بين المدن وبين القرى هنالك بيوت لا تملك سقفاً، سقفاً يحميهم من تغيرات الجو.. سقفاً يستر عليهم وعلى أمورهم العائلية.. سقفاً لا يحميهم من أشعة الشمس الحارة وبرودة الجو وأمطارها... أتعلمون من هم أولئك؟ إنهم الذين يتحدثون عن أمورهم العائلية.. أولئك الذين سيطرت عليهم التكنلوجيا وأصبحوا يعلنون حياتهم الخاصة لكل شخص، ويسمحون له برؤية طعامهم وملابسهم وأطفالهم وحتى مشاجراتهم وأمورهم العاطفية.. فإلى أي حد وصلت تلك النوعية من البشر؟.. ألم يقال بأن للبيوت أسرار.. ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نداري أمورنا بسر وكتمان... وبعد كل ذلك تتذمر تلك الفئة من اصابتها «بالعين»، بعدما أصبحت حديث للشعب والمحيطين بها. من ملك شيئاً لا يتباهى به، ومن سعى لشيء يحتفظ به، ومن يريد الله يزيد خيره، لا يعلن للكل عن خيرات أعدها الله له ليتعايش بها... فالوعي لابد ان ينتشر، كم منا نشر شيئاً وببضع دقائق فقده! كم منا نشر شيئاً جميلاً بحياته وببضع أيام خسر ذلك الشيء.. داروا أموركم واحرصوا على الحمد لرب العباد وشكره، لا تتباهوا به ولا تفشوا أسراركم.. فحياتكم ملك لكم كي تعيشوها بهناء ليس للغير.. فماذا سيستفيد الغير إن علم كم ملكت انت او ماذا لديك؟ وماذا سيضيف لك ان علم؟ لا شيء. إياك عزيزي القارئ ان تخضع لأمور دنيويه وإياك ان تنسى بأن حياتك لابد ان تحميها من تقلبات الدنيا ومضارها... ابنِ لنفسك سقفاً يحميك من الأمور التي ستجعلك حزيناً.. فهي دنيا فانية... حافظ على ذاتك وعلى ما أحببت.] في العباسي
مشاركة :