كشفت "سفلز"، المزود الرائد للخدمات العقارية في منطقة الشرق الأوسط، عن أحدث تقاريرها الذي تضمن تحليل سوق المكاتب ومساحات العمل المشتركة في مملكة البحرين. ويستعرض التقرير نمو توجه المساحات المكتبية المرنة الذي يكتسب زخما كبيرا في مختلف المدن العالمية الكبرى، وتوجه هذا القطاع في البحرين. وبحسب الشركة، فقد سجلت سوق المكاتب في البحرين أداء ضعيفا إلى حد كبير خلال الأعوام القليلة المنصرمة، إذ تنعكس آثار التباطؤ الاقتصادي بصورة واضحة على السوق العقارية في المملكة. كما انخفضت معدلات الإيجار ضمن أسواق المكاتب الرئيسية مثل مرفأ البحرين المالي وضاحية السيف، حيث تراجع المعدل الوسطي للإيجار بنسبة 8% على أساس سنوي. وأدت عوامل الزيادة المطولة في العرض وتراجع الطلب في تحول السوق لصالح المستأجرين، وهو ما دفع بعض المالكين والمطورين إلى تقديم حوافز سخية بغرض المحافظة على المستأجرين القائمين وجذب المستأجرين الجدد. وبالإضافة لذلك، تبذل الشركات جهودا حثيثة لتلبية احتياجات الموظفين، بما يشمل توفير بيئة أفضل للعمل التعاوني. وفي هذا الصدد، قال هاشم كاظم، المدير المساعد لرئيس قسم الخدمات الاحترافية لدى شركة "سفلز البحرين": "ما تزال حالة عدم التوازن بين العرض والطلب قائمة في سوق المكاتب التجارية في البحرين. وتواصل السوق أداءها المتراجع خلال الربع الثاني مع العام الجاري، مع انخفاض معدل إيجارات المكاتب بصورة عامة بين 5% إلى 8% على أساس سنوي. ورغم ذلك، تبدي السوق دلائل انتعاش إيجابية مع ثبات معدلات الإيجار في بعض المناطق، وانحسار هبوطها على أساس سنوي في مناطق أخرى. هذا وتمحورت غالبية الاستفسارات والصفقات حول المساحات المكتبية الصغيرة ومتوسطة الحجم. وفي الواقع، تسجل السوق طلبا محدودا على المساحات المكتبية الكبيرة، باستثناء بعض الشركات الضخمة التي تؤسس مقرات لها في البحرين. وبالتالي، أصبح من الضروري للمطورين والمالكين الاطلاع على التوجهات العالمية وتكييف عروض الخدمات المحلية معها". وبالرغم من حداثة عهده في المنطقة، أصبح قطاع المساحات المكتبية المرنة، بما فيها مساحات العمل المشتركة، يشكل قوة تغيير بارزة في مشهد العقارات المكتبية. ويخضع القطاع حاليا لهيمنة اللاعبين المحليين أو المشغلين المتخصصين، ويشغل قسما صغيرا نسبيا من إجمالي المكاتب المنجزة ضمن الأسواق المتقدمة. وتشير تقديرات "سفلز" إلى أن مساحات العمل المشتركة في مدينة لندن - والتي تعد أكبر أسواق عقارات العمل المشتركة في العالم - شكلت نسبة 7.6% من إجمالي المكاتب في مركز المدينة بنهاية عام 2018. ومن جانب آخر، تشهد مملكة البحرين نموا قويا لثقافة ريادة الأعمال، حيث يسجل قطاع الشركات الناشئة نموا متسارعا بالتوازي مع توافر بيئة ملائمة ومنظومة دعم متميزة لهذا القطاع، ما أسهم في ارتفاع أعداد الشركات الناشئة بنسبة 46.2% خلال السنوات الثلاث المنصرمة. وبهذا السياق، تضم منصة "ستارت أب بحرين" حاليا 119 شركة ناشئة مبتكرة، إلى جانب 34 من المسرعات وحواضن الشركات ومساحات العمل المشتركة، والتي تتلقى دعما من عدد من الهيئات الحكومية. بالإضافة لذلك، أطلقت المملكة صندوق الصناديق "الواحة" برأسمال يبلغ 100 مليون دولار أمريكي للاستثمار في شركات التكنولوجيا الناشئة. وقال هاشم كاظم: "يتمثل العامل الأبرز لنمو قطاع مساحات العمل المرنة والمشتركة في تزايد التعداد السكاني من شريحة الشباب المتعلم، وانتشار ثقافة ريادة الأعمال، إلى جانب السياسات الحكومية التقدمية والداعمة، والتكلفة التشغيلية المنخفضة ومعدلات رضا الموظفين الأعلى التي تقدمها هذه الخيارات بالمقارنة مع المساحات المكتبية التقليدية". وأضاف كاظم: "رغم ذلك، قد لا تناسب مقاربة المساحات المرنة جميع الحالات، إذ ما تزال تنطوي على مخاطر وتحديات محتملة تتعلق بتأجيرها وتشغيلها. وبالاعتماد على احتياجات الشركات، قد تحظى نواحي الأمان والخصوصية بالأولوية ضمن بعض القطاعات، وبالتالي قد لا تلائمها خيارات المساحات المكتبية المرنة. ورغم ذلك، نثق بأن المكاتب التقليدية ستخضع لتغيرات مستمرة بغرض تزويد العاملين ببيئة عمل متكاملة. وعبر التأقلم مع هذا التوجه، سيتمكن المطورون والمالكون من جني الأرباح على المدى الطويل".
مشاركة :