شهد كورنيش الدمام صباح امس الاحد نفوقا جماعيا لعشرات الاسماك الصغيرة على الرمال بعد ان قذفتها المياه على امتداد الساحل في مشهد يعيد الذاكرة الى حوادث مماثلة سابقة، ويثير القلق من تزايد اعدادها في الايام القادمة، خصوصا في ظل ارتفاع درجات الحرارة بالفترة الحالية.ارتفاع الحرارةوذكر شهود عيان من مرتادي الكورنيش ان نفوق الاسماك يتطلب سرعة التحرك الجاد من الجهات المختصة لعلاج المشكلة بالطريقة العلمية المناسبة، وارجع الصياد فتحي البنعلي حالات نفوق الاسماك في شاطئ كورنيش الدمام الى ارتفاع درجات الحرارة في الفترة الحالية مما يسهم في تراجع نسبة الأكسجين، مستبعدا وجود تدخل بشري في عملية النفوق سواء من خلال التخلص من مواد سامة أو غيرها، مضيفا ان سبب النفوق قد يعود أيضا لضحالة المنطقة، خصوصا أن النفوق طال السمك الصغير فقط، وهو سمك يأتي ليتغذى على الكائنات البحرية الدقيقة القريبة من الساحل ولم يتمكن من العودة مع عملية الجزر والمد، لافتا الى أن واقعة نفوق الأسماك ليست بالمرة الأولى وله مسببات عديدة ويحدث كل عام بشكل طبيعي، مطالبا بأن يكون هناك اتصال مباشر بين المسؤولين في حالة نفوق الأسماك، وتشكيل فريق لعملية المسح للمواقع التي تشهد مثل هذه الحالات، ويكون هناك تحليل دقيق ومعرفة أسباب النفوق.تصرف سلبيوأكد مدير عام الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة محمد الشهري، ان النفوق في العادة يكون بكميات كبيرة وليس عددا بسيطا من نوع واحد، مستبعدا حدوث تلوث بيئي في المنطقة، مرجحا ان يكون سبب نفوق بعض الاسماك نتيجة تصرف سلبي من احد المراكب، نظرا لكون هذه النوعية من الاسماك غير اقتصادية، بالإضافة لارتباط النفوق بارتفاع درجات الحرارة او نقص في الاكسجين، وكذا المياه الضحلة وبالتالي تراجع نسبة الاكسجين، مبينا، ان فصل الصيف يسجل بعض حالات نفوق الاسماك.انخفاض الأكسجينوقال رئيس لجنة البيئة والغذاء بغرفة الشرقية طلال الرشيد ان ارتفاع درجات الحرارة يشكل حالة من التغير لدى الأسماك ويؤدي إلى النفوق، جراء انخفاض نسبة الاكسجين في المياه، مستغربا عدم وجود خطة طوارئ يتم تطبيقها للتعامل مع مثل هذه الحالات، مطالبا بضرورة كشف الاسباب لإيضاح الحقائق، مضيفا ان ملف نفوق الاسماك من الملفات المهمة التي تستدعي تحمل المسؤولية للجميع، نظرا لكونها ضمن الامن الغذائي.لجنة متخصصةوأوضح د. كرار الفرج ان البلديات مسؤولة عن نظافة الشواطئ في حالة وجود اسماك نافقة، مشيرا الى ان هناك لجنة متخصصة تضم عدة جهات حكومية لتحديد اسباب نفوق الأسماك، علاوة على التنسيق بين البلديات والثروة السمكية للوقوف على اي حالة تحدث في المنطقة ومدى تأثيرها للحد من أضرارها على الصحة والبيئة.وبيّن ان نفوق الأسماك للشواطئ الضحلة لعدة عوامل مثل تعرضها لاضطراب مرضي إما بسبب أحد الفصائل الميكروبية «بكتيرية، فيروسية، فطرية، أو طفيلية، أو غيرها من فصائل»، أو بسبب تغير فسيولوجي أدى لتشكل حالتها المرضية، وقال ان انعدام الأكسجين المفاجئ في الجغرافيا البحرية الموجودة في المنطقة الرئيسة للأسماك، يضطرها للصعود للطبقات العليا «تاركةً موطنها الأم»، أو يدفعها للاقتراب من المياه الضحلة حتى لا تختنق.
مشاركة :