تكتسب الزيارة الرسمية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لفرنسا اليوم الخميس، والمباحثات التي سيجريها سموه خلالها مع فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية، أهمية كبرى من حيث التوقيت والمضمون، فالزيارة هي الثانية التي يقوم بها سموه لباريس خلال أقل من عام، مما يؤكد أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الصديقين، والمبنية على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. كما أن الزيارة تؤكد على دور قطر المتميز على الساحة الدولية، وكذلك منزلتها ومكانتها في أبرز عواصم صنع القرار في العالم. وتحظى الزيارة بأهمية خاصة، نظراً للموضوعات التي ستتناولها مباحثات سمو الأمير المفدى مع فخامة الرئيس الفرنسي، حيث ينتظر أن تتناول في مقدمة الموضوعات روابط الصداقة العميقة والعلاقات الاستراتيجية المزدهرة بين الدوحة وباريس، وأهمية دعمها وتعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، لما فيه خير ومصلحة البلدين، وتبادل وجهات النظر حول الأوضاع وآخر المستجدات الإقليمية والدولية. وسيلتقي سمو الأمير المفدى خلال الزيارة مع عدد من كبار المسؤولين الفرنسيين، وسيتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات في عدة مجالات. وتشهد العلاقات الثنائية بين قطر وفرنسا نقلة نوعية، في ظل القيادة في البلدين، حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، وفخامة الرئيس الفرنسي، وهي علاقات عميقة ومتميزة تشمل مختلف القطاعات، مضمونها الصداقة والتعاون، وتتمتع بالصراحة والمصداقية، وتشهد تطوراً مستمراً، ارتقى بها خلال السنوات القليلة الماضية إلى المستوى الاستراتيجي، حتى باتت من ثوابت سياسات البلدين الخارجية. وشهدت السنوات الأخيرة دفعة قوية للعلاقات الثنائية بين الدوحة وباريس، لا سيما منذ الزيارة التي قام بها سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى فرنسا في 14 سبتمبر 2017، في أولى جولات سموه الخارجية منذ بدء الحصار المفروض على دولة قطر بتاريخ 5 يونيو العام الماضي، حيث جاءت الجولة تثميناً من قطر لموقف باريس والدول التي دعمت قطر في وجه الحصار المفروض عليها. دعوا إلى وقف الحصار تم أيضاً توقيع مذكرة التزام وتعاون متبادل لتقديم الخدمات لمترو الدوحة وترام لوسيل بين شركة سكك الحديد القطرية «الريل» وتحالف الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية، والمشغل المستقل للنقل في مدينة باريس، وخطاب اتفاقية للتعاون بين وزارتي الدفاع القطرية ومجموعة «داسو» للطيران، وخطاب نوايا للتعاون بين وزارة الدفاع القطرية وشركة «Nexte» للدفاعات الأرضية. ومن المؤكد أن التواجد الكبير للشركات الفرنسية ذات الخبرة العالية، في عدد من المشاريع التي يتم تنفيذها في قطر يساهم في تعزيز التنمية والتنوع الاقتصادي، ويعمل على تحقيق الأهداف الطموحة لرؤية قطر 2030، لا سيما في مجال البنى التحتية، ومن المتوقع أن تزداد الاستثمارات الفرنسية في قطر مع اقتراب عام 2022، والإنفاق الحكومي على العديد من المشاريع المرتبطة بتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم في الدوحة عام 2022، وعبر سلسلة من المشاريع، التي يجري العمل بها حالياً، كالمترو وغيره من المشاريع الخاصة بالبنى التحتية في الدولة. اتفاقيات في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله كانت زيارة فخامة الرئيس الفرنسي للدوحة في ديسمبر الماضي قد توجت بتوقيع العديد من الاتفاقيات بين فرنسا وقطر في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله، إذ وقع البلدان إعلان نوايا وخريطة طريق مشتركة، وعقد الحوار الثنائي الأول بين البلدين حول هذا الموضوع في نهاية عام 2017، وأسفرت الدورة الأولى للحوار الثنائي رفيع المستوى عن اعتماد تفاهم مشترك على عدة مستويات، يحدد إجراءات وبرامج عملية لتطوير التعاون بين البلدين في الميادين ذات الصلة. وأتاحت الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي إلى الدوحة التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم مختلفة في عدة مجالات، منها: التوقيع على البرنامج التنفيذي السابع في مجال التعليم والتعليم العالي، وتوقيع مذكرة تفاهم بين مكتبة قطر الوطنية والمكتبة الوطنية الفرنسية بشأن التعاون المشترك في المجالات العلمية والتقنية والثقافية، واتفاقية تعاون بين الخطوط الجوية القطرية ومجموعة «أيرباص» للطيران، واتفاقية تعاون بين هيئة الأشغال العامة «أشغال» والمجموعة الفرنسية لإدارة المياه والنفايات «سويز». نمو في مجالي الأمن والاقتصاد أخذت العلاقات الثنائية تنمو بين البلدين الصديقين منذ مطلع التسعينات في مجالي الأمن والاقتصاد، وأدت رغبة قطر في تنويع اقتصادها، وتقليص اعتمادها على عائدات الغاز إلى توسيع نطاق التعاون مع فرنسا في مختلف المجالات، وأسهم توقيع اتفاقات وعقود في مجالات الاقتصاد والتعليم والدفاع ومكافحة الإرهاب -إبان زيارة الرئيس الفرنسي للدوحة في 7 ديسمبر 2017- في توطيد الشراكة القائمة بين قطر وفرنسا. تعاون في الأمن والدفاع يمثل التعاون في مجالي الأمن والدفاع بين فرنسا وقطر ركيزة التعاون الثنائي، وفي هذا المجال، أعلن الرئيس الفرنسي خلال زيارته للدوحة في ديسمبر الماضي عن توقيع عدة صفقات، بقيمة إجمالية تقدر بـ 12 مليار يورو. وفي سبتمبر الماضي، نفذت قوات البحرية الأميرية القطرية تمريناً بحرياً مشتركاً مع البحرية الفرنسية لمدة يومين في المياه الإقليمية القطرية، وكان الهدف من التمرين محاربة الإرهاب، والقرصنة البحرية، وحماية المنشآت النفطية والخطوط الملاحية. فرنسا.. الشريك الاقتصادي السابع تعتبر فرنسا الشريك الاقتصادي السابع لقطر، وتعد الدوحة من أبرز الشركاء التجاريين لفرنسا في منطقة الخليج العربي، كما تعتبر وجهة للشركات الفرنسية في المنطقة، حيث يوجد أكثر من 200 شركة فرنسية تستثمر في قطاعات مختلفة في السوق القطرية، وتواصل الشركات الفرنسية أعمالها في المشاريع المرتبطة بالبنى التحتية الخاصة بمنشآت وملاعب دورة كأس العالم في كرة القدم في قطر عام 2022. وتم توقيع عقود بارزة بين البلدين، تجاوزت قيمتها 16 مليار يورو في مجالات الدفاع والنقل والطائرات، ومكافحة التلوث إبان زيارة فخامة الرئيس الفرنسي للدوحة في ديسمبر 2017. 30 مليار دولار استثمارات قطر في فرنسا تتسم العلاقات الاقتصادية بين قطر وفرنسا بالقوة والتميز على المستويين التجاري والمالي، وتعتبر فرنسا إحدى الوجهات المفضلة لدى المستثمرين القطريين في الخارج، وتقدر قيمة الاستثمارات القطرية في فرنسا بنحو 30 مليار دولار، منها الاستثمارات الخاصة، التي تصل إلى 10 مليارات دولار.;
مشاركة :