قدمت جامعة حمدان بن محمد الذكية تجربتها في تبني ثقافة التميز في العمل الحكومي وكيفية التأسيس لها وترسيخها لتلبي احتياجات المتعاملين، وذلك خلال مشاركة الجامعة في أعمال "مؤتمر مصر للتميز الحكومي 2018" ضمن جلسة حملت عنوان "ثقافة التميز وأثرها في القطاع الحكومي".وتكتسب مشاركة الجامعة في هذا المؤتمرأهمية كبيرة نظرًا لأن الجامعة كانت من أولى المؤسسات على مستوى العالم العربي التي أفردت للتميز مكانة بارزة في رسالتها منذ انطلاقتها، فكانت الجامعة سبّاقة في تبني ثقافة التميز ضمن منظومة تنفرد بها الجامعة وتجمع إلى جانب التميز ركنين أساسيين آخرين هما الجودة والتعليم الذكي، ما سمح للجامعة بالعمل على نشر ثقافة الجودة والتميز في المنطقة من خلال التعليم الذكي، بما يضمن إرساء ونشر هذه الثقافة على نحو مؤثر بوتيرة متسارعة ويضمن اتساع دائرة هذا التأثير مع مرور الوقت، وبما يواكب التوجهات السباقة لقطاع العمل الحكومي في دولة الإمارات في نشر وتطبيق مبادئ التميز.وتحدث الدكتور منصور العور، رئيس الجامعة، عن ثلاثة عناصر أساسية في تبني ثقافة التميز، أولها الاقتناع بثقافة التميز، وثانيها الالتزام بتطبيق هذه الثقافة، وثالثها الإدراك التام لنتائجها الإيجابية على الجميع، مشددًا على أهمية أن تكون الإدارة مسؤولة مسؤولية مباشرة عن تعزيز هذه العناصر ومراقبة تنفيذها إلى أن يصبح التميز أسلوب عمل وصفة للأداء لافتًا في الوقت نفسه إلى أهمية توفير البيئة الملائمة والداعمة لتأسيس ثقافة التميز على اعتبار أن غياب هذه البيئة سيشكل تحديًا كبيرًا أمام الأداء الحكومي.واعتبر الدكتور العور أن الاقتناع بمبادئ التميز يساهم بتطبيقها على شكلها الأمثل، مع ضرورة توفر شرط اليقين لدى الموظفين بأنها مبادئ جديرة بالتطبيق وأن مردودها سيكون إيجابيًا على تميز الأداء الحكومي، وأردف أن عدم وجود هذا العنصر يعني غياب ثقافة التميز بكاملها. وعدّد رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية 7 نقاط ناجمة عن الفهم والاقتناع بتبني مبادئ التميز، وهي إدراك الموظف لدوره، وسرعة إنجاز المعاملات، والتحسين المستمر في أسلوب الخدمات، فضلًا عن العمل على حل المشكلات التي تواجه المتعاملين في إنجاز المعاملات، والتيسير على المتعاملين، بالإضافة الى اعتبار العميل ضيفًا على المؤسسة، والحرص على إيجاد طرق مبتكرة لإسعاد المتعاملين. وفيما يخص "الالتزام بالتطبيق" الذي يشكل العنصر الأساسي الثاني لثقافة التميز اعتبر العور أن معنى الالتزام هو أن يكون التطبيق واجبًا وليس خيارًا ينفذه الموظف حينًا ويتركه حينًا آخر، وبالتالي فهو يخضع في هذا الأمر لإشراف رؤسائه، مع ضرورة التطبيق مع جميع المتعاملين وفي كافة المعاملات ليصبح أسلوب عمل وصفة للأداء كون هذا الجانب هو التجسيد العملي لثقافة الالتزام. وحول العنصر الثالث المتمثل بـ"معرفة النتائج" أشار رئيس جامعة حمدان الذكية إلى أن هذا العنصر يعني ضرورة إدراك الموظفين للآثار المترتبة على قيامهم بتطبيق مبادئ التميز في الواقع العملي لتحقيق العوائد المرجوة بما يعزز التزامهم بمواصلة تطبيق مبادئ التميز. كما استعرض العور 12 عاملًا مؤثرًا في تأسيس ثقافة التميز، وهي القيادة، واللوائح التنظيمية، والمرافق والأبنية، والمعدات والتجهيزات، وتدريب الموارد البشرية، وآليات التواصل بين القيادات والمرؤوسين، والتحفيز على الإجادة والإبداع، وأسلوب ممارسة السلطة، واستطلاع آراء المتعاملين، بالإضافة إلى الإعداد الجيد للمستقبل، واعتماد نظام التقييم لأداء العاملين، وقياس فعالية أداء المؤسسة. وحدد العور التحديات الثلاثة الأبرز التي يجب تخطيها ومعالجتها لتحقيق النجاح في تأسيس ثقافة التميز، وفي مقدمتها العشوائية وغياب التنظيم، ثم عدم الاستمرارية في تطوير الأداء، وأخيرًا السطحية في الأداء بدل ترسيخ مبادئ التميز الحقيقية.
مشاركة :