أحصى الدفاع المدني في الجزائر منذ بداية العام وفاة 28 شخصا اختناقا بغاز أحادي أكسيد الكربون، كان آخر ضحاياه أحد رجال الشرطة وزوجته وأولادهما الأربعة بالعاصمة. ويأتي على رأس أسباب الارتفاع اللافت للوفيات بالغاز غياب التهوية في البيوت، ورداءة وقدم أجهزة التسخين. وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني، النقيب نسيم برناوي، للتلفزيون العمومي، أمس، أن أعوان الجهاز أنقذوا منذ فاتح يناير (كانون الثاني) إلى 17 من الشهر نفسه، 200 شخص «في اللحظات الأخيرة» بعد أن ضاق تنفسهم بفعل استنشاق الغاز لمدة طويلة، بينما توفي 28 شخصا في هذه الفترة اختناقا. مشيرا إلى «إحصاء عشرات الضحايا في كل سنة خلال موسم الشتاء بسبب غاز أحادي أكسيد الكربون، الذي يستدرج ضحاياه إلى رحلة لا عودة منها». كما أفاد برناوي بأن الدفاع المدني أحصى مقتل 103 أشخاص بالغاز، في حين تم إنقاذ حياة أكثر من 2400 شخص العام الماضي. ومع بداية تحول المناخ إلى البرودة مع بداية كل عام، تستنفر السلطات إمكانياتها البشرية واللوجستية، استعدادا لمواجهة ما يطلق عليه الإعلام «القاتل الصامت». وبات سقوط ضحايا أمرا محتوما، على الرغم من حملات التوعية المكثفة، التي تقوم بها الحكومة عبر وسائل الإعلام، كما أن الجمعيات في الأحياء السكنية الشعبية تؤدي هذا الدور، وكثيرا ما يتوجه نشطاؤها إلى البيوت، التي تبدو شروط التوهية فيها منعدمة، «للتحسيس بخطورة الوضع». وفسر نائب مدير الإعلام بالدفاع المدني مكلف الإحصائيات، النقيب عاشور فاروق، كثرة عدد المتوفين بالغاز بـ«سوء تركيب تجهيزات التدفئة وتسخين الماء، من طرف أشخاص غير مؤهلين لذلك. إلى جانب غياب الصيانة، وعمليات المراقبة الدورية للأجهزة، والتأكد من وجود منافذ للتهوية»، مؤكدا أن «التقيد بالإرشادات يسمح بتفادي وقوع مزيد من الخسائر في الأرواح». كما شدد فاروق على «أهمية وضرورة تشجيع المواطنين على اقتناء الجهاز الكاشف عن تسرب غاز أحادي أكسيد الكربون، وطلب شهادة المطابقة عند شراء أي جهاز سخان جديد، بهدف وضع حد لحوادث الاختناق، أو التقليل منها على الأقل». وبحسب المسؤول نفسه، يحرص الدفاع المدني كل عام على إطلاق حملات للتوعية، وتقديم توجيهات ونصائح حول استعمال تجهيزات التدفئة، وتسخين الماء لفائدة تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات، والدارسين بمراكز التكوين المهني، فضلا عن تنظيم «قوافل للتحسيس» في كل محافظات البلاد لرفع درجة اليقظة، حيال مخاطر تسَرب غاز أكسيد الكربون. وتتضمن مطويات ومناشير، وزعها الدفاع المدني بالمدارس، معلومات مفادها أن مصادر تسرب الغاز تتمثل في المواقد ومجففات الملابس التي تعمل بالغاز، وسخانات المياه والأفران الخشبية والشوايات التي تعمل بالغاز أو بالفحم، والمولدات التي تعمل بالغاز أو بالديزل، والقوارب التي تعمل بمحرك الدراجات البخارية، وأجهزة المسطحات الخضراء، والمدفأة التي تشغل بالغاز أو الزيت، وبعض أنواع السجائر والسيارات. أما أعراض التأثر بالغاز فهي في الغالب، حسب أطباء الدفاع المدني، صداع وارتباك وتشوش ذهني وضيق في التنفس، والإرهاق، والإحساس بالدوار، وعدم ثبات الحركة في أثناء المشي، وغثيان وقيء مع فقدان الوعي عند كثيرين.
مشاركة :