حرصت صحيفة «كابيتال غازيت» التي تصدر في انابوليس بولاية ماريلاند الاميركية، وتعرضت إلى هجوم أسفر عن خمسة قتلى الخميس، على صدورها اليوم (الجمعة)، تاركة صفحتها المخصصة لمقالات الرأي فارغة، تكريماً للضحايا. وبدلاً من المقالات المألوفة كتبت الصحيفة «يعجز الكلام عن الوصف»، غداة اطلاق نار قام به في قاعة التحرير رجل في الثامنة والثلاثين من العمر، كانت لديه خلافات ونزاعات قضائية مع صحيفة المدينة التي تبعد ساعة من واشنطن. وكتبت الصحيفة أيضاً تحت أسماء القتلى الخمسة، وهم أربعة صحافيين وموظفة تسويق: «غداً، ستعود هذه الصفحة إلى هدفها الأصلي الذي يقضي بعرض الآراء المستنيرة على قرائنا». وبين القتلى جيرالد فيشمن المسؤول عن صفحة مقالات الرأي، وكان في الحادية والستين من العمر. والصفحة الأولى للصحيفة بسيطة وإخبارية من دون نعوت. فقد عنونت: «مصرع خمسة أشخاص في صحيفة كابيتال». وعمل الناجون بعد ظهر الخميس خارج قاعة التحرير، داخل سياراتهم، في موقف للسيارات. وقال الصحافي تشايز كوك الخميس: «لا أعرف ماذا أفعل غير هذا». وأضاف: «سنصدر الصحيفة غداً». وكانت الشرطة الأميركية أشارت إلى أن مطلق النار هو شخص أبيض البشرة بالغ، مؤكدة أنه رهن الاحتجاز. وقال الناطق باسم الشرطة المحلية اللفتنانت ريان فراشور: «نعرف أنه كان رجلاً أبيض بالغاً والسلاح المستخدم هو بندقية». من جهته أوضح المسؤول المحلي ستيف شوه لـ«سي ان ان»، أن المشتبه به «ليس متعاوناً». وكتب الصحافي في «كابيتال غازيت» فيل ديفيز على «تويتر» ان «مسلّحاً اطلق النار في مكان عملي وقتل العديد من الأشخاص». واضاف ان المهاجم «اطلق النار عبر الباب الزجاجي للمكتب (...) على العديد من الموظفين». وقالت الوكالة المكلفة ضبط الاسلحة النارية على «تويتر» انها «تدخلت اثر اطلاق نار في صحيفة كابيتال غازيت في انابوليس». وأوضح الشرطي ريان فراشور أن هناك العديد من الجرحى، مرجحاً ان حصيلة الضحايا لن تكون كبيرة. وقالت مجموعة «بالتيمور صن» التي تملك «كابيتال غازيت» منذ العام 2014، ان اطلاق النار بدأ الساعة 14:40 بالتوقيت المحلي (18:40 بتوقيت غرينيتش). وكتب الرئيس الاميركي دونالد ترامب في تغريدة: تم ابلاغي بإطلاق النار في كابيتال غازيت في أنابوليس في ولاية ماريلاند وأفكاري وصلواتي مع الضحايا وأسرهم، وشكراً للمسعفين الموجودين الآن على الأرض». وفي الأشهر الأخيرة، حصلت معظم عمليات اطلاق النار داخل مدارس ثانوية في ولايتي فلوريدا وتكساس. وتثير عمليات القتل هذه جدلاً متكرراً حول انتشار الأسلحة النارية في البلاد. وحمل سلاح ناري في الولايات المتحدة هو حق يكفله الدستور. ومن النادر جداً حدوث عمليات إطلاق نار من هذا النوع في غرف الأخبار. وفي نيويورك، قال ناطق باسم الشرطة ان شرطيين انتشروا في وسائل الاعلام الرئيسة في المدينة في اجراء احترازي. وفي العام 2015، قُتلت الصحافية التلفزيونية أليسون باركر والتي كانت تبلغ 24 عاماً، إلى جانب المصوّر آدم وارد على يد رجل دخل الى موقع تصوير برنامجها. وقال والدها اندي باركر ان «اي هجوم مسلح كهذا امر فظيع، وعندما يحدث في مكان صحافي فهو مثير للاشمئزاز ويعيدني الى ذكريات ذلك اليوم المأسوي».
مشاركة :