قال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، أمس، إن الحرس مستعد لتطبيق سياسة تعرقل صادرات النفط الإقليمية إذا حظرت الولايات المتحدة مبيعات النفط الإيرانية. وكان الرئيس حسن روحاني هدد الثلاثاء بمنع شحنات النفط من الدول المجاورة إذا مضت واشنطن قدما في هدفها المتمثل في إجبار جميع الدول على وقف شراء النفط الإيراني. وأشاد الجنرال سليماني بتصريحات روحاني، قائلا إنه مستعد لتطبيق مثل تلك السياسة إذا لزم الأمر. وقال سليماني قائد العمليات الخارجية بالحرس الثوري في رسالة نشرتها وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (ارنا): «أقبّل يدك (موجها كلامه لروحاني) للإدلاء بمثل هذه التصريحات الحكيمة التي جاءت في وقتها، وأنا في خدمتك لتطبيق أي سياسة تخدم الجمهورية الإسلامية». ولم يخض روحاني في تفاصيل تهديده، ولكن سبق أن هدد مسؤولون إيرانيون بغلق مضيق هرمز، وهو مسار رئيسي لشحن النفط. وطلبت واشنطن من الدول وقف جميع واردات النفط الإيرانية اعتبارا من الرابع من نوفمبر، وإلا ستواجه إجراءات مالية أميركية ومن دون أي استثناءات. وقال مسؤول إيراني كبير بقطاع النفط، أمس، إن الضغط الذي يمارسه ترامب على الشركات الدولية لعدم شراء النفط الإيراني سيدفع الأسعار إلى الصعود، مما سيضر اقتصاد بلاده. ونقل الموقع الإخباري لوزارة النفط الإيرانية على الإنترنت (شانا) عن محافظ إيران لدى أوبك حسين كاظم بور أردبيلي قوله إنه يجب عدم استخدام النفط سلاحا لتحقيق مكاسب سياسية. وقال «مطالبة ترامب بعدم شراء النفط الإيراني، وضغوطه على الشركات الأوروبية في وقت تشهد فيه نيجيريا وليبيا أزمة، وانخفضت فيه صادرات النفط الفنزويلية بسبب العقوبات الأميركية، وزاد فيه الاستهلاك المحلي بالسعودية في الصيف، ما هي إلا إيذاء للنفس». وتابع «سيرفع ذلك أسعار النفط في الأسواق العالمية.. وفي النهاية، فإن المستهلك الأميركي هو الذي سيدفع ثمن سياسة السيد ترامب». وإيران ثالث أكبر مصدر للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وتصدر نحو مليوني برميل من الخام يوميا. ثمن باهظ وأثناء لقائه مع عدد من الايرانيين المقيمين في فيينا، أمس، قال الرئيس الإيراني إن واشنطن تهدف إلى فرض عزلة على شعبه، محذّراً من أن ذلك سيكلف واشنطن ثمنا باهظا، وسیكون الشعب الإیراني أكثر مقاومة مما مضى أمام ذلك. وتابع: «يوجهون (الأميركان) رسائل تهديد لأي شركة أو مصرف يقيم علاقات مع إيران من أجل قطع هذه العلاقات». وواصل: «لا أريد القول إن الأميركيين لا يمكنهم أن يسببوا مشاكل لإيران، ولكنهم لا ينجحون أبداً بتنفيذ ما يدعون إليه، وليس بمقدورهم قطع خطوط اتصال العالم مع إيران». وحول تعامل الشركات الأجنبية مع بلاده، أفاد الرئيس الإيراني بأنه «من الممكن أن تواجه الشركات الكبرى بعض المشاكل في استمرار التعاون مع إيران، إلا أن الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تعد خيارات أنسب لنقل التكنولوجيا قد أعلنت استعدادها للتعاون». حماية الاتفاق وأمس، أكد الرئيسان الايراني روحاني والنمساوي ألكسندر بيلين اهمية الاتفاق النووي الايراني وضرورة الحفاظ عليه في المستقبل. وقال روحاني في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره النمساوي في فيينا «لقد تطرقت في محادثاتي مع الرئيس بيلين إلى قضايا دولية عدة، وركزنا على الاتفاق النووي، ونحن متفقان على اهمية هذا الاتفاق وتعزيزه في المستقبل، وبما يخدم ايران ودول المنطقة والعالم». وجدد انتقاده لقرار واشنطن بالانسحاب من الاتفاق النووي، واصفا اياه بأنه «انتهاك للمواثيق والالتزامات الدولية وسيادة الدول، ولا يخدم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط». وأشار الى جهود ايران في مكافحة الارهاب ودورها في محاربة العناصر الارهابية في سوريا، وندد بما وصفه «بالدور المدمر» لبعض الدول، وفي مقدمتها إسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة. من جانبه، اعتبر الرئيس النمساوي الاتفاق النووي بأنه انجاز دبلوماسي مهم حظي بتأييد كل الدول الاعضاء في مجلس الامن، داعيا الى ضرورة حماية هذا الاتفاق والمضي في تنفيذه بشرط احترام طهران لالتزاماتها، خصوصاً امام الوكالة الدولية للطاقة الذرية المشرفة على تنفيذه. (كونا، رويترز، أ ف ب، الأناضول) مؤامرة التفجير: أمر اعتقال أوروبي لإيراني محتجز في فرنسا في اطار التحقيق حول مخطط لتنفيذ تفجير وسط تجمع نظمه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، «مجاهدي خلق» على مشارف باريس، قال مصدر قضائي فرنسي امس، إن بلجيكا أصدرت أمر اعتقال أوروبيا لرجل من أصل إيراني محتجز في فرنسا للاشتباه بمشاركته بالمخطط. وتحقق السلطات البلجيكية بالفعل مع اثنين من مواطنيها. وأوقف مرهد أ. (54 عاما) وهو من أصل ايراني قالت السلطات البلجيكية انه «شريك مفترض»، السبت في ضاحية فيلبنت، بينما كان يُعقد تجمع لحركة مجاهدي خلق. في اليوم نفسه، أوقف زوجان في بلجيكا بحوزتهما متفجرات ويشتبه بانهما خططا للاعتداء، بينما أوقف دبلوماسي ايراني في المانيا بعد أن كان على اتصال بهما. ولا يزال مرهد أ. في أيدي القضاء الفرنسي بانتظار القرار حول تسليمه الى بلجيكا. ومن المفترض ان يمثل اليوم الخميس في جلسة مغلقة أمام النائب العام لمحكمة الاستئناف في باريس لابلاغه بمذكرة التوقيف الاوروبية.
مشاركة :