عشية زيارة مرتقبة يقوم بها وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لموسكو، تصاعد التوتر في الجنوب السوري، عقب فشل جولة جديدة من المفاوضات التي يقودها الروس مع فصائل المعارضة، وسط مخاوف من استئناف التصعيد العسكري بعد هدوء استمر يومين، في وقت تواصلت موجات النزوح باتجاه الحدود مع الأردن والجولان المحتل، ليتجاوز عدد النازحين، منذ بداية العمليات العسكرية الشهر الماضي، 270 ألفاً. وفيما أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، محادثات هاتفية مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف تطرقت إلى «بعض جوانب التسوية السورية»، تمسكت تل أبيب بإبعاد إيران و «حزب الله» من كل سورية. وشدد وزير دفاعها أفيغدور ليبرمان، خلال محادثات هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي شويغو، على أن إسرائيل «ستتحرك فوراً إذا رصدت محاولات من إيران وحزب الله لتعزيز وجودهما في سورية»، مؤكداً سعي الدولة العبرية إلى طرد القوات الإيرانية وعناصر «حزب الله» من سورية. ميدانياً، أثارت اتفاقات «المصالحة» التي تقترحها روسيا، وتتضمن تسليم السلاح وانتشار الشرطة العسكرية الروسية وقوات النظام السوري، انقساماً بين الفصائل المسلحة في الجنوب السورية بين مؤيد ورافض. وكانت مناطق، أبرزها بصرى الشام، انضمت في شكل منفصل إلى «المصالحة»، ما مكّن قوات النظام من مضاعفة مساحة سيطرتها، لتصبح 60 في المئة من مناطق الجنوب، لكن عدداً من فصائل «الجيش الحر» رفض تلك الاتفاقات، وأعلن «النفير العام». ويتضمن الاقتراح الذي عرضته روسيا على ممثلي المعارضة، تسليم الفصائل سلاحها الثقيل والمتوسط، مع عودة المؤسسات الرسميةورفع العلم السوري وسيطرة قوات النظام على معبر نصيب الحدودي مع الأردن. كما ينص على تسوية أوضاع المنشقين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية الإلزامية خلال 6 أشهر، مع انتشار شرطة روسية في بعض البلدات. وأشار مصدر سوري معارض مواكب للمفاوضات، إلى أن «الروس يقدمون عرض المصالحة الذي سبق أن قدموه في كل مكان، مع استثناء أنه لا يتضمن خروج الراغبين»، في إشارة إلى اتفاقات الإجلاء التي كانت تقترحها على المقاتلين الرافضين الاتفاق مع الحكومة، على غرار ما جرى في الغوطة الشرقية. وقال المرصد السوري إن مناطق في محافظة درعا شهدت أمس استمراراً لعمليات القصف والاستهدافات والاشتباكات. وأكدت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «وحدات الجيش واصلت عملياتها العسكرية ضد أوكار التنظيمات الإرهابية في ما تبقى من مناطق ينتشرون فيها في الريفين الغربي والجنوبي الشرقي لدرعا». في المقابل، أفادت مصادر في المعارضة بأن القوات النظامية تكبدت خسائر بشرية، أبرزها مقتل ضابطين من كبار قادة الجيش، هما اللواء عماد عدنان إبراهيم واللواء يوسف محمد علي، خلال اشتباكات عنيفة قرب بلدة طفس بريف درعا. إلى ذلك، استبقت عمان زيارة وزير خارجيتها موسكو، بالمطالبة بـ «منطقة آمنة» قرب حدودها. وأوضح الصفدي أنه سيسافر اليوم إلى موسكو لإجراء محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في شأن «وقف للنار في جنوب غربي سورية، وتخفيف وطأة الوضع الإنساني هناك». وقال: «أتطلع إلى حديث صريح ومعمق لبحث كيفية الوصول إلى وقف نار بأسرع وقت». وذكر أن المحادثات ستركز على «كيفية تهيئة الظروف على الأرض بحيث يشعر الناس بالأمان للعودة إلى بلداتهم وقراهم»، مضيفاً أن روسيا طرف أساسي في أي حل. وعبّر عن أمله بأن يتمخض الاجتماع عن مزيد من التفاهمات والتقدم لاحتواء الأزمة ومنع وقوع المزيد من الدمار.
مشاركة :