مرت مصر على مدار العقود الماضية بظروف عصيبة، أدت إلى تعثر خطواتها نحو مواكبة التطور العالمي، بينما تُصر مصر على شموخها أمام الاحتلال والإرهاب والمخططات الامريكي صهيونية، التي تستهدف مصر؛ نظرا لأهميتها الجيوسياسية والتي تؤهلها للعب دور قوي ومؤثر في السياسات الإقليمية، وذلك لما تتميز به من موقع استراتيجي في الركن الشمالي الشرقي من قارة أفريقيا. وتعتبر مصر بمثابة حلقة الوصل بين مختلف قارات العالم، لأنها تطل على كل من البحر الأحمر من جهة الشرق، والبحر الأبيض المتوسط الذي يحدها من الشمال، مما جعلها حلقة الوصل بين قارتي أوروبا وآسيا، وازدادت أهميتها بعد حفر قناة السويس عام 1879م التي ربطت بين البحرين وأصبحت بدورها أهم طريق ملاحى في العالم، الأمر الذي يؤكد لما لا يدع مجالًا للشك أن هذا البلد مستهدف من الدول العظمى وأصحاب المصالح .الأهمية الجيوسياسية تجعل من مصر مطمعا استراتيجيًا ، لذا دائما ما يجتمع الغرب بين الحين والأخر كي يضع الاستراتيجيات المناسبة التي تعزز من نجاح مخطط تقسيم الوطن العربي ، والسطو على مصر ؛ التي تعتبر نقطة ارتكاز للعالم ، ومن ثم اسفرت الدراسات البحثية للغرب عن اكتشاف الثغرة التي تعزز من تطلعاتهم نحو التقسيم، وذلك من خلال اتفاقية سايكس پيكو، التي تم توقيعها عام 1916، والتي تتضمن إستراتجية تقسيم الوطن العربي.ولأن مصر مستهدفة فمن البديهي أن يعمل الطامعين على خلخلة الاستقرار وإثارة الاضطرابات بين الحين والآخر، بمختلف الحيل والأساليب ، التي تزعزع الاستقرار في المنطقة من خلال الثورات وتخصيص تمويلات خبيثة تروج للفوضى وتدفع بالعملاء في مقدمة الصفوف .وتعتبر ثورة 25 يناير بمثابة الحاضنة التي استخدمت في ظاهرها الدعوة إلي الديمقراطية والحريات، بينما استخدمت في باطنها نشر وترويج الفوضى الخلاقة والتي تستهدف خلخلة الدولة المصرية، بدعوى ان الفوضى الخلاقة سوف ينتج عنها بناء نظام سياسي جديد يوفر الأمن والازدهار والحرية، وارتكزت الفوضى الخلاقة على ضرب الاستقرار الأمني ، وخلخلة الوضع السياسي والاقتصادي، فضلا عن تأجيج الصراعات والأزمات، والتي أسفر عنها ضياع الهوية المصرية . وفى تحدي لمخطط الغرب ثار الشعب المصري العظيم في 30 يونيو وثأر لثورة 25 يناير وطالب بتصحيح مسارها , وكان بيان القوات المسلحة، الذي تلاه الفريق أول عبد الفتاح السيسي بمثابة "كلمة السر" التي بعثت برسائل الطمأنينة الي الشعب المصري ، وأشارت له في ذات الوقت برفض المخطط الذي يستهدف هوية الدولة المصرية.ثم بدأت مصر تخطو خطوات ثابتة وقوية، عقب وصول الرئيس عبد الفتاح السيسى، لمقعد الحكم فى 2014 لتغيير خارطة المنطقة، واستعادت مصر هويتها ومكانتها وعززت من أمنها القومي ،وانتهجت سياسات بناءة نحو التنمية، ومحاربة الإرهاب على كل الأصعدة محليا وإقليميا ودوليا، بجانب العمل على تثبيت الدولة المصرية وحمايتها من التفتيت والتصدي على هذه المؤامرات الخارجية .ولأن المواطن المصري يعاني حاليا، جراء الضغوط الاقتصادية الصعبة، فلابد أن يقف أولًا على الأسباب ويواجهها، ويتذكر جيدًا أن مصر في حالة التعافي، وتعمل جاهدة على ملف الإصلاح الاقتصادي، والذي يتطلب التعامل معه من خلال الحلول الجذرية، في ظل عدم نجاح وتيرة المسكنات في الحقب الماضية، فضلا عن عجز الموازنة، والدين العام الذي يعيق من حركة التنمية بوتيرة سريعة، مما دفع الدولة الي ترشيد الإنفاق العام، واتخاذ قرارات تعمل على معالجة الخلل الذي يعاني منه الاقتصاد.ورغم صعوبة المرحلة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، إلا أن المواطن المصري "مُصِرّ" علي مساندة الدولة، في مواجهة التحديات والتهديدات، والمضي قدما نحو تحقيق الاستقرار على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية، والاجتماعية.
مشاركة :