سليمة لبال | هل نشهد تحولا في دور تطبيقات التراسل الاجتماعي كالمسنجر وواتس آب ولاين وفايبر وتيلغرام التي يبدو أنها قد تحولت إلى وسائل إعلامية جديدة؟ هذه من بين اهم النتائج التي انتهى اليها تقرير معهد رويترز عن وسائل الاعلام الالكترونية لعام 2018. شملت الدراسة التي نشرت نتائجها صحيفة لوفيغارو الفرنسية 30 دولة من دول أوروبا وآسيا والولايات المتحدة، وأكدت تراجع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومات، حيث تراجعت النسبة من 51 في المئة إلى 45 في المئة في الولايات المتحدة في ظرف عام واحد، وفي المقابل ارتفعت نسبة استخدام تطبيقات التراسل الاجتماعي في مشاركة الاخبار والمقالات، فــ 45 في المئة من الماليزيين على سبيل المثال يستخدمون الواتس آب لقراءة الاخبار بارتفاع بنسبة 3 في المئة في ظرف عام، وفي تركيا ارتفعت النسبة بــ 5 نقاط لتصل إلى 30 في المئة، بينما ارتفعت النسبة في الدول الاوروبية نقطتين. وأشار معهد رويترز إلى تراجع استخدام فيسبوك للاطلاع على الاخبار من 42 في المئة إلى 36 في المئة في سنة، أي بتراجع ست نقاط، غير أن الانخفاض الاهم، شهدته الولايات المتحدة (بتسع نقاط لتصل النسبة إلى 39 في المئة). ولا يعود سبب هذا التراجع الى الخوارزمية الجديدة التي اعتمدها فيسبوك منذ بداية 2018، وذلك أن المعلومات التي اعتمدت عليها الدراسة تعود إلى عام 2017، ووفق معهد رويترز فإن مستخدمي فيسبوك باتوا يشعرون بعدم الراحة في الموقع الذي اصبح يضم افرادا من العائلة وزملاء في العمل ومعارف قدامى وآخرين جدد، ولوحظ تراجع استخدام الموقع لدى الفئة العمرية ما بين 18 و24 سنة بين عامي 2016 و2018 بــ 14 نقطة، ولدى الفئة العمرية ما بين 25 و34سنة بــ 12 نقطة. وفي هذا السياق بدأ النزوح نحو تطبيقات التراسل الاجتماعي لتبادل الاخبار. تحد كبير يبدو هذا الاتجاه مسيطرا لدى الدول التي تعد فيها القضايا السياسية من الأمور الحساسة، فالتطرق إلى أي موضوع سياسي في فيسبوك يمكن أن يعرّض صاحبه للخطر، في تركيا أو سنغافورة أو ماليزيا أو هونغ كونع، لذلك بينت الدراسة أن هذه الدول تشهد ارتفاعا في نسبة استخدامات هذه التطبيقات التي تعتمد على المراسلات الخاصة لتبادل الاخبار، بسبب ما توفره من أمان، وكونها تسمح لمجموعات ضيقة، يثق اصحابها ببعضهم بتبادل أي نوع من الاخبار. ووفق تحقيق رويترز فإن موقع فيسبوك لا يزال يستخدم للعثور على الخبر وقراءته، بينما تستخدم تطبيقات التراسل في الحديث عن الاخبار والمقالات مع المقربين، وهو ما يشكل تحديا كبيراً ومزدوجاً بالنسبة لوسائل الاعلام. وتؤكد دراسة رويترز أهمية وثقل تطبيقات التراسل الاجتماعي في الوصول الى الاخبار، حيث اصبح ثلثا المستخدمين يفضلون المنصات الالكترونية كشبكات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث لمتابعة الاحداث، واما الاستثناء الوحيد الذي اظهرته الدراسة فهو حالة الدول الاسكندنافية التي لا يزال ما بين 50 الى 65 في المئة من المستخدمين يزورون المواقع الاخبارية مباشرة للاطلاع ع#x200d;لى الحدث والاخبار، وفي هذه الدول تشير الدراسة الى ان علاقة المواطنين بوسائل الاعلام لم تنقطع، بسبب ميلهم للدفع مقابل الحصول ع#x200d;لى الاخبار، فثلث النرويجيين على سبيل المثال يملكون اشتراكا في وسيلة اعلامية مقابل 11 في المئة من الفرنسيين.
مشاركة :