من أجلِّ العبادات في هذا الشهر الكريم، قراءة القرآن. وهي فرصة لكثير من الناس للتفكر والاستضاءة بنوره. كما هي فرصة لكثير من الكاتبين والكاتبات الذين يملأون الصفحات بمقالاتهم وأخطائها اللغوية، ليقوِّموا أقلامهم وألسنتهم. ولقد كان دوماً ذلك النقاش الساذج في أيهما أفضل: ختم المصحف أم قراءة التدبّر. والجواب واضح بنصوص آيات القرآن الكريم. ولأن مفردات الصحف ومفردات كتّابها محدودة، نظراً لعيب خَلْقي في أقلام بعضهم، ومن أجل تبسيط المفردات الصحفية ليستوعبها أكبر عدد من القراء، بشتى مستوياتهم الثقافية؛ أصبحت الأخطاء الصحفية شبه مجمعٍ على تكرارها في صحفنا العربية. وإن كان بعضها يزداد عن بعض نظراً للهوى الكتابي، والاستيعاب المجتمعي من بيئة لأخرى. بل وهناك كلمات كثيرة غير صحيحة عربياً، ولا أقصد الكلمات الأجنبية، تستعمل بكثرة وباعتياد يومي مثل كلمة "التالي" كما في جملة "السؤال التالي" ويُقصد بها "التابع". فليس في اللغة العربية هذا المعنى للكلمة وإنما هناك معانٍ أخرى لها. ومن أشهر الأخطاء الصحفية المتكررة جملة "بدلاً عن" والأصح "بدلاً من". قال تعالي: (أن يُبدله أزواجاً خيراً منكن..) وتكرار كلمة "كلما" فيقال: كلما زادت السرعة، كلما زاد الخطر. والأصح حذف "كلما" الثانية. قال تعالى: (كلما دخل عليها زكريا المحراب، وجد عندها رزقاً). وزيادة كلمة "أنْ" بعد كلمة "كاد" فيقال: كاد أن يفعل كذا. والأصح حذف "أن". قال تعالى: (كادوا يكونون عليه لبدا). أما الاستشهاد ببيت شوقي "كاد المعلم أن يكون رسولا" فلا يجوز. فهو خطأ لغوي يُجاز للشاعر لضرورات الشعر، حسب المقولة "يحق للشاعر ما لا يحق لغيره". هذه نماذج للدلالة فقط. وهناك بحر عظيم. Twitter: @mamashat m.mashat@gmail.com m.mashat@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (60) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :