آمال تجار الأردن معلقة على عودة الحياة إلى المعابر السورية

  • 7/4/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الرمثا (الأردن)- يعلق الأردنيون آمالا كبيرة على عودة نشاط “السوق السوري” بمدينة الرمثا المحاذية للحدود السورية، والذي يعد من أهم الأسواق التجارية بالبلاد، مع اقتراب سيطرة النظام في دمشق على الحدود الجنوبية. وتم إطلاق الاسم على السوق الواقع في وسط المدينة بين الأحياء السكنية، كونه كان يعتمد قبل الحرب السورية على البضائع القادمة من الجانب الآخر من الحدود. ويمكن من ذلك المكان رؤية أعمدة دخان متصاعد من مدينة درعا القريبة، والتي تتعرض لقصف عنيف منذ أكثر من أسبوعين، في ظل معارك بين الجيش السوري وفصائل معارضة، في محاولة بين الجانبين للسيطرة عليها. ويقول نصر مخادمة، الخمسيني، الذي كسا الشيب رأسه والجالس على كرسي أمام باب محله في السوق، لوكالة الصحافة الفرنسية إن “أيام العز ستعود”. ويضيف “في البداية، كنّا نعتقد أن القضية تتعلق بالحرية، وتعاطفنا مع السوريين، لكن اتضح أنها لعبة عالمية دمرت سوريا ودمرت الأردن والشرق الأوسط كله”. ثم يقول بحزم “أتمنى استعادة الجيش السوري السيطرة اليوم قبل الغد”. وشكل إغلاق معبر جابر نصيب في أبريل 2015، بسبب المعارك على الجانب السوري، وهو آخر معبر رسمي كان مفتوحا بين البلدين، ضربة موجعة للاقتصاد الأردني. ويقول رئيس غرفة تجارة الرمثا عبدالسلام ذيابات إن “التبادل التجاري وحركة السفر والبضائع بين البلدين وبالاتجاهين كانا ممتازين حتى عام 2011 وأدخلا المئات من الملايين للدولة سنويا”. وأوضح أن أكثر من 4 آلاف محل تجاري في المدينة كانت تعتمد على البضاعة السورية، وكانت ألفا سيارة نقل صغيرة تنتقل إلى سوريا يوميا وتعيش من ورائها أكثر من ألفي أسرة. عبدالسلام ذيابات: فتح الحدود السورية سيحرك اقتصاد الرمثا، وسينتعش الأردن عموماعبدالسلام ذيابات: فتح الحدود السورية سيحرك اقتصاد الرمثا، وسينتعش الأردن عموما ويرى أن استعادة “الدولة السورية السيطرة على الحدود والمعابر ستحرك اقتصاد الرمثا بشكل خاص، وسينتعش الأردن بشكل عام”. وتراجع التبادل التجاري تدريجيا بين الجارين إلى مستويات قياسية منذ اندلاع الأزمة السورية، بينما كان يبلغ في العام 2010 حوالي 615 مليون دولار. ويردد مخادمة، بينما يرتب بضائع في محله، “نعم ستعود أيام العز، عشنا أياما جميلة قبل إغلاق الحدود، السوق السوري تعب وتراجعت حياتنا.. استعادة الجيش السوري للحدود والمعابر ستنعش أسواقنا وتبعث فينا الأمل”. وكانت الحدود شريانا مهما للاقتصاد الأردني، إذ كانت تصدر عبرها بضائع محلية إلى تركيا ولبنان وأوروبا وتستورد بضائع سورية ومن تلك الدول، فضلا عن السياحة. ويرتبط سكان مدينة الرمثا بعلاقة خاصة مع سوريا، وتوجد علاقات مصاهرة وتجارة وشراكة مع أهل درعا. وخلال سنوات الحرب حلّت البضائع الصينية محل البضائع السورية في العشرات من المحلات القائمة في أسفل أبنية قديمة تمتد على جانبي الشارع في السوق السوري. وتتنوّع بضاعة هذه السوق من المواد الغذائية (الأجبان والألبان والمخللات…) إلى مواد التنظيف والملابس والأقمشة وغيرها من السلع الاستهلاكية. ويؤكد عاصر البالغ من العمر 32 عاما، وهو صاحب مخبز يعبق برائحة خبز الطابون التقليدي، أن “السوق مات”. ويضيف بينما يعاون صهره السوري القادم من درعا في ترتيب الخبز “السوق كان يعج بالحركة… لكن منذ إغلاق الحدود اختلف الوضع تماما”. ويقول أبونائل، صهره الثلاثيني، “كنت آتي إلى هنا قبل إغلاق الحدود، كان السوق يعج بالزبائن من مختلف مناطق الأردن ولا تجد مكانا لركن سيارتك”. ويرى أن الجميع سيستفيد من إعادة فتح الحدود، “من سائق سيارة الأجرة إلى صاحب المحل إلى رجال الجمارك”. ويجمع محللون وتقارير دولية على أن الاقتصاد الأردني يعاني من مشاكل هيكلية مزمنة وأن السلطات تواصل منذ سنوات ترقيع تلك المشاكل بالاعتماد على المساعدات الدولية دون أن تقدم الحكومة علاجات حاسمة للمشاكل الكثيرة والمختلفة. ويعتبر مدير مركز “الفينيق” للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية أحمد عوض أن أحد أهم أسباب الأزمة الاقتصادية هو إغلاق الحدود مع سوريا. وفاقم إغلاق الحدود مع سوريا بعد إغلاق الحدود مع العراق لفترة طويلة، الشريكين التجاريين الأهم بالنسبة للأردن، من صعوبة وضعه الاقتصادي. وتتركز مشاكل اقتصاد البلاد في ضعف الإنتاجية وارتفاع عجز الموازنة والدَّين العام ومستويات الفقر والبطالة، وهو بحاجة ماسة إلى تعزيز دور الاستثمارات المحلية والأجنبية وتنويع الاقتصاد ومصادر إيرادات الموازنة. ووفق البيانات الرسمية، فإن ديون عمّان تجاوزت حاجز 38 مليار دولار، أي بنسبة تفوق 95 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي. ويقول مدير مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي، إنه من المؤكد أن الأردن يفضل استعادة الجيش السوري السيطرة على الحدود والمعابر تمهيدا لفتحها، مذكرا بالموقف الرسمي ومفاده “لن نفتح الحدود إلا بوجود مؤسسات الدولة السورية على الجانب الآخر”. ويشير إلى أن هناك ما يشبه توافقا إقليميا ودوليا على أن النظام السوري يجب أن يعيد السيطرة على الحدود الجنوبية.

مشاركة :