سلاح شديد الفتك، لايفرق بين الصديق والعدو يفتك بالأرواح ويحصدها ، قليل التكلفة كثير الضرر ، فتكلفة زراعة اللغم الواحد تترارح بين ٣دولار إلى ٣٠دولار كحدّ أقصى، هو عدو للإنسان والبيئة يمتد خطره إلى عشرات السنين والتخلص منه ليس بالأمر السهل، ومكلفً من ناحية التخلص منه ، حيث تتراوح تكلفة إزالة اللغم الواحد مابين ٥٠٠ دولار إلى ١٠٠٠ دولار وهذا يثقل كاهل وميزانيات الدول التي تعاني من هذه الألغام في العالم البداية لهذه الآفة المدمرة يرجع استخدام وسائل التفجير إلى القرن الثالث عشر بالصين ، عندما استخدم جيش سلالة سونغ القنابل لصد الغزو المغولي للصين، لم تظهر الألغام الأرضية بهذا الشكل الحديث- حاوية معدنية معبئة بالبارود وفتيل وغطاء تفجير ، حتى اندلعت الحرب الأهلية الأمريكية. عندها بدأت المأساة وتطورت الألغام حتى وصلت إلى مانراه البوم مخلفة وراءها، الدمار للإنسان والكائنات الحية بصفةعامه وللبيئة . الدول المصنعة بعد انتهاء الحرب البارده بدأ السباق المحموم لصناعة الألغام ، عشرة ملايين لغم يتم انتاجها سنويا تصنع في كل من الولايات المتحده الامريكية ، وروسيا ، وإسرائيل ، والصين، وفرنسا ، وبريطانيا، وإيطاليا ، وبلجيكا ، وبلغاريا، وهنغاريا، وصربيا، وقد انتجت هذه الدول مايقارب من ٢٠٠ مليون لغم خلال العشرين سنه الماضية. الدول التي تعاني من الألغام يبلغ عدد الدول التي تعاني من الألغام إلى اكثر من ٦٠ دولة، ولكن أي الدول اكثر معاناة من هذه الآفة ”أجاب عن هذا السؤال موقع “ليستفيرس” (موقع متخصص في صحافة القوائم)، الذي أعد تقرير في عام 2008 بقائمة بأكثر الدول التي تعج بالألغام الأرضية، وتصدرت هذه القائمة مصر بوجود 23 مليون لغم أرضي معظمها من مخلفات الحرب العالمية والحربين بين مصر وإسرائيل خلال عامي 1956 و1967. وجاءت إيران في المرتبة الثانية بوجود 16 مليون لغم في المناطق الغربية والجنوبية منها، تبعتها في القائمة أنغولا بعدد ألغام يتراوح بين 10 و20 مليون لغم أرضي. وتضم القائمة أيضًا كل من أفغانستان، والعراق، وكمبوديا؛ حيث يتواجد على أراضي كل دولة من هذه الدول حوالي 10 مليون لغم. فيما جاءت البوسنة والهرسك في المرتبة السابعة ضمن قائمة “ليستفرس” بوجود ثلاثة ملايين لغم، تلتها الصومال بوجود مليون لغم فقط على أرضها. وبحسب إحد مراكز الدراسات بدولة الكويت ” أن متوسط أعداد الألغام في الكيلو متر المربع في بعض البلدان مقارنة بمساحتها تبيّن أن أعلى عدد للألغام في الكيلو متر المربع تم رصده في دولة الكويت, حيث وصل الى 92,4 لغم وذلك بسبب الكثافة العالية للألغام التي زرعتها القوات العراقية في الكويت صغيرة المساحة. وتأتي كمبوديا في المرتبة الثانية وتضم 50 لغما/كم2, وموزامبيق في المرتبة الثالثة وتضم 26 لغما/كم2, ومصر في المرتبة الرابعة وتضم 23 لغما/كم2, والعراق في المرتبة الخامسة وتضم 22 لغما/كم2, وأفغانستان في المرتبة السادسة وتضم 15 لغما/كم2, وأنجولا في المرتبة السابعة وتضم 10 ألغام/كم2, في حين يبلغ عدد الألغام 2 لغم/ كم2 في كل من يوغوسلافيا والصين والسودان والصومال” ويقدر عدد الألغام المزروعة في العالم ١١٠ مليون لغم، تحصد الأرواج أوتصيب الإنسان بالإعاقة. ضحايا الألغام في عام 2015 سجل مقتل 6461 جراء الألغام؛ حوالي 78 ٪ منهم من المدنيين، أي بزيادة قدرها 75 في المائة عن عام ٢٠١٤ ، وفِي أفغانستان حصدت الألغام أرواح 1310 شخص خلال 2015، وهو رقم مماثل تقريباً لإحصائية