجابي في البلاد، أسست فاسقي «سلطة المرأة»، وهو برنامج مقيم يقدم دورات تدريبية في الفنون لمساعدة الطالبات المغربيات في تنمية مهاراتهن الفنية. شهريا، يتم اختيار 20 فتاة للمشاركة في برنامج الفنون لتعلم المهارات اللازمة من خبراء المجال، وتصميم أعمالهن المستقلة لعرضها على الجمهور. بعض البرامج تركز على التصوير الفوتوغرافي، ورسوم الكاريكاتير، والأفلام القصيرة، من بين أمور أخرى. «الهدف من البرنامج هو الحد من خوف المرأة من التعبير عن نفسها من خلال الفن. كذلك يساعد البرنامج المرأة في البحث عن فرص عمل، الأمر الذي يحفزني للعمل على مزيد من المشروعات الشبيهة في المستقبل». في الوقت الحالي، تواصل فاسقي تركيزها على إثارة روح التغيير. تخطط فاسقي لإصدار كتاب قصص مصورة مكون من 200 صفحة في العام الجاري لتعزيز رسالة حرية المرأة والمساواة بين المرأة والرجل. تضيف فاسقي: «سأواصل الرسم لأن هدفي هو هدم الأفكار الرجعية في بلدي. ولكني لست وحدي من ترغب في إحداث التغيير في المغرب. سوف نقوم بذلك معًا. سوف يبدأ التغيير بنا نحن».
مشاركة :