توسكاني 20 شوال 1439 هـ الموافق 04 يوليو 2018 م واس قام معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى, بعدد من الزيارات واللقاءات في إقليم توسكاني الإيطالي، بحث خلالها مع القيادات الدينية والفكرية والسياسية شؤون التبادل الحضاري ومن ذلك الحوار بين اتباع الأديان والثقافات وفق مبادرات وبرامج فاعلة وملموسة الأثر بحيث تنعكس واقعاً على أهدافها بأداء مترسخ ومستدام. كما استعرض معاليه موضوعات الجالية المسلمة في الإقليم ومتطلبات اندماجها الوطني الإيجابي، ووقف على بعض ملامح الإرث العريق لإقليم توسكاني الذي يعد المعقل التاريخي للفكر والنتاج الثقافي في أوروبا والبوابة التي دخلت منها القارة الأوروبية إلى عصر النهضة الحديثة. واستهل معالي الدكتور العيسى زيارته, بلقاء رئيس مجلس إقليم توسكاني إجينيو جياني في مدينة فلورنسا عاصمة الإقليم، أعقبه جلسة مباحثات تناولت مبادرات رابطة العالم الإسلامي في تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وجهودها الحثيثة كمظلة للشعوب الإسلامية في أنحاء العالم لتحقيق الاندماج الإيجابي للجاليات المسلمة، وتجسيد متطلبات المواطنة الصالحة المنتجة، إضافة إلى بحث فُرَص الشراكة بين الرابطة ومجلس إقليم توسكاني، بما يمثله من ثقل حضاري وثقافي عريق، للدفع قدماً بثقافة الحوار والتعاون بين الدول والشعوب، ونشر ثقافة التفاعل على أساس إنساني مجرد من الأهواء والأحكام المسبقة والمخاوف الوهمية المتبادلة. كما التقى معالي الأمينُ العامُّ للرابطة بعُمدة مدينة سيستو فرينتينو الإيطالية لورنزو فلاتشي، مثمناً معاليه اقتراحه بإيجاد ملتقيات ثقافية مع العالم الإسلامي. وقدم شكره العميق لعمدة مدينة سيستو فرينتينو وبلديتها التي جسدت مبادرة حضارية وقيمية عليا بتقديمها ابتداء اقتراح إنشاء المسجد الكبير للجالية المسلمة في المدينة ليضاف للرموز الحضارية في الإقليم وإيطاليا عموماً مؤكداً حرص الرابطة على أن تستقل الجالية الإسلامية بتدبير شؤونها الدينية وفق ما يناسبها ويوائم أحوالها بالتعاون المباشر والمستمر مع حكوماتها الوطنية دون تدخل خارجي من أي جهة أياً كانت وأياً كان نوع التدخل، مشيراً إلى أن هذا مبدأ مهم من مبادئ الرؤية المتجددة لرابطة العالم الإسلامي. وأكد معاليه أن الخطأ يبدأ من إملاء أساليب معينة قد لا تناسب وضعية كل جالية مكاناً وحالاً من قبل جهات أخرى ومهما يكن من استطلاع تلك الجهات الخارجية فإنها لن تدرك أبعاد ومكامن خصوصية ومصلحة كل جالية وبخاصة مع حكوماتها الإقليمية وبما ينسجم كذلك مع سياسية الحكومة المركزية، مقدماً شكره إلى أبرشية فلورنسا التي وافقت على الطلب المقدم من البلدية وليس من الجالية الإسلامية لإنشاء المسجد الكبير على أرض تبلغ مساحتها أحد عشر ألف متر مربع من ممتلكات الأبرشية الكنسية، بما جسد مستوى الوئام الوطني الإيطالي واحترام تنوعه. والتقى معالي الدكتور العيسى عقب ذلك عمدة مدينة فلورنسا داريو نارديلا، بحث معه فرص التعاون المتبادل في نشر ثقافة التواصل الحضاري على كافة مساراته المطروحة في الحوار، وكذلك احتياجات الجالية المسلمة في المدينة، وآفاق تعزيز اندماجهم في النسيج المجتمعي، وتقديمهم أنموذجاً إيجابياً لقيم المواطنة الفاعلة بوصفهم مواطنين إيطاليين، والتأكيد على أن أي خطأ يعد محسوباً على صاحبه ولا تتحمله الجالية فضلاً عن أن ينسب للإسلام والمسلمين، مؤكداً أنه لا يوجد دين في أصله متطرف لكن لا يخلو أي دين من وجود متطرفين. كما تناول معاليه تعزيز الثقة بين أتباع الأديان والثقافات وأن هذه عنصر مهم في السلام والوئام الديني والمجتمعي وأن الرهان الأول لدى المتطرفين والإرهابيين يركز على النيل من هذه الثقة، مشيراً إلى أن التطرف السياسي اليميني لا يقل خطورة في هذا عن التطرف المقابل له؛ لكونه يعمل ضد هذه القيم الإنسانية ومتطلبات تعايشها الضروري والذي يقابله الصدام والصراع والتأجيج وعلى هذا رهان الشر. كما التقى معاليه بأعضاء جمعية "ميتنق" في مدينة فلورنسا الإيطالية، وبحث معهم عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وقدموا لمعاليه طلباً بإلقاء محاضرة في لقائهم العالمي القادم الذي يحضره سنوياً على مدى أسبوع عمله أكثر من سبعين ألف من أنحاء العالم. // يتبع // 14:25ت م 0090 عام / أمين رابطة العالم الإسلامي يلتقي قيادات دينية وسياسية وفكرية بإقليم توسكاني الإيطالي / إضافة أولى واخيرةوبحثت