يجمع بين التمثيل المتقَن والوسامة المألوفة والقبول اللافت على الشاشة. إنه قيس الشيخ نجيب أحد أبرز النجوم السوريين الذين يُطلبون في الدراما المشتركة، وقد شارك هذه السنة في مسلسل «جوليا» الذي حقّق نسبةَ مشاهدةٍ عالية، بالمشاركة مع اللبنانية ماغي بوغصن، وكان العمل الكوميدي الوحيد الذي نافَس في الموسم الرمضاني 2018. «الراي» سألت الشيخ نجيب عن هذا العمل، ورؤيته للثنائية التي تجمعه مع بوغصن، وما موقفه من نجومية بعض الفنانين السوريين؟ وكيف ينظر إلى المنافسة بينهم؟ وماذا يخطط للمستقبل؟ أما الإجابات فتأتي تفاصيلها في السطور الآتية: ● هل تجد أن الفنان الذي يقدم الكوميديا يكون خارج المنافسة مع الفنانين الآخرين الذين يقدّمون التراجيديا؟- يبدو أن فكرة المنافسة ليست موجودة إلا عندنا في العالم العربي فقط. الكوميديا نوع من الفن، والتراجيديا هي نوع آخر مختلف. ليس هناك فنان ينافس الآخر، بل يُفترَض تقييم كل فنان بناء على الشخصية التي يلعبها، والجديد الذي يقدّمه مقارنةً مع الشخصيات التي لعِبها سابقاً. هذا هو المقياس بالنسبة إليّ، وموضوع المنافسة والنجومية الهدف منه أن «يعملوا شويّة أكشن». يوجَد ممثل يلعب شخصيةَ وهي مختلفة عن الشخصية التي يقدّمها الممثل الآخر. المقياس يكون على أساس مدى قدرته على الإقناع، وإلى أي مدى أَحبّه الناس وتفاعلوا معه من خلال تلك الشخصية. أنا أرى الأمر بهذه الطريقة، أنه لا يوجد ممثل ينافس ممثلاً آخر.● هذا كلام قد يكون منطقياً، ولكنه ربما ليس واقعياً، لأن الناس يقارنون بالفعل ويصنّفون الفنانين بحسب نجوميتهم، ويحددون مَن كان الأول في الموسم الرمضاني، ومن الذي جاء بعده؟- التصنيف لا علاقة له بالمنافسة. لا يمكن أن نقول إن آل باتشينو ينافس روبرت دينيرو أو أنطوني هوبكنز، لأن كل ممثّل منهم متفرّد. يمكن أن نتحدّث عن منافسة عندما يلعب ممثلان الدور نفسه، كأن يقدّم ممثلان «هاملت» لشكسبير، ولكن عندما يقدّمان شخصيتَين مختلفتَين فلا مجال للحديث عن منافسة بينهما، لأن كلاً منهما سيكون واقفاً في منطقة مختلفة. هذه ليست لعبة كرة قدم.● لكن هناك مَن لمّح إلى أنك شعرتَ بالغيرة من تيم حسن عندما تحدثتَ عن «الهيبة»، وثمة مَن أشار إلى أنه لا يحق للفنانين أن يقيّموا أعمال الآخرين. فهل توافق على هذا الكلام؟- وأنت، ماذا تقولين!● لا شك أنه يحقّ للفنان أن يعبّر عن رأيه بوضوح وصراحة، على الأقل بوصفه مُشاهداً!- حسناً. هذا الموضوع تمّ التطرق إليه والردّ عليه! ولا يجوز أن نضخّمه، وأن نعطيه حيزاً أكثر مما يستحقّ. في الأساس تحدثتُ عن موضوع مسلسل «الهيبة» ولم أتحدّث عن تيم حسن. الكلام الذي قلتُه كان واضحاً.● هناك مَن ينتقد تجربة تكرار الثنائيات، وآخرون لا يعارضونها ما دامت ناجحة. ما موقفك كممثل من الثنائيات؟- الثنائيات موجودة في العالم العربي من خلال الأعمال المشتركة فقط، أو ما يُعرف بالـ «بان آراب». الثنائيات المكرَّرة لم أجد مثلها في مصر أو في هوليوود. هناك تجارب تتكرر، ويمكن أن تتكرر بحسب التجربة. أنا وماغي بوغصن قدّمنا في مسلسل «جوليا» تجربة مختلفة عن تجربة مسلسل «يا ريت». في «يا ريت» قدّمنا دراما رومانسية واقعية، وفي «جوليا» دراما «لايت كوميدي»، وفيها «شوية لعب». هما عملان مختلفان تماماً، والناس لمسوا ذلك، ونحن لم نطرح أنفسنا كثنائي في عملين يتناولان الموضوع نفسه. لكن هل يمكن أن أكرر الثنائية مع ماغي بوغصن من خلال عمل كوميدي؟ كل شيء يرتبط بالموضوع والنص والشخصية والكاراكتر.● ومن حيث المبدأ، هل أنت معها؟- هذا يرتبط بما إذا كنتُ أشاهد عملاً لثنائي لا يكرر عنصراه نفسيهما، بل يقدّمان تجارب جديدة يتفاعل معها الناس. لنكن واقعيين، المسلسل الذي نقدمه في رمضان هو مادة للتسلية، والناس يحبون أن يشاهدوا شيئاً يشبههم وقد لا يشبههم، شيء يضحكهم. الناس هم الذين يحكمون لأنهم هم الذين يتلقفون هذه المادة.● ولكن قلنا إنه يحق للفنان أن يعبّر عن رأيه. لنقل ما رأيك كمُشاهد؟- قلتُ إنه إذا تكررت الثنائية في موضوع جديد ومغاير، ويقدمه الممثلان بطريقة جديدة ومختلفة، وشكّلت عندي كمتلقٍّ حالة إبهار أو إعجاب فلمَ لا! أما إذا لم تتحقق هذه الأمور فحينئذٍ يكون التكرار بلا أي معنى، ولا هدف.● هل هذا يعني أننا يمكن أن نراك مع ماغي بوغصن في رمضان المقبل في عمل مختلف وفي إطار مغاير؟- إذا كان الموضوع والشخصية وطبيعة العمل تختلف عما قدّمناه في «جوليا» و«يا ريت»، فلمَ لا! وعلى سبيل المثال نحن كثنائي في «جوليا» لم نكن نشبه الثنائي الذي قدّمناه في «يا ريت»، وهكذا يتعين أن تكون الأمور.● كنجم سوري، هل ترى أن الدراما المشتركة توصلك إلى الجمهور العربي أكثر من الدراما السورية؟- في لبنان! في العالم العربي نحن معروفون منذ العام 2000 من خلال مسلسل «بواسل». المشكلة أن المُشاهد اللبناني ليس معتاداً على مشاهدة الدراما السورية. نحن معروفون في المغرب والجزائر وتونس وليبيا وكل العالم العربي ومصر. وفي الخليج العربي عُرفنا منذ فترة بعيدة، وكانت أعمالنا تُعرَض على الشاشة الخليجية. في لبنان الدراما السورية تتمثّل في «باب الحارة»، والأعمال المشتركة هي ما قرّبت النجم السوري إلى المُشاهد اللبناني.● أنت تتكلم عندما كانت الدراما السورية في عزّها، ولكن اليوم هي لم تعد بالمستوى نفسه، وتراجعتْ منذ زمن الحرب؟- منذ أن تخرّجتُ وأعمالي معروفة في العالم العربي، أي منذ 2000 ولغاية 2011.● ولكن الدراما السورية لم تعد تستقطب متابَعةً كما كانت عليه في السابق؟- لا شك في أن الحرب أثّرت فيها، ولكن النجوم السوريين مازالوا موجودين بقوة على الساحة. ● كيف تعلّق على ما قاله بعض النجوم اللبنانيين الذين اشتكوا من وجود النجوم السوريين في الأعمال المشتركة، وأشاروا إلى أن الأدوار المهمة والأساسية تُسند إليهم هم، برغم الاستعانة بنجوم لبنانيين؟- هناك أعمال لبنانية محلية يلعب فيها الممثل اللبناني أدواراً أساسية، وهو يحصل على فرصته الحقيقية من خلالها. أما بالنسبة إلى أعمال الـ «بان أراب» فهذه يجري تسويقها في السوق العربية على اسم الممثل السوري. بعض النجمات والنجوم اللبنانيين تُعرَض لهم أعمال في المحطات الخليجية، وهم يأخذون حقهم عبر الدراما المحلية، علماً أن الأعمال المشتركة التي تُعرض في رمضان لا يتجاوز عددها ثلاثة أو أربعة أعمال.● ما التبرير المنطقي للاستعانة بنجمات لبنانيات ونجوم سوريين في الدراما المشتركة، وليس العكس مثلاً؟- هذا الأمر يتعلق بخيار المحطات العربية.● ماذا تحضّر للفترة المقبلة؟- هناك مجموعة عروض، ولكن من المبكر الحديث عنها حالياً، وعندما تكتمل عناصرها، سأُعلن تفاصيلها.
مشاركة :