أعلنت مبادرة بيرل -وهي مؤسسة غير ربحية معنية بتعزيز مستويات الحوكمة المؤسسية في منطقة الخليج- عن نتائج الاستبيان الذي أجرته حول مؤسسات العطاء الاجتماعي والمؤسسات غير الربحية الخليجية، مؤكدةً أن هناك حاجة إلى تعزيز ممارسات الحوكمة بالقطاع الخليجي. ويهدف الاستبيان بعنوان "حالة الحوكمة في قطاع العطاء الاجتماعي.. منطقة الخليج" الذي عُقد بالتعاون مع مؤسسة الملك خالد الخيرية، وبدعمٍ من مؤسسة "بيل ومليندا جيتس"، إلى جمع المعلومات واستعراض آراء العاملين في المؤسسات، بخصوص المساءلة والشفافية. وشارك في الاستبيان 50 مشاركًا من ممثلي الشركات العائلية والشركات الخاصة التي تشارك بانتظام في أنشطة العطاء الاجتماعي، بجانب ممثلين من الجهات المانحة والمؤسسات غير الربحية من مختلف أنحاء منطقة الخليج. ومثلت المؤسسات التي تقدم التمويل، وتتولى تنفيذ البرامج معًا، نسبة 50% من الجهات المشاركة في الاستبيان، فيما كانت نسبة المؤسسات غير الربحية التي تتولى تنفيذ البرامج باستخدام المنح والتبرعات 38%، ومثلت الجهات التي تقدم التمويل فقط للمؤسسات غير الربحية نسبة 12%. وفي ضوء الدراسة البحثية الأخيرة التي أشارت إلى الزيادة في تطبيق ممارسات الحوكمة في قطاع العطاء الاجتماعي والعمل غير الربحي؛ تبين أن 61% من الجهات المانحة تعتبر الشفافية عاملًا مهمًّا جدًّا يتم النظر فيه عند اتخاذ القرار بشأن منح التمويل. ومن المنطلق نفسه، أفاد 90% من ممثلي الجهات المانحة بأن جهاتهم تعمل على تقييم أثر برامجها وأنشطتها، فيما أشار 86% من ممثلي الجهات المنفذة إلى أن جهاتهم تطبق مبدأ الشفافية. وفي إطار تأكيد الاهتمام المتزايد بقضايا الحوكمة في المنطقة، أشارت نسبة 80% من ممثلي الجهات المانحة، إلى أن وجود مجلس إدارة يعد من العوامل الرئيسة التي تتم دراستها عند تقديم التمويل للجهات المنفذة. وفي ظل العمل لتلبية توقعات وأولويات الجهات المانحة، تبين أن 4 مؤسسات من كل 5 مؤسسات غير ربحية لديها مجلس إدارة. وأشارت نسبة 93% من تلك المؤسسات إلى أن لديها نظام تدقيق مستقلًّا، أو تعتزم تشكيله خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة. ومن منطلق الاهتمام المتزايد بوضع المسائل المرتبطة بالحوكمة ضمن قائمة أولويات قطاع العطاء الاجتماعي والعمل غير الربحي؛ يرى 82% من المشاركين أن مؤسساتهم يمكنها الارتقاء بمستوى تطبيق مبادئ الحوكمة لديها. ورغم أن 85% من المشاركين في الاستبيان من المؤسسات غير الربحية يرون أن الجهات التي يمثلونها تلتزم بمبدأ الشفافية، فإن هناك تخوفًا لدى الجهات المانحة تجاه قيام مؤسسات العطاء الاجتماعي والمؤسسات غير الربحية بمشاركة معلوماتها داخليًّا لا خارجيًّا مع الجهات المانحة والجمهور؛ وذلك عبر تقاريرها السنوية والبيانات التي تنشرها على مواقعها الإلكترونية. وقالت المديرة التنفيذية لمبادرة بيرل كارلا كوفيل: "تتفق جميع الجهات العاملة في بيئة العطاء الاجتماعي والعمل غير الربحي في منطقة الخليج على أهمية تنفيذ ممارسات الحوكمة الرشيدة؛ إذ إن قادة القطاع لم يكتفوا باتخاذ خطوات لتطبيق ممارسات الحوكمة الرشيدة فحسب، بل يبحثون أيضًا عن طرق لتحسينها وقياس أثرها". قال مدير شراكات العطاء الاجتماعي لدى مؤسسة "بيل ومليندا جيتس" روبرت روسين: "يسعدني أن أرى هذا الحماس وهذه الطاقة الموجهة نحو قياس الأثر. إن بناء الثقة والمساءلة تعد من العوامل المهمة لضمان ازدهار قطاع العطاء الاجتماعي، كما يعد قياس أثر تمويل أنشطة وبرامج العطاء الاجتماعي وإعداد التقارير بشأنها هو حجر الزاوية لبناء الثقة. وفي تعقيبها على نتائج الاستبيان، قالت رئيسة شؤون الاستراتيجية لدى مؤسسة الملك خالد الخيرية الدكتورة ناتاشا ماتيك: "من أهم النتائج التي يمكن استخلاصها من هذا الاستبيان، أنه على الرغم من وجود إحساس كبير بالمسؤولية والإيثار في مختلف دول المنطقة، فإنه لا تزال هناك حاجة إلى تفعيل المزيد من عناصر الحوكمة، مثل الرؤية والرسالة ومجلس الإدارة والضوابط الداخلية ومدونة السلوك بما يسهم في تقديم الدعم لإدارة جميع الجهات المعنية في بيئة العطاء الاجتماعي". وعقدت مبادرة بيرل مجموعة من حلقات النقاش جمعت بين ممثلين من الشركات العائلية والشركات الخاصة والجهات المانحة والمؤسسات غير الربحية من أجل مناقشة الوضع الحالي لتطبيق مبادئ الحوكمة في قطاع العطاء الاجتماعي والعمل غير الربحي، والتحديات والفرص المرتبطة بتبني أفضل ممارسات الحوكمة.
مشاركة :