لقاءات الدكتور العيسى مع قادة الفكر والسياسة في الإقليم، مبادرة رابطة العالم الإسلامي حول تعزيز برامج الاندماج الوطني الإيجابي للأقليات الدينية والثقافية بمختلف تنوعها وتعددها وبشكل مستمر، وهي التي تبنى خطوطها العريضة مؤخراً المؤتمر الدولي للسلام بين أتباع الأديان المنعقد في مقر جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة. وشهد برنامج زيارة أمين عام رابطة العالم الإسلامي، زيارة السيناقوق التاريخي في فلورنسا، حيث التقى رئيس الأحبار في المدينة الحاخام الأكبر اميدايو سبانيوليتي، ورئيسة الجالية في المدينة دانييلا ميزوري. وتلقى الدكتور العيسى تقديرهما العميق لمبادرة رابطة العالم الإسلامي في استنكار الجريمة النازية البشعة المسماة بالهولوكوست، ورسالة التضامن التي تجسد القيم الإنسانية والدينية العليا التي بعثها معاليه لمديرة المتحف التذكاري للهولوكوست بأمريكا، مشدداً فيها على أن "الهولوكوست جريمة نازية هزت البشرية في العمق وأسفرت عن فظائع يعجز أي إنسان منصف ومحب للعدل والسلام أن يتجاهلها أو يستهين بها". وجدد معالي الدكتور العيسى تأكيده على أن الإسلام يحمي جميع الأبرياء وضد تلك الجرائم وكافة الجرائم وخاصة الجرائم العنصرية والعرقية وذات الطابع المحسوب على الأديان ، ويحاسب كل من يعتدي على نفس بريئة، ويصنف قاتلها في مرتبة مماثلة لمن قتل الناس جميعاً. كما تطرق اللقاء إلى ضرورة تكثيف جهود أتباع وقادة الديانات في التصدي للعنف المرتكب باسم الدين بأي شكل كان وتحت أي ذريعة ومن أي جهة كانت، والعمل معاً من أجل مكافحة التطرف بكافة أشكاله، ونشر ثقافة الحوار ورفع الوعي بالقيم الدينية الرفيعة الرافضة للعنف والداعية للتسامح والوئام، وتفهم سنة الخالق القدير في الاختلاف والتنوع والتعدد. كما التقى معاليه برئيس أساقفة كنيسة فلورنسا الكاردينال جيوسيب بيتوري، في استقبال رسمي حضره رئيس معهد فلورنسا للحوار الحاخام الدكتور جوزف ليفي، ونائبه الدكتور القس الكاثوليكي آندريا بيلاندي، وعضو المعهد جيورجي آنغار. وشهد اللقاء اجتماعاً أكد أهمية رفع الوعي وتعزيز الحوار وعقد اللقاءات والمنتديات المشتركة بين أتباع الديانات والثقافات وقادة الفكر بمن فيهم ذوي الطرح السياسي والديني للحد من التطرف والتطرف المضاد، وتعزيز التفاهم السلمي والإنساني والتفاعل الإيجابي بين المجتمعات الإنسانية، والتصدي لأسباب العنف والكراهية والصدام الحضاري الذي يتطلب من الجميع اليقظة لمخاطره التي ربما تجاهلتها مزايدات الانتخابات السياسية فأثرت على الجماهير المسالمة بخطبها التهييجية المثيرة للمشاعر، والعمل على دعم ونشر القيم الداعية لتفهم طبيعة الاختلاف والتنوع والاحترام المتبادل والتعايش والتعاون مع الجميع، ونشر ثقافة العفو والتسامح والتقارب الوطني والإنساني عموماً. واستعرض الاجتماع أيضاً، الاتفاقات واللقاءات التي عقدتها رابطة العالم الإسلامي في هذا الشأن مع معهد فلورنسا وكنسية فلورنسا وغيرها، التي لاقت أصداءً إيجابية من مختلف القيادات السياسية والدينية والفكرية في العالم، وتوجت بمبادرات وشراكات وتحالفات تاريخية. كما زار معالي أمين عام رابطة العالم الإسلامي مسجد التقوى في فلورنسا، والتقى بعدد من القيادات الإسلامية في المدينة، وناقش أحوال الجالية الإسلامية وأنشطتها الدينية والوطنية. وفي السياق نفسه، استضافت الجامعة الأوروبية للدراسات العليا في فلورنسا التابعة للاتحاد الأوروبي الدكتور العيسى، حيث التقى المدير العام للجامعة فينشنسو غراسي، وبحث معه آفاق التعاون العلمي والأكاديمي والإنتاج الفكري المشترك، وعدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المتبادل. ثم عقد معاليه حواراً موسعاً مع قياداتها الأكاديمية، وأطلع على إرثها الذي يحتوي الأرشيف الحصري للاتحاد الأوروبي، كما تلقى دعوةً من القائمين عليها لإلقاء محاضرات في الجامعة. وختم الدكتور العيسى لقاءاته بزيارة مكتبة "لاورنتسيانا" في مدينة فلورنسا، التقى خلالها بمديرة المكتبة آنا ريتا فنتوني، وعرضت لمعاليه عدداً من الوثائق والمؤلفات الإسلامية التاريخية, منوها بجهود المكتبة في حفظ التاريخ الإسلامي والإنساني، حيث اشتملت المكتبة مخطوطات نفيسة بلغت أكثر من إحدى عشرة ألف مخطوطة عالمية، من بينها مائة مخطوط نادر للقرآن الكريم تعود للقرون الإسلامية الأولى. // انتهى // 14:25ت م 0091 www.spa.gov.sa/1781727
مشاركة :