موضوع الأدب والأدباء موضوع طويل عميق كثير الجد، ليس لأنه من الصعب التحكم به والسيطرة عليه، ومن ثم وجود صعوبة للتوصل إلى اتفاق فيه؛ بل لأنه موضوع متشعب ليس له بداية ولا نهاية، ويمكن لأي إنسان -سواء كان من ذوي الاختصاص وخلافهم- الإمساك بأي طرف منه أو جانب. وكذلك لأن هذا الموضوع يدّعي أبوّته وتبنيه كثير من الأدعياء! هذا هو السبب الأكبر الذي يجعل نتائجه، واستعداداته، واختيارات المشاركين فيه، والحاضرين لفعالياته؛ من المسائل الجدلية غير المقنعة لمعظم الأطراف. ما الذي يجعل ذلك يحدث عندنا؟ السبب بكل بساطة هو هيكلة الثقافة والآداب في البناء الإداري بالدولة. ومن ثم فليس على الدولة من لوم على تطبيق إجراءاتها النظامية والإدارية في أعمالها المعتادة. وحين يتم تطبيق ذلك على الثقافة والآداب فهي مثلها مثل أي نشاط آخر تحت أي جهة حكومية في الدولة. بل الذي أشد من ذلك، هو أن الجهة المسؤولة، أيًا كانت، سوف تعاقب لو لم تطبق الإجراءات النظامية للدولة. لذلك عندما يعترض الأدباء ويتساءلون أو يسخطون على الدعوات لحضور الفعاليات المختلفة، أو مشاركة أشخاص لا يتغيرون في قوائم قديمة معروفة تحضر كل محفل ونشاط، سواء كان محليًا أو خارجيًا؛ فلن يجدوا جوابًا شافيًا أو منطقًا مقنعًا. وليس ثمة تقدير وتمييز بين الذين ينتجون الثقافة وبين الذين يقصّون ويلصقون. بل الأفظع هو الترحيب بالذين يقتنصون المنابر والفعاليات؛ فيعاملون معاملة المبدعين وهم في حقيقتهم أدعياء للثقافة والأدب. وكان الذي أهّلهم لاحتلال المكانة الرفيعة والتقدير، هو ظاهرتهم الصوتية، ومهارتـهم في الاتصال والعلاقات العامة، ولكن البصير يرى بُعد المسافة بين الثرى والكواكب. Twitter: @mamashat m.mashat@gmail.com m.mashat@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (60) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :