أعلنت فصائل الجنوب السوري، أمس، «فشل» جولة مفاوضات عقدتها مع الجانب الروسي للاتفاق على وقف المعارك في جنوب سوريا، جراء إصرار موسكو على تسليم المقاتلين سلاحهم الثقيل دفعة واحدة، في وقت فشلت قوات النظام في اقتحام بلدة صيدا، وكثفت قصفها على طفس في ريف درعا، فيما قتل 11 شخصاً من عائلة واحدة بواسطة الألغام أثناء محاولتهم العودة إلى بلدة المسيفرة التي انضمت إلى اتفاقات التسوية، في حين اعتصم العشرات من المدنيين المهجرين أمام مقر الأمم المتحدة في الرفيد على الحدود مع الجولان المحتل للمطالبة بحمايتهم.ووصفت مصادر معارضة في وقت سابق، أمس، جولة المفاوضات التي بدأت عند الرابعة عصراً ب«الحاسمة» بعدما حددت موسكو موعداً أخيراً للتفاوض، يسبق استئناف قوات النظام السوري لحملتها العسكرية في المنطقة في حال فشل المفاوضات. وأوردت الفصائل في تغريدة نشرتها «غرفة العمليات المركزية في الجنوب» على تويتر «فشل المفاوضات مع العدو الروسي في بصرى الشام وذلك بسبب إصرارهم على تسليم السلاح الثقيل». وقال الناطق الرسمي باسم الغرفة ابراهيم الجباوي«لم تسفر هذه الجولة عن نتائج بسبب الإصرار الروسي على تسليم الفصائل سلاحها الثقيل دفعة واحدة». وأضاف «انتهى الاجتماع ولم يحدد موعد مقبل».ووافقت الفصائل خلال الاجتماع، وفق ما قال مصدر معارض في مدينة درعا مطّلع على مسار التفاوض «على تسليم سلاحها على دفعات، لكن الجانب الروسي أصر على استلام كامل الأسلحة الثقيلة دفعة واحدة». وكان المصدر المعارض قال في وقت سابق، أمس، إن الفصائل أمام خيارين «إما أن تقبل بالتسوية، أو تُستأنف الحملة العسكرية» ضدها، بعدما كانت الغارات توقفت بشكل كامل منذ مساء السبت لإفساح المجال أمام التفاوض، بحسب المرصد السوري. وتسببت العمليات القتالية في درعا بنزوح عدد يراوح بين 270 ألفا و330 ألف سوري وفق الأمم المتحدة، توجه عدد كبير منهم إلى الحدود مع الأردن، أو إلى مخيمات مؤقتة في محافظة القنيطرة قرب هضبة الجولان المحتلة. وفي القنيطرة، نفذ العشرات من المدنيين امس اعتصاماً أمام مقر للأمم المتحدة في قرية الرفيد. وأوضح علي الصلخدي، مسؤول مجلس محافظة درعا التابع للمعارضة «المدنيون العزل الذين هجروا ويسكنون في الخيم أو في العراء نظموا وقفة اعتصامية أمام الأمم المتحدة لمطالبتها والعالم بحمايتهم وتقديم ضمانات دولية للحفاظ على حياتهم». وأفاد المرصد أمس، بمقتل 11 مدنياً من عائلة واحدة جراء انفجار ألغام لدى عودتهم ليلاً إلى بلدة المسيفرة، التي انضمت خلال الأسبوع الأخير إلى اتفاقات التسوية مع قوات النظام برعاية روسية. وكانت مصادر معارضة ذكرت أن قوات النظام فشلت في اقتحام بلدة صيدا في ريف درعا. وقالت «تصدت فصائل المعارضة السورية لهجوم واسع من القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين، وأفشلوا الهجوم، وكبدوا القوات الحكومية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد». وأكدت المصادر «استمرار القصف الكثيف على بلدة طفس في ريف درعا الغربي من دون محاولة التقدم البري للقوات الحكومية». وقالت مصادر عسكرية سورية «استمر مسلحو بصرى الشام بتسليم الأسلحة بعد التوقف الثلاثاء وسلموا أمس دبابة وعربة «بي أم بي» ومدفع عيار 57». (وكالات)
مشاركة :