العام 2014. كما أسفر انفجار الألغام عن مقتل 1004 في ليبيا، و988 في اليمن، و864 في سوريا، و589 في أوكرانيا. فيما بلغت نسبة الأطفال الذين لقوا حتفهم أو أصيبوا ببتر أطرافهم بسبب الألغام في رواندا قرابة 100 ألف منذ مايو 1995. فيما أشارت “الحملة الدولية لمنع الألغام الأرضية” أن الدول التي تزرع قواتها الحكومية ألغام أرضية تنحصر في ميانمار وكوريا الشمالية، وسوريا، موضحة أن الدول الثلاثة لم توقع على معاهدة “أوتاوا” لحظر الألغام الدولية. الإعلام ودوره في التوعية الأعلام له دور كبير في التحذير من مخاطر الألغام والذخائر التي لم تتفجر للحد من الاصابات في صفوف للمدنيين وتوعية المجتمعات بتجنب المناطق الموبوءة والخطرة ، وتشجيعهم على التبليغ عن تلك الإجسام الخطرة الى السلطات المحلية. رجال إزالة الألغام اولا يعتبر عمل هؤلاء الرجال من أخطر الأعمال وأرهقها ، لأنهم في مواجهة مع الموت مباشرة ثانيا انتشرت في الأونة الأخيرة مقاطع لعملية إزالة الألغام ومن خلال ملاحظتي لتلك المقاطع وجدت أنها خاطئة وليست الطريقة الصحيحة للإزالة، ففي أحد المقاطع يظهر تجمع لبعض العسكريين متحلقين حول اللغم أثناء محاولة أحد الأفراد إزالته ، وهذا يتنافي مع أنظمة الأمن والسلامة في عمليات الإزالة ، وحتى طريقة الشخص الذي قام بعمل الإزالة كذلك خاطئة وذلك للأسباب التالية أ- أن نظام عمل الإزالة في الحقول يكون في خط مستقيم ويتكون كل خط من شخصين فقط، وسبب ذلك محاولة تقليل الخسائر في الأرواح ب- اثناء تأمين اللغم المبدئي ، لايرفع اللغم مباشرة لأن اللغم ربما يكون مزود بمشعل م ٥ الذي يوضع تحت اللغم وينفجر بمجرد رفعه حتى لو تم تأمين الجزء العلوي منه، وخصوصا الألغام الإمريكية، لأنها مزودة بهذه الخاصية فالصحيح بعد تأمين الجزء العلوي ، يتم ربط اللغم بواسطة الحلقة المزود بها ويسحب عن بعد ١٥٠ ياردة ج- اثناء الدخول والخروج من منطقة الألغام يجب تحديد الخط بعلامات بارزة لتجنب الدعس على لغم لم يتم تأمينه لذا الدخول والخروج يكون عبر الخط المستقيم والمحدد من قبل رجل الإزالة الذي يعمل بنفس الخط وفي هذه الحالة يجب أن يكون مع رجل الإزالة ادوات تحديد وتأشير د- وصايا لرجال الإزالة ضع عينك قبل قدمك وإياك والأشراك الخداعية ( المصائد ) ثالثا في حرب العصابات وكما هو حاصل من قبل المتمردين الحوثيين ، يواجه رجل الإزالة اصعب مهمة لأنه يتعامل مع اجسام مبتكرة فعليك توقع كل شئ وإياك والتسرع فهذا يتنافي مع عمل رحال الإزالة ، لذا ففي اثناء العمل توقع كل شئ فهؤلاء يستخدمون أشياء بدائية كقدور الضغط، وعلب المياه، وصهاريج مختلفة ، وأشياء احيانا تكون مغرية للشخص العادي ولكن رجل الإزالة لاتنطلي عليه تلك الخدع، ويتعامل معها وفق مايقتضي الأمر، ولكن إذا احس بصعوبة وتعقيد هذا الجسم المبتكر وهو في منطقة خالية، فلا تعرض نفسك ومن معك للخطر وضع عبوة ناسفة على هذا الجسم وفجره في موقعه أدوات رجل الإزالة جهاز المسح المعدني، مجس، شرائط تخطيط مكبات الغام. عمل رجل الإزالة دائما في المعارك الحربية يبدأ قبل الجميع بفتح طرق أمنه للقوات لكي يتمكنوا من العبور بأمن وسلام، وكذلك رجل الإزالة هو أخر من يخرج من الميدان ، لأنه يطهر مخلفات الحروب من الألغام والذخائر التي لم تنفجر ، لذا عمله يتطلب أن يكون في وضح النهار كي يتمكن من رؤية الأجسام الخطرة والأشراك الخداعية ، لدا يقيد دائما عمله في الليل في حدود ضيقة، وعند الضرورة القصوى .
مشاركة :