انفق البنك المركزي الروسي الاسبوع الماضي 4.5 بليون دولار في تدخلات في سوق الصرف دعماً للروبل الذي كان يسجل انهياراً تحت تأثير تراجع أسعار النفط. وخسرت العملة الروسية ربع قيمتها تقريباً في تشرين الثاني (نوفمبر) ما بعث مخاوف من حصول حركة هلع بين المدخرين. وهي تواصل تراجعها منذ مطلع كانون الاول (ديسمبر) بموازاة تراجع اسعار النفط واستمرار الازمة الاوكرانية. وفيما كان سعر النفط يراوح الثلثاء حول ادنى مستوياته منذ خمس سنوات، تراجع سعر الروبل ليقارب المستويات القياسية المتدنية التي سجلها الاسبوع الماضي إذ جرى التداول به بسعر 54.25 روبل للدولار و66.98 روبل لليورو. وأفاد البنك المركزي الروسي بأنه تدخل الاسبوع الماضي دفاعاً عن الروبل بمستوى 77 مليون دولار الاثنين و1.9 بليون دولار الاربعاء و1.9 بليون دولار الجمعة. وأفاد البنك الدولي بأنه يتوقع انكماش الاقتصاد الروسي 0.7 في المئة عام 2015 في التصور الرئيس الجديد لتوقعاته على أن ينمو 0.3 في المئة في 2016. ويفترض التصور الرئيس الجديد أو الأكثر ترجيحاً، أن يبلغ متوسط سعر النفط 78 دولاراً للبرميل في 2015 و80 دولاراً في 2016. وقالت بيرجيت هانسل، الخبيرة الاقتصادية في شؤون روسيا لدى البنك الدولي: «يتوقع انكماش الاستثمارات للعام الثالث على التوالي في 2015 بسبب استمرار حالة عدم اليقين والقيود المفروضة على الشركات والبنوك الروسية في أسواق المال العالمية وانخفاض طلب المستهلكين». وأعلنت اوكرانيا انها تسلمت اول شحنات من الغاز الطبيعي الروسي منذ ان ادى خلافها مع موسكو حول الاسعار الى وقف الامدادات في حزيران (يونيو). وأشارت شركة نقل الغاز الاوكرانية «اوكرترانسغاز» في بيان «اعتباراً من الثلاثاء بدأت امدادات الغاز الطبيعي من الاتحاد الروسي». وأضافت: «سيجري استيراد ما يصل الى 43.5 مليون متر مكعب من الغاز يومياً». وأكدت هذه المعلومات مجموعة الغاز الروسي العملاقة «غازبروم» كما افادت وكالات الانباء الروسية. وأعلنت مجموعة «نفتوغاز» الاوكرانية العامة ليل الجمعة - السبت انها دفعت الى شركة «غازبروم» 378 مليون دولار مسبقاً في مقابل امدادات من الغاز الروسي قدرها بليون متر مكعب. وكانت روسيا قطعت في حزيران (يونيو) امدادات الغاز الى اوكرانيا التي رفضت زيادة الاسعار التي قررتها «غازبروم». وهذا الخلاف اثار مخاوف لدى الاوروبيين من حصول نقص في الامدادات التي تمر عبر اراضي اوكرانيا خلال فصل الشتاء. وبعد جولات مفاوضات، توصلت اوكرانيا وروسيا والاتحاد الاوروبي في تشرين الاول الى حل للازمة. وتناول الاتفاق تسديد متأخرات اوكرانيا واجراءات تسديد المال في مقابل الامدادات من الغاز حتى اذار (مارس) 2015. وسددت اوكرانيا قسماً من ديونها البالغة 3.1 بليون دولار المستحقة لدى روسيا مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) بأول دفعة من 1.45 بليون دولار على ان تسدد الدفعة الثانية من 1.65 بليون دولار بحلول نهاية السنة. ويقدر الروس مجمل متأخرات كييف بنحو 5.3 بليون دولار لكنهم وافقوا على الاحتكام امام محكمة لـ2.2 بليون المتبقية.