إسلام آباد - كابل: «الشرق الأوسط» أفرجت باكستان عن سبعة من عناصر حركة طالبان الأفغانية أمس في محاولة لتحسين علاقاتها المضطربة مع كابل، إلا أن الخطوة اتخذت بطريقة قد تغضب حكومة كابل؛ ذلك أن العناصر المفرج عنهم لم يسلموا مباشرة إلى السلطات الأفغانية. وجاء الإعلان بعد زيارة قام بها الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الشهر الماضي إلى إٍسلام آباد، وطلبه من المسؤولين الباكستانيين مساعدته على بدء حوار مباشر مع المتمردين لإنهاء الحرب المستمرة منذ 12 سنة في بلده. ويريد كرزاي والولايات المتحدة من باكستان أن تسلم المتمردين مباشرة إلى السلطات الأفغانية، لكن أمس السبت أفرج عن مجموعة تضم سبعة من طالبان من السجن في باكستان. وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان: «من أجل تسهيل المصالحة الأفغانية أكثر، فإن باكستان أفرجت عن سبعة من معتقلي طالبان». وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في تصريحات منفصلة إنه جرى الإفراج عن السبعة جميعهم وبينهم قائد كبير يدعى منصور داد الله. وعندما سئل المتحدث عما إذا كانوا قد سلموا إلى السلطات الأفغانية أم إنه أفرج عنهم فحسب في باكستان، رد بقوله: «أفرج عنهم فحسب». وإضافة إلى داد الله، تضمن بيان الخارجية الباكستانية بشأن المقاتلين المفرج عنهم، سعيد والي، وعبد المنان، وكريم أغا، وشير أفضل، وغول محمد، ومحمد ضياء. وقال البيان إن الإفراج عن هؤلاء السبعة جاء «إضافة إلى 26 من معتقلي طالبان أفرج عنهم العام الماضي». وداد الله هو الشقيق الأصغر لقائد طالبان الملا داد الله الذي اشتهر بأسلوبه الوحشي وبقتل المدنيين، وكان قتل في عام 2007. وكان داد الله، قائد عمليات طالبان في جنوب أفغانستان، وراء حملة تفجيرات انتحارية وعمليات خطف أجانب وأفغان وقتل رهائن وفصل رؤوسهم عن أجسادهم. وبعد مقتله تولى منصور قيادة مجموعته. وامتنعت متحدثة باسم الرئيس كرزاي عن التعليق على عملية الإفراج الأخيرة. كما امتنعت السفارة الأميركية في كابل التي قامت بدور وساطة في مسألة السجناء عن التعليق. وقال محمد إسماعيل قاسم يار، مستشار العلاقات الخارجية في مجلس السلام الأعلى الأفغاني الذي عينه كرزاي للترويج للمصالحة، إن كابل أعطت لباكستان قائمة بمعتقلي طالبان الذين تريد الإفراج عنهم في إطار زيارة الرئيس. وامتنع عن القول ما إذا كان السبعة المفرج عنهم من طالبان وردت أسماؤهم في القائمة. ويعد دور باكستان مهما للسلام والاستقرار في أفغانستان، وهو تحد يكتسب حاجة ملحة مع اقتراب نهاية مهمة القوات الأميركية المقاتلة في عام 2014. لكن الشكوك المتبادلة بين أفغانستان وجارتها باكستان عرقلت الجهود لمواجهة التشدد في واحدة من أكثر المناطق المتفجرة في العالم. ودعمت باكستان صعود طالبان إلى السلطة في أفغانستان في منتصف التسعينات.. لكن أفغانستان تتهم باكستان منذ فترة طويلة بلعب دور مزدوج في حربها المستمرة منذ 12 عاما ضد مقاتلي طالبان. وهي تقول إن باكستان التي تواجه تمردا من طالبان أيضا تدلي بتصريحات عن السلام لكنها تسمح لعناصر من جيشها بالقيام بدور مضاد. وتنفي باكستان هذا الاتهام وتقول إنها قدمت تضحيات أكثر من أي بلد آخر في المعركة ضد التشدد، وتقر بأن لها اتصالات مع طالبان، لكنها تقول إنها ليس لها نفوذ عليها.
مشاركة :