تقوم الولايات المتحدة في الوقت الحالي بكل شيء ممكن لتجفيف صادرات النفط الإيرانية، بعد الانسحاب من الاتفاق النووي، في وقت يواجه فيه النظام سلسلة احتجاجات جعلت الخناق يضيق عليه رغم محاولاته تفادي العقوبات الأمريكية. وقالت صحيفة "لازيكو" الفرنسية في تقرير ترجمته "عاجل": الخناق يضيق على طهران بينما تفعل الولايات المتحدة كل ما في وسعها للحد من مبيعات النفط، من خلال منع حلفائها من شراء الذهب الأسود الإيراني بعد 4 نوفمبر المقبل. وأوضحت أنه أثناء مظاهرة نظّمها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية(NCRI) ، قال رودي جولياني، المحامي والمستشار عن دونالد ترامب: "عندما تتوقف أكبر القوى الاقتصادية عن التعامل معك، ستنهار"، مؤكدا على تشديد العقوبات. وبينت أنه من أجل تعويض السوق عن الصادرات الإيرانية التي يمكن أن تؤثر على الأسعار بسبب نقص الإمدادات، يسعى ترامب إلى إقناع بعض الدول لزيادة الإنتاج. ولفتت "لزيكو" إلى أنه في 22 يونيو، وافق أعضاء الدول المصدرة للنفط "أوبك"، بما في ذلك إيران، على زيادة الإنتاج بشكل إجمالي بمقدار مليون برميل يوميا. في المقابل تحاول حكومة طهران مواجهة هذه المساعي الأمريكية؛ حيث قال نائب الرئيس الأول، إيشاه جاهانجيري في خطاب متلفز "سنتمكن من بيع نفطنا بقدر ما نحتاج إليه"، وفي اليوم السابق، وخلال مؤتمر صحفي بالعاصمة طلب وزير الصناعة محمد شريعتمداري من الشركات الأجنبية في إيران عدم الخضوع "لتهديدات" العقوبات الأمريكية. وعندما سئل عن مجموعة "PSA" ثاني أكبر شركة لتصنيع السيارات في أوروبا، وتعليق مشروعاتها في إيران، وكذلك "رينو" التي ترغب في تقليل استثماراتها، أجاب: "حتى الآن ما يخبرونا أنهم لن يواصلوا أنشطتهم في إيران. بالنسبة لقطاع السيارات، يجب إعادة فرض العقوبات الأمريكية في 6 أغسطس". وأضاف الأسبوع الماضي في باريس، أوضح غلام حسين، رئيس غرفة التجارة الإيرانية، أن "فرنسا أولوية بالنسبة لنا. يبحث بلدينا عن حلول خاصة للشركات الصغيرة والمتوسطة". وأكدت الصحيفة أنه في ظل الضعف الخارجي، يواجه النظام ضغوطا متزايدة داخليًا مع سلسلة من المظاهرات أو الإضرابات التي تعصف بالبلاد، مثل تلك التي قام بها سائقو الشاحنات التي دامت أسبوعين. ونقلت عن أفشين ألافي، الناطق باسم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في فرنسا، منذ احتجاجات يناير "لم تكن هناك لحظة من الراحة" في إيران. وفي نهاية الأسبوع الماضي، أصيب عدد من الأشخاص في مواجهات مع الشرطة، خلال احتجاجات على تلوث المياه في خرمشهر، جنوب غرب البلاد، كما أغلق سوق طهران وهو حدث " استثنائي". وأكد أن سقوط العملة، ونقص مياه الشرب، وارتفاع معدلات البطالة، يعني أن "السكان قد توصلوا إلى نتيجة مفادها أن الحل ليس في هذا النظام".
مشاركة :