بصراحة وبدون لف أو دوران.. هناك أطراف دولية، بل دول كبرى لا تريد للشرعية الدستورية في اليمن وقوات التحالف العربي بقيادة السعودية أن تكسب (الحرب) في اليمن ضد الحوثيين.. لذلك هي تسعى بأساليب كثيرة لعرقلة (الحسم العسكري) وتزويد (الحوثيين) بالأوكسجين السياسي (والأممي) ليبقوا قوة عسكرية نافذة تسيطر على (الأوراق) في إطالة أمد الحرب هناك. وللأسف، فإن (الأمم المتحدة) بمبعوثيها (الثلاثة) المتعاقبين كانوا أدوات ضغط تستخدمها هذه الدول الكبرى لفرض سياسة (الأمر الواقع) في اليمن والاعتراف بالانقلاب الحوثي بدلاً من مطالبته بتسليم السلاح والانسحاب من المدن والبلدات والقرى التي احتلها، بحسب قرار مجلس الأمني (2216). وقد حذر وزير الخارجية اليمني (خالد اليماني) منذ يومين من (إعادة إحياء) مبادرة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق (جون كيري) التي وصفها بالمدفونة، وذلك استباقًا لتحركات أممية في ملف المحادثات اليمنية، وقال: «لا ترتيبات سياسية مطلقًا قبل الأمنية». وجاء هذا التصريح بعد ما أعلنه المبعوث الأممي (مارتن غريفيت) عن وجود رغبة لدى طرفي النزاع في اليمن للقدوم إلى طاولة المحادثات، وقال: «أود أن أجلب الأطراف معا في غضون الأسابيع القليلة القادمة»، متجاهلا قرار مجلس الأمن رقم (2216) الذي ينص على ضرورة انسحاب الحوثيين من المدن التي يسيطرون عليها وتسليم أسلحتهم الثقيلة. إذن هناك محاولة لإحياء مبادرة (جون كيري) من جديد في اليمن. وبدلاً من الضغط على (الحوثيين) لتنفيذ قرار الأمم المتحدة (2216) يتم الاعتراف بهم كأمر واقع وإشراكهم في المحادثات قبل انسحابهم من (الحديدة) و(صنعاء)! وتسليم أسلحتهم التي سرقوها من معسكرات (الجيش اليمني) أثناء الانقلاب على الشرعية. ويبدو أن (الثقة) في مبعوثي الأمم المتحدة المتعاقبين تشبه (الثقة) بالحوثيين أنفسهم! الذين لا أمان لهم ولا يحترمون العهود والمواثيق.. لذا لا طريق آخر سوى (الحسم العسكري) من قبل التحالف العربي وقوات الشرعية في معركة تحرير مدينة (الحديدة) بالكامل.
مشاركة :