الاحتلال يصعّد ضد «الأقصى» والتجمعات البدوية حول القدس

  • 7/5/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رام الله، غزة: «الخليج»حذرت الحكومة الفلسطينية أمس الأربعاء، من استمرار التصعيد «الإسرائيلي» ضد المسجد الأقصى ومدينة القدس، وذلك بعد سماح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، لنواب الكنيست باقتحام الحرم القدسي، وهدم التجمعات السكنية حول القدس لصالح الاستيطان.وأدان المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود، قرار نتنياهو، واعتبره يمثل «تحريضاً سافراً وخطيراً، وتشجيعاً على المساس بأقدس مقدسات العرب والمسلمين». وأضاف: «هذه الخطوة الاحتلالية الجديدة ما كان نتنياهو ليجرؤ على ارتكابها، بهذه العنجهية والصيغة المستفزة، لولا الانحياز الأمريكي لسياسات الاحتلال وإجراءاته التعسفية، والذي يقوده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب». وشدد على أن «هذا التصعيد يسهم في دفع المنطقة برمتها، إلى أتون صراع ديني مرفوض وغريب، عن بلادنا وأهل بلادنا ومنطقتنا».وكان نتنياهو قرر الليلة قبل الماضية، السماح لأعضاء الكنيست باقتحام الحرم القدسي مرة واحدة كل ثلاثة أشهر. وفي رسالة بعث بها إلى رئيس الكنيست يولي اديلشتاين، أوضح نتنياهو، أنه يتبنّى بذلك توصية مجلس الأمن القومي، بشأن السماح للنواب بالقيام بهذه الاقتحامات حسب النظام الذي كان متبعاً، قبل فرض الحظر التام عليهم قبل أكثر من عامين.من جهة أخرى أقدمت قوات الاحتلال أمس الأربعاء، على هدم مساكن في التجمع البدوي أبو نوار شرقي القدس، فيما تستعد لإزالة قرية الخان الأحمر بالكامل.وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في السلطة الفلسطينية وليد عساف، أمس الأربعاء، إن آليات عسكرية «إسرائيلية» هدمت منزلين في تجمع «أبو نوار» البدوي قرب بلدة أبو ديس شرقي القدس. واعتبر أن عملية الهدم تمت «في إطار مخطط خطر لتهجير البدو في المناطق المحاذية لشرق القدس، بغرض التوسع الاستيطاني».وأشار عساف إلى بدء آليات عسكرية «إسرائيلية»، تهيئة الطرق للدخول إلى تجمع الخان الأحمر البدوي جنوب شرقي القدس؛ تمهيداً لهدمه. وقال إن «إسرائيل» تسعى إلى تهجير ما يزيد على 370 ألف فلسطيني في 255 تجمعاً بدوياً، في المناطق (ج) التي تشكل ما نسبته 60% من مساحة الضفة الغربية».واقتحمت قوات الاحتلال منطقة الخان الأحمر، واعتدت على المتضامنين ونشطاء المقاومة وأهالي المنطقة، الذين يحاولون منعهم من هدم المنطقة وتشريد الأهالي. وأفاد الهلال الأحمر أن طواقمه تعاملت مع 35 إصابة، نقل منها 4 إصابات لعدة مستشفيات. وشكّل النشطاء سلسلة بشرية أمام جرافات الاحتلال التي كانت تقوم بتجريف الأراضي في الخان الأحمر منذ الصباح، فيما يهدد جنود الاحتلال المواطنين والأجانب بإطلاق النار عليهم في حال لم يتراجعوا عن وقفتهم، وعن منع الجرافات من الهدم.وقالت مصادر فلسطينية، إن سلطات الاحتلال دفعت بتعزيزات من القوات وآليات عسكرية إلى منطقة الخان الأحمر؛ تمهيداً لإتمام عملية هدم المنازل والمنشآت فيه. وتعيش 45 عائلة بدوية في تجمع الخان الأحمر البدوي، حالة من الخوف والترقب الشديدين، في أعقاب قرار المحكمة «الإسرائيلية» العليا بهدم التجمع بالكامل، وتشريد سكانه إلى المنطقة التي خصصتها ما تسمى «الإدارة المدنية»، على أراضي قرية أبو ديس. ويتهدد هذه العائلات التي تنحدر من صحراء النقب، خطر الإخلاء والتهجير القسري من منازلها التي تقطن فيها منذ عشرات السنين، لتلاحقها نكبة جديدة، بالرغم من أن أرض التجمع مملوكة بالكامل ومسجلة في «الطابو» لأهل بلدة عناتا المجاورة.والخان الأحمر منطقة بدوية تقع قرب مستوطنتي «معاليه أدوميم»، و«كفار أدوميم» شرقي القدس، ويعيش سكانها في الخيام ومنازل من الصفيح. ويقيم فيها قرابة 200 شخص، 53 في المئة منهم أطفال، و95 في المئة لاجئين فلسطينيين مسجلين لدى وكالة «أونروا».وطالبت حركة فتح، العالم بأسره بالتدخل الفوري لوقف المجزرة والمحرقة الجديدة التي ترتكبها سلطات الاحتلال في الخان الأحمر بحق السكان الأصليين. وأكدت أن ما يجري جريمة تطهير عرقي وحرب إبادة ضد الشعب، في كل أماكن تواجده.وقال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أحمد مجدلاني، إن ما تقوم به سلطات الاحتلال في الخان الأحمر وتجمع أبو نوار، والتجمعات البدوية، تطهير عرقي وسرقة جديدة ضد أراضي الدولة الفلسطينية، يرتكبها الاحتلال بدعم أمريكي، وذلك لتنفيذ المشروع الاستيطاني المسمىE1، الذي يهدف إلى الاستيلاء على 12 ألف دونم، ممتدة من أراضي القدس الشرقية حتى البحر الميت، بهدف تفريغ المنطقة من أي تواجد فلسطيني، كجزء من مشروع فصل جنوب الضفة عن وسطها.وقال المتحدث باسم حماس حازم قاسم: «إن الهجمة التي تقوم بها سلطات الاحتلال ضد أهالي الخان الأحمر، هي امتداد لسياسة التطهير العنصري الذي مارسته الحركة الصهيونية منذ ما قبل إقامة كيان الاحتلال، وهي سياسة مستمرة تكشف عنصرية المحتل وإرهابه».وناشد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط أليستر بورت، الذي زار القرية في مايو/أيار، «إسرائيل» بضبط النفس. وقال إن أي إعادة إسكان لأبناء الخان الأحمر بالقوة في مكان آخر «يمكن اعتباره في نظر الأمم المتحدة عملية تهجير قسري»، وهو أمر تحظره معاهدة جنيف.إلى جانب ذلك اعتقل جنود الاحتلال فجر الأربعاء، سبعة فلسطينيين من عدة مناطق في الضفة الغربية، فيما زعم جيش الاحتلال أن المعتقلين مطلوبون بتهمة مقاومة الاحتلال ومستوطنيه.

مشاركة :