رواية حول الزواج المكسيكي ليوسف إدريس

  • 7/3/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - بدأ الدكتور إيمان يحيى رحلة بحث وتقصٍ استمرت سبع سنوات، أنهاها بإصدار عمله الروائي الثاني “الزوجة المكسيكية”، وفيه راح يسرد قصة زواج الكاتب المصري يوسف إدريس من فتاة مكسيكية تدعى روث، هي ابنة ديجو ريفيرا أشهر رسام جداريات في القرن العشرين. والرواية التي تدور أحداثها في فترة الخمسينات من القرن الماضي، وفي ثلاثة أماكن هي المكسيك وفيينا والقاهرة، اعتمدت على ثلاثة خطوط محورية في بنائها المعماري السردي، الأول ينطلق من خلال دراسة تجريها طالبة بالجامعة الأميركية في نهايات القرن الماضي، وقت الحراك السياسي بمصر، وتقوم الدراسة حول رواية “البيضاء”، التي نشرها إدريس في بيروت عام 1970. والخط المحوري الثاني يبدأ من شخصية بطلها يحيى طه الشخصية المحورية فيها، أما الخط الثالث في “الزوجة المكسيكية” فيمر عبر صوت روث الفتاة التي التقاها يحيى طه (يوسف إدريس) في مؤتمر أنصار السلام، الذي عُقد في فيينا عام 1952، وعاش معها قصة حب سريعة، ثم قررا الزواج الذي لم يستمر طويلا قبل الانفصال. يقول الكاتب “البداية كانت في الغموض الذي أحاط به يوسف إدريس زواجه من روث، ابنة ديجو ريفيرا، وهي مهندسة شهيرة على مستوى العالم، وأول مهندسة معمارية في المكسيك، ولم يكن ممكنا بالطبع تجاهل المكان الذي التقى فيه إدريس أو يحيى طه، بطل البيضاء الذي استدعيته لروايتي، بكوكبة كبيرة من مفكري ومثقفي وفناني العالم، فقد اجتمع في مكان واحد مع رموز في الإبداع العالمي أمثال جان بول سارتر ولوي أراغون، وبابلو نيرودا وديجو ريفيرا والد روث، والمغني الأميركي بول روبنسون، وهذا الأخير قضيت ليالي كاملة غارقا في أفلامه وأغانيه وحكاياته، للتعرف عليه والاقتراب من شخصيته”. وهناك أيضا شخصيات مصرية كبيرة حاضرة في المشهد مثل الكاتب عبدالرحمن الشرقاوي، والفنانة تحية كاريوكا، وعبدالرحمن الخميسي، وحسن فؤاد وصلاح حافظ، والأخيران هما الصديقان اللذان أبرق لهما إدريس لتجهيز شقته في حي المبتديان وطلائها، وإخفاء عيوب جدرانها بالستائر لاستقبال عروسه، ولم ينس بالطبع يوسف حلمي رئيس حركة أنصار السلام بالقاهرة، والذي حضر تفاصيل عقد زواج إدريس وروث. وظل الكاتب نحو 7 سنوات يبحث في ما قاله إدريس للمستشرقة الروسية فاليريا كيربتشينكو، ويحكي “الرواية أخذت وقتا طويلا قبل كتابتها، والمسألة كانت مجرد جملة. البحث بدأ حول قصة الزواج، بدأت متشككا في ما قاله، لأنه أولا لم يخبر أحدا بذلك في جميع حواراته التي أجراها في مصر، ولم يكتبها في إحدى مقالاته، كما أن الروائيين في بعض الأوقات يكونون منغرسين في خيالات خصبة جامحة قد تهيّئ لهم أحداثا لم تقع أصلا، المهم أنني بحثت كثيرا في مواقع الإنترنت، ولم أجد شيئا، ثم انتقلت إلى مصادر أخرى، ظللت أبحث فيها حتى عثرت على مقال كتبه صلاح حافظ ضمن ملف خاص أعدّته مجلة الهلال عن إدريس بعد شهر من وفاته، وذكر فيه واقعة زواجه من روث، ودوره والفنان حسن فؤاد في تهيئة منزل الزوجية لاستقبال إدريس وروث، وهنا بدأت أمسك بخيط القصة، وأتأكد من صدقيتها”. ويضيف “كما أفادني تتبع عائلة ريفيرا وأبناء روث نفسها التي تزوجت مرة أخرى بعد طلاقها من إدريس، واتصلت بابنها الذي أكد لي الخبر، وأرسل لي صورتها في القاهرة، وهنا وصلت إلى مرحلة اليقين من زواج يوسف إدريس بها، بالطبع سألت كثيرين من أصدقاء يوسف، لم تكن لديهم فكرة عن هذه الزيجة، المهم أنني كي أكتب الرواية بذلت جهودا كبيرة في تتبع هذه العائلة، حتى يكون السرد محكما وواقعيا كما أريد له، وهذا بالطبع لم يجعلني أهمل الخيال في الرواية، وقد راهنت رغم ما تناولت من أحداث واقعية على عنصر الإثارة حتى لا يشعر القارئ بأي نوع من الملل”. ويسعى يحيى في روايته إلى التركيز على العلاقات التي تنشأ من زيجات تنتمي إلى ثقافات مختلفة، فضلا عن البحث في زمن صعود اليسار.

مشاركة :