النوخذة عبد العزيز إبراهيم المشعل مثال للشهامة والحكمة

  • 7/4/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

ما أجمل الشهامة عندما تزينها الحكمة؛ فالحكمة تميز صاحبها برجاحة العقل وحسن التفكير في المواقف العصيبة والمحن الشديدة، وتأتي الشهامة لتكمل صفات المروءة والنخوة فيكون صاحبهما ذا حظ عظيم.وقد تعددت المواقف التي تدل على تحلي أهل الكويت الكرام بالشهامة والحكمة، وهذا ما سوف نستعرضه في هذه المواقف الواقعية، التي توضح ما اتسم به التاجر الكويتي في كويت الماضي من شهامة ومروءة ورجاحة عقل، وكان ذلك من صور توفيق المولى سبحانه وتعالى لهم.وفيها يقول الكاتب سعود الديحاني (في مقالة نشرت تحت عنوان: «النوخذة عبدالعزيز إبراهيم المشعل خاض أهوال البحر بشقّيه الغوص والسفر الشراعي» ـ جريدة الراي ــ 5 نوفمبر 2010م)، عن النوخذة عبد العزيز إبراهيم المشعل، رحمه الله تعالى: «عند حدوث نكبة الغوص خرج البحارة مطلوبين، وكل منهم مطالب بسداد ما لحق به من دين، حيث يقضي قانون الغوص بالتزام «البحرية» (البحارة) بدفع السلف، التي يقبضونها من النواخذة قبل دخولهم الغوص في الموسم الجديد، وهذه القوانين والأعراف ثابتة ومعروفة لدى من عمل في هذه المهنة من أهل الكويت، لكن النوخذة عبدالعزيز المشعل رحمه الله تعالى قام بما طمأن فؤاد بحارته، ولاحت أَسارير الفرح في محياهم، حين أعفى جميع من ركب معه من دين المطالبة، وكل ذلك من شهامته وكرمه وتقديراً لبحارته ووفاءً لهم». أما عن حكمة النوخذة عبد العزيز المشعل ورجاحة عقله، فيستطرد الكاتب سعود الديحاني سارداً أحداث هذه المواقف، وفيها: «لعل أفضل رحلة ذُكر بها النوخذة عبدالعزيز إبراهيم المشعل هي التي ذكر تفصيلاتها النوخذة عيسى بشارة في روزنامته رحلة 10 عام 1941، فقد التقى النوخذة عيسى بشارة بالنوخذة عبدالعزيز المشعل بالقرب من جزيرة «قيس»، وهما في طريقهما إلى بندر اليمن الجنوبية، فقام النوخذة عبدالعزيز المشعل بزيارة إلى زميله النوخذة عيسى بشارة في سفينته، ثم أبحرا معا حتى بندر اليمن، حيث باعا ما لديهما، ثم أبحرا معاً إلى الساحل الأفريقي الشرقي بالقرب من الساحل الصومالي الشرقي مقابل جزيرة «سقطرة»، ثم انقطعت حبال الشراع في سفينة النوخذة عيسى بشارة، فقام النوخذة عبد العزيز إبراهيم المشعل بجره وراءه حتى تم إصلاح الحبال، ثم واصلا مسيرتهما حتى بندر «لاموه»، حيث قابلا النوخذة محمد بورحمة هناك، وبعد أن شحنوا سفنهم بأعمدة «الجندل» خرجوا معاً واحداً خلف الآخر من بندر «لاموه» في رحلة العودة الى الكويت، وقد روى النوخذة عيسى بشارة تفصيلات هذه الرحلة، التي توضح حكمة النوخذة عبد العزيز إبراهيم المشعل وشهامته في الوقوف إلى جوار أصحابه في المواقف الصعبة».ومن الجدير بالذكر هنا في هذا المقام أن نذكر ما تمتع به النوخذة عبدالعزيز إبراهيم المشعل من حب لوطنه العزيز الكويت، وبيان جانب من كرمه ومؤازرته هو ولفيف من تجار ونواخذة الكويت الكرام في ذلك الوقت، ومساهمتهم الجادة في استقرار كيان وطنهم الكويت، وتثبيت دعائمه، حيث ذكر النوخذة عبد العزيز ابراهيم المشعل في الدفتر المخصص لأهل الكويت وأهل الغوص في عهد الشيخ مبارك الصباح، والذي كان يسجل به تبرعات وأرباح أهل الغوص، والتي كانت تسمى «القلاطة»، فقد كانوا يمدون الخزينة بما تجود به أنفسهم الكريمة من مالهم الخاص، فضلاً عن تبرعهم ببعض أرباحهم من الغوص، بالإضافة إلى سهمهم الأساسي (القلاطة) من الغوص للمساعدة على استقرار كيان هذا البلد الكريم ونهضته وتقدمه، كذلك ذكر في دفتر حاكم الكويت الشيخ مبارك الصباح في شهر شعبان سنة 1330هـ الموافق شهر 8 من عام 1912م.كانت هذه المواقف مجموعة من المقتطفات الرائعة عن أحد نواخذة الغوص المشهورين، وهو النوخذة عبدالعزيز إبراهيم المشعل رحمه الله تعالى، التي حملت بين طياتها الكثير من المعاني الطيبة، وأظهرت ما تحلى به أهل الكويت الكرام في كويت الماضي من شهامة وحكمة وكرم ووطنية، فكانوا نماذج رائعة وقدوات حسنة لمن جاء من بعدهم حتى يسيروا على دربهم ويسلكوا نهجهم.رحمهم الله جميعاً رحمة واسعة وجعل مثواهم جنات النعيم.د. عبد المحسن الجارالله الخرافيajkharafi@yahoo.com www.ajkharafi.com

مشاركة :